يعتمد بعض الشيعة على روايات ضعيفة أو ملفقة لمحاولة الطعن في الصحابة وكتابة الوحي، بهدف إيهام الناس بأن القرآن لم يكن مضبوطًا أو محفوظًا. هذه الروايات واهية، ولا تثبت عن أي صحابي، بل تتعارض مع منهج أهل السنة والجماعة الثابت في حفظ القرآن الكريم. في هذا المقال نكشف عن حقيقة كتبة الوحي، ونوضح أن الشبهة التي يروّج لها الرافضة حول عدم ضبط القرآن أو تحريفه، ليست إلا محاولة فاشلة لإلصاق الأكاذيب بصحابة النبي ﷺ، فرجوعًا إلى المصادر الإسلامية المعتبرة يثبت أن القرآن جمع وكتب في حياة الرسول ﷺ بأيدي صحابة ثقات.
الشبهة كما يطرحها الرافضة:
|
يدّعي بعض الرافضة أن القرآن لم يكن مكتوبًا بشكل كامل في حياة الرسول ﷺ، وأن كتبة الوحي أخطأوا في تدوينه، مما يجعل الرواية عن كتبة الوحي غير موثوقة، وأن هذا دليل على وجود تحريف في النصوص. |
نص الرواية:
قال ابن القيم:
فقد ذكر أهل السيرة أسماء الصحابة الذين كانوا يكتبون الوحي أو الرسائل للرسول صلى الله عليه وسلم وهم: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وعامر بن فهيرة، وعمرو بن العاص، وأبي بن كعب، وعبد الله بن الأرقم، وثابت بن قيس بن شماس، وحنظلة بن الربيع الأسيدي، والمغيرة بن شعبة، وعبد الله بن رواحة، وخالد بن الوليد، وخالد بن سعيد بن العاص، وقيل: إنه أول من كتب له، ومعاوية ابن أبي سفيان، وزيد بن ثابت - وكان ألزمهم لهذا الشأن وأخصهم به – آهـ.
" زاد المعاد " (1 / 117).
وقال ابن مفلح الحنبلي:
وقد كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة منهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت وعلي وعثمان وحنظلة الأسدي ومعاوية وعبد الله بن الأرقم، وكان كاتبه المواظب على الرسائل والأجوبة، وهو الذي كتب الوحي كله وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتعلم كتاب السريانية ليجيب عنه من كتب إليه بها، فتعلمها في ثمانية عشر يوما.
" الآداب الشرعية " (2 / 161).
وقال ابن حجر:
وقال القضاعي: "كان زيد بن ثابت يكتب عنه للملوك، مع ما كان يكتب من الوحي، وكان الزبير وجهم يكتبان أموال الصدقات ".
" التلخيص الحبير " (4 / 346، 347).
كتبة الوحي:
عني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بكتابة القرآن الكريم في حياته، ومن ثم لم ينتقل الرسول صلّى الله عليه وسلّم إلى ربه إلا والقرآن قد كتب في الصحف والألواح والعسب واللخاف والأكتاف والأضلاع والأقتاب.
فكتبة الوحي هم الذين استكتبهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لتدوين الوحي المنزل عليه.
وهم كثير، منهم:
◘ أبو بكر الصديق.
◘ عمر بن الخطاب.
◘ عثمان بن عفان.
◘ علي بن أبي طالب.
◘ أبان بن سعيد.
◘ أبي بن كعب.
◘ أرقم بن أبي الأرقم.
◘ ثابت بن قيس.
◘ حنظلة بن الربيع.
◘ أبو رافع القبطي.
◘ خالد بن سعيد.
◘ خالد بن الوليد.
◘ العلاء بن الحضرمي.
◘ زيد بن ثابت.
◘ معاوية بن أبي سفيان.
◘ الزبير بن العوام.
◘ شرحبيل بن حسنة.
◘ عبد الله بن أبي السرح.
◘ عبد الله بن الأرقم الأزهري.
◘ عبد الله بن رواحة.
◘ معيقب بن أبي فاطمة.
معجم علوم القران باب كتبة الوحي ج 1 ص 228
الرد العلمي على الشبهة
توثيق الصحابة وكتابة الوحي
كل المصادر الإسلامية المعتبرة تؤكد أن الرسول ﷺ استكتب كتّابًا لضبط الوحي، وأبرزهم: زيد بن ثابت، أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وأبان بن سعيد، وأبي بن كعب، وعبد الله بن الأرقم.
هؤلاء الصحابة كانوا أفصح العرب وأكثرهم حفظًا وإتقانًا، فلا يمكن تصور وقوع تحريف على أيديهم.
الروايات ضعيفة لا يمكن الاحتجاج بها
كل الروايات التي يستشهد بها الرافضة حول "أخطاء كتابة الوحي" أو "لحن في المصحف" هي روايات ضعيفة، فيها مرسلات، أو رواة مجهولون، أو مدلسون، ولا يُحتج بها عند أهل السنة والجماعة.
القرآن محفوظ بالإجماع
جمع القرآن وكتابته أثناء حياة النبي ﷺ، وتحقق منه الخلفاء الراشدون، خاصة عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي أمر بجمع المصاحف وتوحيدها، مما يضمن حفظ القرآن من أي لحن أو خطأ.
المعنى الصحيح للشبهة
إذا صح الحديث مجازًا عن بعض الاختلافات في ضبط الكلمات أو لهجات العرب، فهذا لا يعد تحريفًا، وإنما كان وسيلة لتسهيل القراءة والفهم، والقرآن نفسه محفوظ كما أنزل.
الاستنتاج النهائي
◘ شبهة الرافضة حول كتبة الوحي والتحريف في المصحف باطلة تمامًا.
◘ القرآن جمع بدقة عالية، وكتابة الوحي كانت بيد صحابة ثقات، ولا يمكن للطعن فيها أن يثبت أي تحريف.