الرد على الشيعة الذين يحرّفون معنى حديث «يضع كنفه عليه» للطعن في صفات الله:

يستمرّ الشيعة - تلك الفرقة الضالّة الخارجة عن جماعة المسلمين - في نشر الأحاديث الباطلة أو تحريف معاني الأحاديث الصحيحة؛ لتمرير أفكارهم البعيدة عن الإسلام الحقّ. ومن جملة ما يحرّفونه حديث النبي ﷺ في «النَّجوى» الذي رواه الإمام البخاري، وفيه قوله ﷺ: «يَدْنُو أَحَدُكُمْ مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عَلَيْهِ... »

وقد زعم بعضهم أنّ هذا الحديث يوهم بالتجسيم أو يثبت القرب الحسيّ، مع أنّ العلماء بيّنوا معناه الصحيح، وأنّ المقصود بالكنف هو الستر والرحمة والعناية، لا كما يزعم الرافضة.

في هذا المقال نُفصِّل القول في معنى الحديث، ونكشف تدليس الشيعة في تحريف معناه ومخالفتهم لفهم السلف الصالح.

نص الحديث كما في صحيح البخاري:

قال الامام البخاري:

 "حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي النَّجْوَى قَالَ يَدْنُو أَحَدُكُمْ مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عَلَيْهِ فَيَقُولُ عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ نَعَمْ وَيَقُولُ عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ نَعَمْ فَيُقَرِّرُهُ ثُمَّ يَقُولُ إِنِّي سَتَرْتُ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا فَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ"

صحيح البخاري - بَاب سَتْرِ الْمُؤْمِنِ عَلَى نَفْسِهِ – ج 8 ص 20

معنى «كنفه» في اللغة:

ومعنى كنفه في اللغة اي ستره، وقد بين ذلك العلماء في شرح الحديث.

 قال الزبيدي: " أَنْتَ في كَنَفِ اللهِ تَعاَلى مُحَرَّكَةً: أَي في حِرْزِه وسِتْرِهِ يَكْنُفُه بالكَلاءةِ وحُسْن الولايَةِ وفي حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ في النَّجْوَى: " يُدْنَى المُؤْمِنُ من رَبِّهِ يومَ القِيامَةِ حتَّى يَضَعَ عليهِ كَنَفَه " قال ابنُ المُباركِ: يَعْنِي يَسْتُرُه"

تاج العروس – ابو الفيض محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، الزَّبيدي -ج 24 ص 333

🔹 تفسير العلماء لمعنى الحديث:

وقال الحافظ ابن حجر: "وَقَوْلُهُ فَيَضَعُ كَنَفَهُ بِفَتْحِ الْكَافِ وَالنُّونِ بَعْدَهَا فَاءٌ الْمُرَادُ بِالْكَنَفِ السِّتْرُ وَقَدْ جَاءَ مُفَسَّرًا بِذَلِكَ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَاءٍ عَنْ قَتَادَةَ فَقَالَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ كَنَفُهُ سِتْرُهُ أَخْرَجَهُ الْمُصَنِّفُ فِي كِتَابِ خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ وَالْمَعْنَى أَنَّهُ تُحِيطُ بِهِ عِنَايَتُهُ التَّامَّةُ"

فتح الباري – احمد بن علي بن حجر – ج 13 ص 477

وقال العلامة الغنيمان: "قوله: ((حتى يضع كنفه عليه)) جاء الكنف مفسراً في الحديث بأنه ((الستر))، والمعنى: أنه - تعالى - يستر عبده عن رؤية الخلق له؛ لئلا يفتضح أمامهم، فيخزى، لأنه حين السؤال والتقرير بذنوبه تتغير حاله، ويظهر على وجهه الخوف الشديد، ويتبين فيه الكرب والشدة"

شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري – عبد الله بن محمد الغنيمان – ج 2 ص 367

ردّ أهل السنّة على شبهات الشيعة:

يحاول بعض غلاة الشيعة أن يزعموا أنّ هذا الحديث يدلّ على القرب الحسيّ بين العبد وربّه، أو أنّه تجسيم لله تعالى، والعياذ بالله، وهذه من جهالات الرافضة التي تعود إلى جهلهم بلسان العرب ومناهج المحدثين.

أهل السنّة لا يكيّفون صفات الله ولا يشبّهونه بخلقه، بل يؤمنون بما ورد في النصوص من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، على قاعدة:

«الإيمان بالصفات كما جاءت، بلا تأويلٍ باطلٍ ولا تمثيلٍ فاسد».

والحديث هنا لا يدل على قربٍ حسيّ، بل هو قربُ كرامةٍ ورحمةٍ وستر، كما فسره السلف، إذ قال ابن المبارك: كنفه ستره.

أما الشيعة فقد اعتادوا تحريف معاني الأحاديث لإسقاط الصفات، كما حرّفوا آيات الصفات نفسها بدعوى التنزيه، فجمعوا بين التحريف والتعطيل.