من المعلوم أن الشيعة فرقة ضالة خارجة عن جماعة المسلمين، دأبت عبر التاريخ على الطعن في الصحابة الكرام وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم جميعًا، من خلال نشر روايات موضوعة أو تأويلات باطلة. ومن أكثر ما يتداولونه كذبًا هو ما يختلقونه عن الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنه، زاعمين أنه كان يطعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، بينما الحق الثابت في كتب أهل السنة يثبت أنه كان من المدافعين عنها، المعظمين لمقامها، المقرّين بأنها زوجة النبي ﷺ في الدنيا والآخرة.
هذا المقال يكشف زيف مزاعم الشيعة بالأدلة الصحيحة من صحيح البخاري والبداية والنهاية، ويُظهر كيف كان موقف الصحابة رضي الله عنهم من أم المؤمنين عائشة موقف إجلال واحترام.

نص الحديث الصحيح:

روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي وائل قال:

«قام عمار على منبر الكوفة، فذكر عائشة وذكر مسيرها، وقال: إنها زوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، ولكنها مما ابتليتم».

(الحديث صحيح – صحيح البخاري رقم 7101)

شرح الحديث وموقف عمار رضي الله عنه:

يتحدث هذا الأثر عن موقف الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنه في أحداث الجمل، حين خرجت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلى البصرة تطلب الإصلاح بين المسلمين بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.

وفي تلك الأحداث، قام عمار على منبر الكوفة يخاطب الناس، فأقرّ بأن عائشة رضي الله عنها زوجة رسول الله ﷺ في الدنيا والآخرة، مؤكّدًا فضلها ومكانتها، لكنه بيّن أن هذا الخروج كان ابتلاءً من الله للمؤمنين ليميز الصادق من المنافق، كما قال تعالى:﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ﴾ (سورة محمد: 31)

رواية ابن كثير في البداية والنهاية:

قال الإمام ابن كثير في كتابه البداية والنهاية (7/264):

«ثم قام عمار والحسن بن علي في الناس على المنبر يدعوان الناس إلى النفير إلى أمير المؤمنين، فإنه إنما يريد الإصلاح بين الناس، وسمع عمار رجلاً يسب عائشة، فقال: اسكت مقبوحاً منبوحاً، والله إنها لزوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، ولكن الله ابتلاكم بها ليعلم أتطيعوه أو إياها».

وهذه الرواية تبين بوضوح أن عمار بن ياسر كان يدافع عن عائشة رضي الله عنها، وينهى الناس عن سبّها، ويعتبرها من أمهات المؤمنين اللواتي يجب احترامهن وتعظيمهن، كما قال الله تعالى: ﴿ٱلنَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾ (سورة الأحزاب: 6)

الرد على شبهة الشيعة:

يزعم الشيعة أن عمار بن ياسر كان من خصوم أم المؤمنين عائشة في موقعة الجمل، وأنه طعن فيها أو عاداها.

 وهذه فرية باطلة، مردودة من وجوه:

1)  الحديث الصحيح في البخاري يثبت عكس ذلك تمامًا، فهو يشهد بأن عمارًا كان يجلّها ويقرّ بأنها زوجة النبي ﷺ في الدنيا والآخرة.

2)  لم يثبت عن عمار أو عن أحد من الصحابة المخلصين كلمة سوء في حق عائشة رضي الله عنها، بل كانوا يعتبرونها من رموز الدين ومن أمهات المؤمنين.

3)  الابتلاء الذي ذكره عمار لا يعني الطعن في عائشة، بل هو ابتلاء للأمة كلها، ليميز الله الصادق من المنافق، كما قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّؤْيَا ٱلَّتِيٓ أَرَيْنَٰكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ﴾ (سورة الإسراء: 60) أي: اختبار وامتحان.

إذن فقول عمار "ابتليتم بها" ليس ذمًّا لعائشة، وإنما بيان لحكمة الله في اختلاف الصحابة لاختبار طاعتهم لله ورسوله ﷺ.

مكانة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

كانت عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما من أفقه نساء الأمة وأحبهن إلى رسول الله ﷺ، وقد شهد الله تعالى بطهارتها في قوله جل شأنه: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُو بِٱلْإِفْكِ عُصْبَةٌۭ مِّنكُمْۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّۭا لَّكُمۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌۭ لَّكُمْ﴾ (سورة النور: 11)

وقد أجمع أهل السنة على أن من سبّها أو طعن فيها فقد كفر، لأنها زوجة النبي ﷺ وأم المؤمنين، كما نقل ذلك القاضي عياض في الشفا والنووي في شرح مسلم.

الخلاصة:

1)  الحديث صحيح ثابت في البخاري.

2)  عمار رضي الله عنه دافع عن أم المؤمنين عائشة، وبيّن فضلها ومكانتها.

3)  الشيعة حرّفوا الحقيقة ونشروا الأكاذيب لتشويه الصحابة وأهل البيت.

4)  الإسلام بريء من عقيدتهم، فهم فرقة ضالة مبتدعة تخالف صريح القرآن والسنة.

المصادر:

1)  صحيح البخاري رقم الحديث (7101).

2)  البداية والنهاية ابن كثير، ج7، ص264.

3)  القرآن الكريم سور الأحزاب، النور، ومحمد.

4)  الشفا للقاضي عياض.

5)  شرح النووي على صحيح مسلم.

.