تحاول فرقة الشيعة نشر أحاديث ضعيفة أو باطلة لترويج مزاعم كاذبة عن النبي ﷺ وأصحابه، مستغلين الجهل بعلم الحديث وعلوم النقد. ومن هذه الروايات ما ينسب إلى الحسن البصري حول سؤال الصحابة عن مكان الله تعالى. وهذه الرواية ضعيفة جدًا ولا أصل لها، ويستدل بها البعض زورًا في مسائل عقائدية. في هذا المقال سنوضح ضعف هذه الرواية وسبب عدم الاعتماد عليها، مع الرد على الشبهات التي قد يروّج لها أتباع الفرق الضالة.
نص الرواية:
حدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا جعفر بن سليمان عن عوف عن الحسن قال:
«سأل أصحاب النبي ﷺ النبي ﷺ: أين ربُّنا؟ فأنزل الله تعالى ذكره: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾
تحليل الرواية ودرجة ضعفها:
المرسلات:
◘ هذه الرواية من مراسيل الحسن البصري، والمراسيل عند العلماء أوهن من الريح.
◘ الحافظ العراقي ذكر في نقله عن السيوطي في شرحه 1/204: "لأن الحسن كان ممن يصدق كل من يحدثه".
أقوال العلماء:
◘ قال ابن سيرين: "حدثوا عمن شئتم من المراسيل إلا عن الحسن وأبي العالية فإنهما لا يباليان عمن أخذ الحديث".
◘ وقال أحمد بن حنبل: "ليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح، فإنهما يأخذان عن كل أحد" (جامع التحصيل للعلائي ص44).
◘ وقال يحيى بن سعيد القطان: "ما قال الحسن في حديثه إلا وجدنا له أصلاً إلا حديثاً أو حديثين"، وهذه عبارة عامة لتقوية المراسيل ولا تصلح تصحيحًا لمفردات رواياتها.
◘ وعن عبد الله بن عون، أحد تلامذة الحسن، قال: "كان الحسن يحدثنا بأحاديث، لو كان يسندها، كان أحب إلينا".
الشبهة والرد عليها:
الشبهة:
قد يروّج بعض أتباع الفرق الضالة أن هذه الرواية صحيحة وتدل على وقوع النبي ﷺ على معرفة مكان الله تعالى، وهو ما قد يُساء فهمه من قبل العامة.
الرد العلمي:
◘ الرواية ضعيفة جدًا، لأنها مرسلة، أي لم يصل السند إلى النبي ﷺ بشكل متصل.
◘ العلماء أجمعوا على أن المرسلات لا يُحتج بها في العقائد أو الأحكام.
◘ الاعتماد على هذه الرواية يؤدي إلى سوء الفهم لعقيدة التوحيد والتنزيه.
الخلاصة:
رواية الحسن البصري حول سؤال الصحابة عن مكان الله تعالى ضعيفة جدًا ومرسلة. العلماء نقدوا هذه المراسيل بشدة وأكدوا عدم الاعتماد عليها، ولا يُستدل بها في مسائل العقائد.
المصادر:
◘ الحافظ العراقي، شرح السيوطي 1/204
◘ ابن سيرين، جامع التحصيل للعلائي ص44
◘ أحمد بن حنبل، المسند