تسعى فرقة الشيعة الضالة إلى ترويج أحاديث ضعيفة ومكذوبة تخدم أغراضها الباطلة، مستغلين فضائل أهل البيت رضي الله عنهم لإيهام الناس بمزاعم لا أساس لها في القرآن الكريم والسنة النبوية. من أبرز هذه الأحاديث حديث "الوسيلة" المنسوب للنبي صلى الله عليه وسلم، الذي يزعم أن علي وفاطمة والحسن والحسين سيُسكنون الجنة معه في درجة خاصة، وهو حديث غير صحيح من حيث السند والمتن. هذا المقال يوضح مدى ضعف هذه الروايات ويكشف زيفها، مع تقديم الأدلة الشرعية من القرآن الكريم وصحيح السنة، موضحًا الحقيقة حول فضائل أهل البيت دون تحريف أو مبالغة.
قال الحافظ ابن كثير:
"رَوَى ابْنُ مَرْدَوَيْهِ أَيْضًا مِنْ طَرِيقَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَحْرٍ: حَدَّثَنَا شَريك، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "فِي الْجَنَّةِ دَرَجَةٌ تُدْعَى الْوَسِيلَةَ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوا لِي الْوَسِيلَةَ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يُسْكَنُ مَعَكَ؟ قَالَ: "عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ".
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مُنْكَرٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ[1].
فالأثر لا يصح، وهو معلل بعلتين:
1 – عبد الحميد بن بحر البصري.
قال الإمام ابن حبان:
"748 - عبد الحميد بن بَحر الْكُوفِي سكن الْبَصْرَة يروي عَن مَالك وَشريك والكوفيين مِمَّا لَيْسَ من أَحَادِيثهم كَانَ يسرق الحَدِيث لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال.... [2]"
وقال الإمام المقريزي:
[1472] عبد الحميد بن بَحر أَبُو الْحسن العسكري لَهُ غير حَدِيث مُنكر رَوَاهُ وَسَرَقَهُ من قوم ثِقَات - قَالَه ابْن عدي[3] "
قال الإمام الذهبي:
3483 - عبد الحميد بن بَحر بَصرِي كُوفِي الأَصْل عَن مَالك قَالَ ابْن حبَان كَانَ يسرق الحَدِيث[4]"
وقال الحافظ ابن الجوزي:
1821 - عبد الحميد بن بَحر الْكُوفِي سكن الْبَصْرَة يروي عَن مَالك قَالَ ابْن حبَان يسرق الحَدِيث وَيحدث عَن الثِّقَات بِمَا لَيْسَ من حَدِيثهمْ لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال [5]"
2 – الحارث الاعور.
قال الإمام مسلم:
51 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنِ الشَّعْبِىِّ قَالَ حَدَّثَنِى الْحَارِثُ الأَعْوَرُ الْهَمْدَانِىُّ وَكَانَ كَذَّابًا [6]"
وقال الإمام البخاري:
" 60 - الْحَارِث بن عبد الله أَبُو الزهير الْهَمدَانِي الْأَعْوَر الْكُوفِي بن يُونُس عَن زَائِدَة عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم أَنه اتهمَ الْحَارِث وَقَالَ بَعضهم الْحَارِث بن عبيد [7]"
وقال الإمام الذهبي:
" 1236 – عه الْحَارِث بن عبد الله الاعور من كبار عُلَمَاء التَّابِعين قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ كَذَّاب وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ضَعِيف وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقد كذبه الشّعبِيّ وَقَالَ ابوبكر بن عَيَّاش عَن مُغيرَة قَالَ لم يكن يصدق عَن عَليّ فِي الحَدِيث إِلَّا اصحاب عبد الله [8]"
[1] ووجه غرابته أنه من رواية عبد الحميد بن بحر البصري، قال ابن حبان: كان يسرق الحديث، والحارث هو الأعور كذبه الشعبي وضعفه جماعة " تفسير ابن كثير – تحقيق سامي بن محمد سلامة – ج 3 ص 105
[2] المجروحين – ابو حاتم محمد بن حبان البستي – ج 2 ص 142
[3] مختصر الكامل في الضعفاء - أحمد بن علي بن عبد القادر المقريزي – ص 596
[4] المغني في الضعفاء – محمد بن احمد الذهبي – ج 1 ص 368
[5] الضعفاء والمتروكون – عبد الرحمن بن علي بن الجوزي – ج 2 ص 84
[6] الضعفاء – محمد بن اسماعيل البخاري – ص 28
[7] الضعفاء – محمد بن اسماعيل البخاري – ص 28
[8] المغني في الضعفاء – محمد بن احمد الذهبي – ج 1 ص 141