تنتشر بين فرقة الرافضة – وهي فرقة ضالّة خرجت عن منهج الإسلام الصحيح – روايات موضوعة وأحاديث مختلقة تُنسب زورًا إلى رسول الله ﷺ وإلى أهل بيته الأطهار، يُراد بها خدمة عقيدتهم الباطلة وتبرير أصول تخالف كتاب الله وسنة نبيه. ومن أكثر ما يروّجونه أحاديث لا وجود لها في دواوين الإسلام، أو روايات ضعيفة وموضوعة بنصّ أئمة الحديث والنقد، مع إصرار شديد منهم على إلصاقها بالصحابة وأهل بيت النبي عليهم رضوان الله.

ومن أبرز تلك الشبهات التي يتمسّكون بها:

 شبهة نزول قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾ في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، زاعمين أنّ “الولي” هنا بمعنى “الإمام”، وأنها نصّ صريح في إمامته. وفي هذا المقال نفنّد هذه الدعوى تفنيدًا علميًا موثّقًا، مع عرض أقوال كبار المحدثين والمفسرين، وبيان علل الروايات الموضوعة التي يستند إليها الرافضة.

يستدل الرافضة على إمامة علي رضي الله عنه بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55): المائدة﴾، واستدلالهم بالآية يعتمد على سبب نزولها، ويدعي الإمامية أنها نزلت في علي رضي الله عنه، وأن الولي في الآية بمعنى الإمام، واستدلالهم هذا باطل، ومردود، فأما من ناحية سبب النزول في الآية الكريمة المباركة، فلا علاقة لها بعلي رضي الله عنه، ولقد بين ذلك العلامة المحدث أحمد محمد شاكر في عمدة التفسير، حيث قال رحمه الله: "وأما قوله: ﴿وهم راكعون﴾: فقد توهم بعض الناس أن هذه الجملة في موضع الحال من قوله: ﴿ويؤتون الزكاة﴾ أي: في حال ركوعهم!ولو كان هذا كذلك، لكان دفع الزكاة في حال الركوع افضل من غيره، لإنه ممدوح! وليس الأمر كذلك عند أحد من العلماء ممن نعلمه من ائمة الفتوى، وحتى أن بعضهم ذكر في هذا أثرا عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه: أن هذه الآية نزلت فيه: وذلك إنه مر به سائل في حال ركوعه، فاعطاه خاتمه. ثم ذكر الحافظ ابن كثير هنا اثارا في ذلك، بأسانيدها الضعيفة. وابأن عن عوار كل منها. ثم قال: وليس يصح شيء منها بالكلية، لضعف أسانيدها وجهالة رجالها.[1]

وقد تقدم في الأحاديث التي اوردناها:

 أن هذه الآيات كلها نزلت في عبادة بن الصامت، رضي الله عنه حين تبرأ من حلف يهود، ورضي بولاية الله ورسوله والمؤمنين، ولهذا قال تعالى بعد هذا كله: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فإن حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ

علما أن العلامة المحدث أحمد شاكر قد ذكر في مقدمة كتابه، بإنه قد اختار من الأحاديث اصحها، واقواها سندا، واوضحها لفظا، حيث قال: "اخترت من الأحاديث التي يذكرها اصحها واقواها اسنادا، واوضحها لفظا.

فإن المؤلف رحمه الله كثيرا ما يذكر الحديث الواحد بروايات متعددة، ومن اوجه مختلفة.

4– حذفت أسانيد الأحاديث التي اذكرها. فإن الحافظ ابن كثير يذكر الأحاديث– ثم يسوق الاسناد والحديث، ثم كثيرا ما يذكر بعده تخريجه من الصحاح والسنن وغيرها، بأسانيدها كاملة، أو بالإشارة إلى الأسانيد "

عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير – أحمد محمد شاكر – ج 1 ص 10 – 11

وقال عن الأحاديث الضعيفة والمعلولة:

" حذفت كل حديث ضعيف أو معلول، إلا أن يكون اثباته في غير موضعه ضرورة علمية: لرفع شبهة، أو بيان معنى حديث صحيح بحديث ليس ضعيفا بمرة، أو رد على احتجاج به لذي هوى أو ضغن على الإسلام وأهله، أو غير ذلك من المقاصد العالية " عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير – أحمد محمد شاكر – ج 1 ص 11

وقال الإمام الألباني في اثناء بيان عدم نزول الآية بعلي رضي الله عنه: "

قلت: ويشهد لذلك أمور:

الأول: إنه ثبت أن الآية نزلت في عبادة بن الصامت لما تبرأ من يهود بني قينقاع وحلفهم.

أخرجه ابن جرير (6/ 186) بإسنادين عنه؛ أحدهما حسن.

الثاني: ما أخرجه ابن جرير أيضا، وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 185) عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عن قوله عز وجل: (إنما وليكم الله...) الآية؛

قلنا: من الذين آمنوا؟ قال: (الذين آمنوا) (ولفظ أبي نعيم: قال: أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -). قلنا: بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب؟! قال: علي من الذين آمنوا.

وإسناده صحيح.

قلت: فلو أن الآية نزلت في علي رضي الله عنه خاصة؛ لكان أولى الناس بمعرفة ذلك أهل بيته وذريته، فهذا أبو جعفر الباقر رضي الله عنه لا علم عنده بذلك!

وهذا من الأدلة الكثيرة على أن الشيعة يلصقون بأئمتهم ما لا علم عندهم به!... "

سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة - محمد ناصر الدين الألباني - ج 10 ص 582 - 583

وقد سمعت بعض الرافضة يحتج بحديث قد رواه الإمام الطبراني في المعجم الأوسط.

حيث قال: "6232 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْعُمَرِيُّ قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، يَقُولُ: وَقَفَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ سَائِلٌ، وَهُوَ رَاكِعٌ فِي تَطَوُّعٍ فَنَزَعَ خَاتَمَهُ، فَأَعْطَاهُ السَّائِلَ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْلَمَهُ ذَلِكَ، فَنَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ [المائدة: 55]، فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ»

لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ إلا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ "

المعجم الأوسط – ابو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني - ج 6 ص 218

وهذا الحديث لا يصح وعلته خالد بن يزيد.

 قال الإمام عبد الرحمن بن ابي حاتم:

" 1630 - خالد بن يزيد العمرى المكى أبو الوليد روى عن سفيأن الثوري واسحاق بن يحيى بن طلحة وعبد الله العمرى وابى الغصن ثابت ابن قيس سمعت ابى يقول ذلك.

قال أبو محمد روى عنه على بن حرب الموصلي وكتب عنه أبو زرعة وترك الروآية عنه.

حدثنا عبد الرحمن نا على بن الحسن الهسنجانى قال سمعت يحيى بن معين يقول: خالد بن يزيد العمرى كذاب.

حدثنا عبد الرحمن قال سئل ابى عن خالد بن يزيد العمرى المكى فقال: كان كذابا اتيته بمكة ولم اكتب عنه وكان ذاهب الحديث "

الجرح والتعديل – ابو محمد عبد الرحمن بن ابي حاتم محمد الرازي - ج 3 ص 360

وقال الإمام ابن حبان:

" خالد بن يزيد العمري أبو الوليد شيخ كان يسكن مكة ينتحل مذهب الرأي، يروى عن الثوري، روى عنه محمد بن يزيد النيسابوري الذى يقال له محمش، منكر الحديث جدا. اكثر من كتب عنه أصحاب الراى لا يشتغل بذكره لإنه يروى الموضوعات عن الاثبات...

المجروحين – ابو حاتم محمد بن حبان البستي – ج 1 ص 284 – 285

ولقد جاءت الآية وسط أي ات تتعلق بالولاء والبراء، وهو المراد من معنى الآية الكريمة المباركة، ولا علاقة لها بالإمامة ولا أي شيء آخر.

قال الحافظ ابن كثير:

" وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا أي: لَيْسَ الْيَهُودُ بِأَوْلِيَائِكُمْ، بَلْ وِلَايَتُكُمْ رَاجِعَةٌ إلى الله ورسوله والمؤمنين. وَقَوْلُهُ: ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ [وَهُمْ رَاكِعُونَ]﴾ (1) أي: الْمُؤْمِنُونَ الْمُتَّصِفُونَ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ، مِنْ إِقَامِ الصَّلَاةِ الَّتِي هِيَ أَكْبَرُ أَرْكان الْإسلام، وَهِيَ لَهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ الَّتِي هِيَ حَقُّ الْمَخْلُوقِينَ وَمُسَاعَدَةٌ لِلْمُحْتَاجِينَ مِنَ الضُّعَفَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وأما قَوْلُهُ ﴿وَهُمْ رَاكِعُونَ فَقَدْ تَوَهَّمَ بَعْضُهُمْ أن هَذِهِ الْجُمْلَةَ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنْ قَوْلِهِ: ﴿وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ أي: فِي حَالِ رُكُوعِهِمْ، وَلَوْ كان هَذَا كَذَلِكَ، لَكان دَفْعُ الزَّكَاةِ فِي حَالِ الرُّكُوعِ أَفْضَلَ مِنْ غَيْرِهِ؛ لإنه مَمْدُوحٌ، وَلَيْسَ الأمر كَذَلِكَ عِنْدَ أحد مِنَ الْعُلَمَاءِ مِمَّنْ نَعْلَمُهُ مِنْ أَئِمَّةِ الْفَتْوَى، وَحَتَّى أن بَعْضَهُمْ ذَكَرَ فِي هَذَا أثرا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أن هَذِهِ الْآية نَزَلَتْ فِيهِ: [ذَلِكَ] إنه مَرَّ بِهِ سَائِلٌ فِي حَالِ رُكُوعِهِ، فَأَعْطَاهُ خَاتَمَهُ.

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سليمان الْمُرَادِيُّ، حَدَّثَنَا أي وبُ بْنُ سُوَيْد، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا قَالَ: هُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.

وَحَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْن أَبُو نُعَيْمٍ الْأَحْوَلُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْل قَالَ: تَصَدَّقَ عَلِيٌّ بِخَاتَمِهِ وَهُوَ رَاكِعٌ، فَنَزَلَتْ: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ.

وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا غَالِبُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ الْآيَةَ: نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، تَصَّدَق وَهُوَ رَاكِعٌ

وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ الْآيَةَ: نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.

عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدٍ لَا يُحْتَجُّ بِهِ.

وَرَوَاهُ ابْنُ مَرْدُويه، مِنْ طَرِيقِ سُفْيَأن الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي سِنان، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كان عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَائِمًا يُصَلِّي، فَمَرَّ سَائِلٌ وَهُوَ رَاكِعٌ، فَأَعْطَاهُ خَاتَمَهُ، فَنَزَلَتْ: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ الْآيَةَ.

الضَّحَّاكُ لَمْ يَلْقَ ابْنَ عَبَّاسٍ.

وَرَوَى ابْنُ مَرْدُويه أيضا عَنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ -وَهُوَ مَتْرُوكٌ-عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الْمَسْجِدِ، وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ، بَيْنَ رَاكِعٍ وَسَاجِدٍ وَقَائِمٍ وَقَاعِدٍ، وَإذا مِسْكِينٌ يَسْأَلُ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "أَعْطَاكَ أحد شَيْئًا؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "مَنْ؟ " قَالَ: ذَلِكَ (6) الرَّجُلُ الْقَائِمُ.

قَالَ: "عَلَى أي حَالٍ أَعْطَاكَهُ؟ " قَالَ: وَهُوَ رَاكِعٌ، قَالَ: "وَذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ". قَالَ: فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ، وَهُوَ يَقُولُ: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فإن حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ وَهَذَا إِسْنَادٌ لَا يُفْرَحُ بِهِ.

ثُمَّ رَوَاهُ ابْنُ مَردُويَهْ، مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، نَفْسِهِ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَأَبِي رَافِعٍ. وَلَيْسَ يَصِحُّ شَيْءٌ مِنْهَا بِالْكُلِّيَّةِ، لِضَعْفِ أسانيدهَا وَجَهَالَةِ رِجَالِهَا"

تفسير ابن كثير – ابو الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير - ج 3 ص 138

ورواية موسى بن قيس أن سلمة بن كهيل قال نزلت في علي رضي الله عنه.

 فيها علتان:

العلة الاولى – موسى بن قيس الحضرمي من غلاة الرافضة كما نقل الإمام الذهبي قول الإمام العقيلي فيه.

 حيث قال: "6517 - د س / موسى بن قيس عصفور الجنة روى عنه أبو نعيم الفضل له مناكير وقال العقيلي من الغلاة في الرفض"

المغني في الضعفاء – محمد بن أحمد الذهبي - ج 2 ص 686

وهذه الرواية فيها نصرة لبدعته.

العلة الثانية - سلمة بن كهيل ولد في سنة 47 هـ، ومات في سنة 121 ه.

 قال الحافظ ابن حجر:

" قال يحيى بن سلمة بن كهيل ولد أبي سنة سبع وأربعين ومات يوم عاشوراء سنة إحدى وعشرين ومائة "

تهذيب التهذيب – أحمد بن علي بن حجر - ج 4 ص 138

فبين ولادته وموت النبي صلى الله عليه واله وسلم عشرات السنين فضلا عن شهوده للحادثة.

وأما رواية غالب بن عبيد أن مجاهدا قال أن الآية نزلت في علي رضي الله عنها، فإن غالبا هذا منكر الحديث، ومتروك.

 قال الإمام البخاري:

 " غالب بن عبيد الله العقيلي الجزري منكر الحديث سمع منه يعلى بن عبيد ومحمد بن يوسف"

التاريخ الصغير – محمد بن اسماعيل البخاري – ج 2 ص 130

وقال الإمام النسائي:

"(484) غالب بن عبيد الله متروك الحديث"

الضعفاء والمتروكين – أحمد بن علي بن شعيب – ص 226

ولقد صدق الإمام ابن كثير رحمه الله بعد أن ذكر هذه الاثار فذكر علل بعضها ولم يذكر علل البعض، إلا إنه أجمل الكلام بعد أي رادها بقوله (وَلَيْسَ يَصِحُّ شَيْءٌ مِنْهَا بِالْكُلِّيَّةِ، لِضَعْفِ أسانيدهَا وَجَهَالَةِ رِجَالِهَا) فكلامه متين ومبني على ادلة علمية تدل على تبحره في علم الأثر.

 

[1] بل هي من اكاذيب الشيعة , الذين يلعبون بتأويل القرآن , لينسبوا لعلي كرم الله وجهه مآثر وفضائل غير ثابتة. ثم أعجب من ذلك ان يستدلوا بهذه الاكاذيب في هذا الموضع على وجوب إمامة علي. والزمخشري – على ذكائه – فاتت عليه هذه السخافات وحكاها كأنها حقيقة واقعة , جهلا منه بطرق الرواية واثباتها. والفخر الرازي – على جهله بعلوم الحديث – رفضها رفضا شديدا , وندد بمخترعيها ومصدقيها " عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير – احمد محمد شاكر – ج 1 ص 701