من أبرز مظاهر الانحراف في المذهب الشيعي أن فرقهم المتعددة ما فتئت تتناحر وتكفّر بعضها بعضًا، حتى صار الاختلاف بينهم عقيدة راسخة، وأضحى التكفير المتبادل من علامات الانتماء لكل فرقة. فكل طائفة تدّعي أنها “الفرقة الناجية” من بين الشيعة، وأن غيرها من الفرق “كفار ومبتدعة”.

وليس هذا غريبًا على الرافضة؛ فدينهم القائم على الأحاديث الموضوعة والروايات المختلقة لا يقوم على نصوص الوحي، بل على أقوال بشرية متناقضة. ومن أوضح الأدلة على تناقضهم ما جاء في كتبهم من تصريح بكفر الزيدية والفطحية والواقفة، وهم جميعًا من الفرق الشيعية التي تفرّعت عن مذهبهم نفسه.

وفي هذا المقال، نعرض نصوصًا صريحة من بحار الأنوار للعلامة المجلسي، أحد أعمدة التشيع، ليتبين للقارئ كيف حكم الرافضة على مخالفيهم من الشيعة أنفسهم بالكفر والضلال.

نصّ المجلسي في بحار الأنوار

قال محمد باقر المجلسي في بحار الأنوار (ج 37، ص 34):

«ورُوي عن محمد بن الحسن، عن أبي علي الفارسي قال: حكى منصور عن الصادق علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام أن الزيدية والواقفة والنُّصَّاب بمنزلةٍ عنده سواء.
وعن محمد بن الحسن، عن أبي علي، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عمّن حدّثه قال: سألتُ محمد بن علي الرضا عليهما السلام عن هذه الآية: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ۝ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ﴾

فقال: نزلت في النُّصَّاب والزيدية والواقفة من النُّصَّاب.

أقول: كتب أخبارنا مشحونة بالأخبار الدالّة على كفر الزيدية وأمثالهم من الفطحية والواقفة وغيرهم من الفرق المضلّة المبتدعة».

وهذا اعترافٌ صريح من المجلسي، أحد أعظم مراجع الشيعة، بأنّ الزيدية والفطحية والواقفة كفار، وهو بذلك يُخرج أغلب الشيعة القدماء من ملة الإسلام، لأن أكثر الشيعة في القرون الأولى كانوا من هذه الفرق!

معنى الفرق المذكورة

الزيدية:

 أتباع زيد بن علي بن الحسين، وقد خالفوا الإمامية في اشتراط النصّ على الإمام، ومالوا إلى الخروج على الظالمين.

الفطحية:

فرقة شيعية قالت بإمامة عبد الله الأفطح بن جعفر الصادق بعد وفاة أبيه.

الواقفة:

الذين توقفوا عند إمامة موسى الكاظم، وقالوا إنه لم يمت بل غاب.

وهذه الفرق كلها نشأت داخل البيت الشيعي نفسه، لكن كل فرقة منها كانت تلعن الأخرى وتكفّرها، كما تكشف نصوص كتبهم.

التناقض الشيعي في التكفير:

يدّعي الرافضة أنهم “أهل التسامح ومحبة آل البيت”، ولكن الحقيقة أن أعظم تكفير وتبديع وسبّ وُجد في تراثهم موجّهٌ إلى فرقهم الداخلية.

فإذا كان المجلسي يرى أن الزيدية والواقفة والفطحية كفار، فهل بقي أحد من الشيعة إلا الاثنا عشرية؟!

بل حتى الاثنا عشرية أنفسهم مختلفون في أئمتهم وعقائدهم، وكلٌّ منهم يطعن في الآخر، مما يثبت أن التشيع ليس مذهبًا واحدًا بل أديان متعدّدة تحت مسمّى واحد.

الردّ على شبهات الرافضة

يحاول بعض الشيعة المعاصرين تبرير هذا التكفير بحجة “الاختلاف العقائدي”، لكن النصوص من كتبهم قطعية وصريحة في لفظ الكفر واللعن والطرد من الدين.

فكيف يدّعون اليوم التقريب بين المذاهب، وهم يُكفّرون الزيدية - الذين هم أقرب فرق الشيعة إليهم - فضلًا عن أهل السنة؟!

إنها ازدواجية فكرية واضحة، تُظهر أن الشيعة الرافضة فرقة ضالّة مبتدعة، لا تنتسب إلى الإسلام الصحيح الذي جاء به محمد ﷺ.