تعتمد فرقة الشيعة على بعض الأحاديث الضعيفة أو المكذوبة لتدعيم معتقداتها حول فضل أهل البيت صلى الله عليه وسلم، وغالبًا ما يُستشهد بهذه الأحاديث لإثبات نزول الآيات فيهم، أو فرض عصمتهم. ومن أبرز الأمثلة حديث "أن النبي دعا عليًا وفاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء ثم قال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا"، الذي يُزعم أنه دليل على عصمتهم ونزول القرآن فيهم. يهدف هذا المقال إلى تحليل الحديث نقديًا، وتوضيح ضعف سنده وحقيقة دلالته، مع توضيح موقف العلماء من مثل هذه الأحاديث.

نص الحديث والرويات:

حدثنا علي بن سعيد الرازي قال حدثني أبو أمية عمرو بن عثمان بن سعيد الأموي قال نا عمي عبيد بن سعيد عن سفيان الثوري عن عمرو بن قيس الملآئي عن زبيد عن شهر بن حوشب عن أم سلمة: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليًا وفاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء ثم قال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، قال وفيهم نزلت».

تصنيف الحديث: ضعيف.

المصدر: رواه الطبراني في المعجم الأوسط 4/134.

 

تحليل الحديث ونقده:

ضعف السند: يظهر ضعف الحديث من خلال الرواية الطويلة والمتفرقة، واعتمادها على رواة ضعفاء أو مجهولين مثل شهر بن حوشب.

عدم ثبوت نزول الآية فيهم: قول أم سلمة "وفيهم نزلت" غير مثبت، ولا يمكن الاحتجاج به.

استخدامه من قبل الشيعة: تستغل هذه الرواية لإثبات نزول آية التطهير على علي وفاطمة وحسني وحسين صلى الله عليه وسلم، وهي محاولة لدعم معتقداتهم حول العصمة.

 

الرد على الشبهات:

الشبهة:

 يستشهد بعض الشيعة بقول أم سلمة "وفيهم نزلت" لإثبات أن آية التطهير نزلت في أهل البيت صلى الله عليه وسلم.

الرد: الحديث ضعيف، والقول "وفيهم نزلت" لم يثبت في أي مصدر موثوق. لا يمكن الاعتماد على مثل هذه الروايات المكذوبة لإثبات العصمة أو فضائل خاصة لأهل البيت. يجب التمسك بالكتاب والسنة الصحيحة.

 

خاتمة المقال:

يتضح من دراسة حديث "النبي جَلَّل علي وفاطمة وحسنا وحسينا بالكساء ونزول الآية" أنه حديث ضعيف، ولا يُحتج به لإثبات فضل خاص أو عصمة لأهل البيت صلى الله عليه وسلم. ويجب على المسلمين التمسك بالقرآن والسنة الصحيحة، والتحقق من صحة الأحاديث قبل الاستشهاد بها، وتجنب ما يروجه بعض فرق الضلالة من روايات ضعيفة ومكذوبة.

 

المصادر:

المعجم الأوسط للطبراني 4/134

الصواعق المحرقة للهيتمي

تفسير ابن كثير

ميزان الاعتدال ابن حجر

التقريب لابن حجر