كان أمير المؤمنين علي جالسٍ في مسجدِ الكوفة وقد احتبى بسيفهِ، واللِّجامُ ترسمُ خلفَ ظهرِه، إذ أتَتْه امرأةٌ تستعدِمُه على زوجها فقضى لزوجها عليها، فغضبت فقالت:

 واللهِ ما هو كما قضيتَ، وإنك ما تقضي بالسويّة، ولا تعدلُ في الرعيّة، ولا تُقضينّ عند اللهِ بالمرضِيّة.

قال: فغضب أمير المؤمنين فنظرَ إليها مليًّا ثم قال: كذبتِ يا جريئة، يا بذيّة، يا سلْسَع، يا التي لا تحيض مثل النساء.

قالت: فولّت هاربةً وهي تقول: وبِلي وكِلي بسلامٍ يا عمرو بن حريث.

فقال: يا أمةَ اللهِ، قد استقبلتِ ابنَ أبي طالب بكلامٍ سَرِيّ، ثم نزلتِ عن غَرْكِ بكلمة، فَوَلَّتْ من هاربةٍ تَوَليْن.

قال: فقالت: يا هذا، إنّ ابنَ أبي طالبٍ أميرُ المؤمنين، بما مرّ به لا أراني ما رأيت حمدًا كما ترى المرأة.

قال عمرُ بن حريث: من حَبّرَتْ ابنَ أبي طالب أمير المؤمنين.

فقال له: يا ابنَ أبي طالب ما هذا التنكير؟

قال: ويحك يا ........