كشف الشبهات وفضح رواياتهم المتناقضة من مصادرهم
يُعدّ منهجُ الرافضة في التعامل مع الأحاديث النبوية واحدًا من أخطر المناهج المنحرفة التي استهدفت التشكيك في ثوابت الإسلام، وذلك عبر صناعة روايات باطلة، وتحريف النصوص الصحيحة، وتفسيرها بما يخدم عقيدتهم المخالفة لما كان عليه السلف الصالح. ولا يخفى على الباحثين في العقائد أن الرافضة ليسوا من جماعة المسلمين، بل هم فرقة ضالّة قامت عقيدتهم على الطعن في القرآن، وتكفير الصحابة، وبث العداء لآل السنّة والجماعة، ونشر القصص المكذوبة التي لا أصل لها. ومن أخطر مسالكهم اعتمادهم على أحاديث موضوعة وتأويلات فاسدة للطعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهي الطعنات التي تكشف جهلًا كبيرًا بمقاصد الشريعة وبنصوص الإسلام الصحيحة.
وفي هذا المقال نستعرض أحد أشهر الأحاديث الصحيحة التي صححها الإمام مسلم، والتي يستغلها الرافضة للطعن في أم المؤمنين رضي الله عنها، مدّعين أنها رواية تسيء إليها. وفي المقابل، نعرض الردّ العلمي المفصّل، مع بيان تناقضات الرافضة من كتبهم المعتبرة التي تثبت عليهم لوازم أشد مما يتوهمونه في أم المؤمنين. كما سنبيّن أن أصل غيرة النساء ثابت حتى في رواياتهم، وأن تأثير الشيطان على الإنسان حقيقة يؤمنون بها هم أنفسهم، مما يسقط استدلالهم من أساسه، ويكشف زيف دعاويهم لمن يبحث عن الحق بعيدًا عن الدجل الطائفي.
قال الإمام مسلم:
"70 - (2815) حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أخبرنِيأبو صَخْرٍ، عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ، حَدَّثَهُ أن عُرْوَةَ حَدَّثَهُ، أن عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّثَتْهُ أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلًا، قَالَتْ: فَغِرْتُ عَلَيْهِ، فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ، فَقَالَ: «مَا لَكِ؟ يَا عَائِشَةُ أَغِرْتِ؟» فَقُلْتُ: وَمَا لِي لَا يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ» قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ أو مَعِيَ شَيْطَانٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: وَمَعَكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «نَعَمْ، وَلَكِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ»"
صحيح مسلم - بَاب تَحْرِيشِ الشَّيْطَانِ وَبَعْثِهِ سَرَايَاهُ لِفِتْنَةِ النَّاسِ وَأَنَّ مَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ قَرِينًا - ج4 ص 2168
يحتج الرافضة على أهل السنة بهذه الرواية ليطعنوا بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، واقول أن هذا الطعن منهم يدل على جهلهم، وقلة معرفتهم، فالرواية لا يوجد فيها أي طعن بأم المؤمنين رضي الله عنها، وذلك لان كل انسان له شيطان، ومما لا شك فيه أن الشيطان يوسوس للإنسان محاولا ايذائه، والرواية فيها غيرة ام المؤمنين رضي الله عنها على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وكيف لا تغار على مثل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، ولم نجد في الرواية أي كلام من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يدل على الطعن، بل الوارد في الحديث أن مع كل انسان شيطان، ولا يستثنى احد من هذه الامة الا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، فالأمر كله يتعلق بالغيرة، وتأثير الشيطان على الانسان، وكلاهما ثابت عند الإمامية.
ففي علل الشرائع للصدوق:
"1 - حدثنا أبى رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى قال: حدثنا الحسن بن علي، عن ابن عباس عن أسباط، عن أبى عبد الرحمان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إني ربما حزنت فلا أعرف في أهل ولا مال ولا ولد وربما فرحت فلا أعرف في أهل ولا مال ولا ولد، فقال: إنه ليس من أحد إلا ومعه ملك وشيطان، فإذا كان فرحه كان من دنو الملك منه، فإذا كان حزنه كان من دنو الشيطان منه وذلك قول الله تبارك وتعالى: (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم). " علل الشرائع- الصدوق– ص 92
وقد ورد عند الرافضة غيرة فاطمة رضي الله عنها، ولم يقل احد أن هذا طعن بفاطمة رضي الله عنها.
قال الصدوق:
"2 - حدثنا علي بن أحمد قال: حدثناأبو العباس أحمد بن محمد بن يحيى عن عمرو ابن أبى المقدام وزياد بن عبد الله قالا اتى رجل أبا عبد الله (جعفر) عليه السلام إنه سُئل: هل تشيع الجنازة بنار ويُمشى معها بمجمرة أو قنديل أو غير ذلك مما يُضاد به؟ قال: فتغير لون أبي عبد الله عليه السلام من ذلك واستوى جالساً ثم قال: إنه جاء شقي من الأشقياء إلى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لها: أما علمت أن علياً قد خطب بنت أبي جهل فقالت: حقاً ما تقول؟ فقال: حقاً ما أقول ثلاث مرات، فدخلها من الغيرة ما لا تملك نفسها، وذلك أن الله تبارك وتعالى كتب على النساء غيرة وكتب على الرجال جهاداّ وجعل للمحتسبة الصابرة منهن من الأجر ما جعل للمرابط المهاجر في سبيل الله، قال: فاشتد غم فاطمة من ذلك وبقيت متفكرة......."
علل الشرائع – الصدوق - ص185 – 186
علما أن الوارد في كتب الإمامية أن غيرة المرأة كفر، ففي نهج البلاغة: "وقال (عليه السلام): غَيْرَةُ الْمَرْأَةِ كُفْرٌ، وَغْيْرَةُ الرَّجُلِ إيمان"
نهج البلاغة – الشريف الرضي – ج 4 ص 29
فهل يلتزم الرافضة بهذا اللازم بالنسبة للزهراء رضي الله عنها؟!!!.
وورد عند الإمامية أن سارة رضي الله عنها زوجة ابراهيم عليه السلام كانت تؤذيه من شدة غيرتها من هاجر رضي الله عنها بعد ولادتها لإسماعيل عليه السلام، ولم يترتب على غيرتها، واذاها لخليل الرحمن عليه السلام أي مطعن.
قال علي بن ابراهيم القمي:
"واما قوله (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل الآية) فإنه حدثني أبي عن النضر بن سويد عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال أن إبراهيم عليه السلام كان نازلا في بادية الشام فلما ولد له من هاجر إسماعيل اغتمت سارة من ذلك غما شديدا لأنه لم يكن له منها ولد كانت تؤذي إبراهيم في هاجر وتغمه فشكى إبراهيم ذلك إلى الله عز وجل فأوحى الله إليه إنما مثل المرأة مثل الضلع العوجا أن تركتها استمتعتها وان أقمتها كسرتها ثم امره أن يخرج إسماعيل وأمه....."
تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي - ج 1 - ص 60 – 61
فهل يجوز الطعن بسارة رضي الله عنها؟!!!.
وقد ورد تأثير الشيطان على الزهراء رضي الله عنها عند الإمامية.
ففي تفسير القمي:
"وقوله: {إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)} قال فإنه حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال كان سبب نزول هذه الآية أن فاطمة عليها السلام رأت في منامها أن رسول الله صلى الله عليه وآله هم أن يخرج هو وفاطمة وعلي والحسن والحسين صلوات الله عليهم من المدينة فخرجوا حتى جاوزوا من حيطان المدينة فعرض لهم طريقان فاخذ رسول الله صلى الله عليه وآله ذات اليمين حتى انتهى بهم إلى موضع فيه نخل وماء فاشترى رسول الله صلى الله عليه وآله شاة كبراء وهي التي في أحد أذنيها نقط بيض فأمر بذبحها فلما أكلوا منها ماتوا في مكانهم، فانتبهت فاطمة باكية ذعرة فلم تخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك، فلما أصبحت جاء رسول الله صلى الله عليه وآله بحمار فاركب عليه فاطمة وامر أن يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام من المدينة، كما رأت فاطمة في نومها فلما خرجوا من حيطان المدينة عرض لهم طريقان فاخذ رسول الله صلى الله عليه وآله ذات اليمين كما رأت فاطمة عليها السلام حتى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء فاشترى رسول الله صلى الله عليه وآله شاة ذراء كما رأت فاطمة (ع) فامر بذبحها فذبحت وشويت فلما أرادوا أكلها قامت فاطمة وتنحت ناحية منهم تبكي مخافة أن يموتوا، فطلبها رسول الله صلى الله عليه وآله حتى وقف عليها وهي تبكي فقال ما شأنك يا بنية؟ قالت: يا رسول الله رأيت البارحة كذا وكذا في نومي وقد فعلت أنت كما رأيته في نومي فتنحيت عنكم لان لا أراكم تموتون، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله فصلى ركعتين ثم ناجى ربه فنزل عليه جبرئيل (ع) فقال: يا محمد هذا شيطان يقال له الزها (الرها ط)، وهو الذي أرى فاطمة هذه الرؤيا ويؤذي المؤمنين في نومهم ما يغتمون به فامر جبرئيل (ع) أن يأتي به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له: أنت أريت فاطمة هذه الرؤيا؟ فقال: نعم يا محمد! فبزق عليه ثلاث بزقات فشجه في ثلاث مواضع ثم قال جبرئيل لمحمد صلى الله عليه وآله قل يا محمد إذا رأيت في منامك شيئا تكرهه أو رأى أحد من المؤمنين فليقل: أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون وأنبياء الله المرسلون وعباده الصالحون من شر ما رأيت من رؤياي، ويقرأ الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد ويتفل عن يساره ثلاث تفلات، فإنه لا يضره ما رأى فأنزل الله على رسوله (إنما النجوى من الشيطان) الآية"
تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي - ج 2 ص 355 – 356
فمن تأثير الشيطان على فاطمة رضي الله عنها جعلها تعتقد موت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وعلي والحسنين رضي الله عنهما، حتى إنها نسيت إنهم أئمة منصبون من الله تعالى، فلا يمكن أن يموتوا مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فتبقى الامة من غير إمام!!!.
وورد عند الإمامية أيضًا تسلط الشيطان على ادم عليه السلام وذريته.
قال محمد بن يعقوب الكليني:
"1 - عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أو عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ أن آدَمَ (عليه السلام) قَالَ يَا رَبِّ سَلَّطْتَ عَلَيَّ الشَّيْطَانَ وأَجْرَيْتَهُ مِنِّي مَجْرَى الدَّمِ فَاجْعَلْ لِي شَيْئاً فَقَالَ يَا آدَمُ جَعَلْتُ لَكَ أن مَنْ هَمَّ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بِسَيِّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ فَإنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ ومَنْ هَمَّ مِنْهُمْ بِحَسَنَةٍ فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ فَإِنْ هُوَ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْراً قَالَ يَا رَبِّ زِدْنِي قَالَ جَعَلْتُ لَكَ أن مَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ سَيِّئَةً ثُمَّ اسْتَغْفَرَ لَهُ غَفَرْتُ لَهُ قَالَ يَا رَبِّ زِدْنِي قَالَ جَعَلْتُ لَهُمُ التَّوْبَةَ أو قَالَ بَسَطْتُ لَهُمُ التَّوْبَةَ حَتَّى تَبْلُغَ النَّفْسُ هَذِهِ قَالَ يَا رَبِّ حَسْبِي"
الكافي – الكليني – ج 2 ص 440، وقال المجلسي عن الرواية في مرآة العقول – حسن – ج 11 ص 311
وفي علل الشرائع للصدوق وغيره:
"67 - حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت للرضا عليه السلام: يا بن رسول الله أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدم وحواء ما كانت؟ فقد اختلف الناس فيها فمنهم من يروى إنها الحنطة ومنهم من يروى إنها العنب ومنهم من يروى إنها شجرة الحسد فقال عليه السلام: كل ذلك حق قلت: فما معنى هذه الوجوه على اختلافها؟ فقال: يا أبا الصلت أن شجرة الجنة تحمل أنواعا فكانت شجرة الحنطة وفيها عنب وليست كشجره الدنيا وان آدم عليه السلام لما أكرمه الله تعالى ذكره باسجاد ملائكته وبادخاله الجنة قال في نفسه: هل خلق الله بشرا أفضل منى؟ فعلم الله عز وجل ما وقع في نفسه فناداه ارفع رأسك يا آدم وانظر إلى ساق العرش فرفع آدم رأسه فنظر إلى ساق العرش فوجد عليه مكتوبا: لا اله إلا الله محمد رسول (ص) وعلي بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين وزوجته فاطمة سيده نساء العالمين والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة فقال آدم عليه السلام: يا رب من هؤلاء؟ فقال عز وجل: هؤلاء من ذريتك وهم خير منك ومن جميع خلقي ولولاهم ما خلقتك ولا خلقت الجنة والنار ولا السماء والأرض فإياك أن تنظر إليهم بعين الحسد فأخرجك عن جواري فنظر إليهم بعين الحسد وتمنى منزلتهم فتسلط عليه الشيطان حتى أكل من الشجرة التي نهى عنها وتسلط على حواء لنظرها إلى فاطمة عليها السلام بعين الحسد حتى أكلت من الشجرة كما أكل آدم عليه السلام فأخرجهما الله عز وجل عن جنته فأهبطهما عن جواره إلى الأرض"
عيون أخبار الرضا - الصدوق - ج 2 - ص 274 – 275، ومعاني ال أخبار - الصدوق - ص 124 – 125، والانوار النعمانية – نعمة الله الجزائري - ج 1 ص 178 – 179
وقال الصدوق:
"977 - وكان علي بن الحسين عليه السلام يقول في سجوده " اللهم أن كنت قد عصيتك فإني قد أطعتك في أحب الأشياء إليك وهو الإيمان بك منا منك علي لا منا مني عليك، وتركت معصيتك في أبغض الأشياء إليك وهو أن أدعو لك ولدا أو أدعو لك شريكا منا منك علي لا منا مني عليك، وعصيتك في أشياء على غير وجه مكابرة ولا معاندة، ولا استكبار عن عبادتك، ولا جحود لربوبيتك، ولكن اتبعت هواي واستزلني الشيطان بعد الحجة علي والبيان، فإن تعذبني فبذنوبي غير ظالم لي، وإن تغفر لي وترحمني فبجودك وبكرمك يا أرحم الراحمين". وينبغي لمن يسجد سجدة الشكر أن يضع ذراعيه على الأرض ويلصق جؤجؤه بالأرض"
من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 333
وهذه الرواية صحيحة....
والدليل على ذلك قول الصدوق في مقدمة كتابه: "وصنفت له هذا الكتاب بحذف الأسانيد لئلا تكثر طرقه وإن كثرت فوائده، ولم أقصد فيه قصد المصنفين في إيراد جميع ما رووه، بل قصدت إلى إيراد ما أفتي به وأحكم بصحته وأعتقد فيه إنه حجة فيما بيني وبين ربي - تقدس ذكره وتعالت قدرته - وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة، عليها المعول وإليها المرجع... "
من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق - ج 1 ص 2 – 3
الشبهة:
|
يستدلّ الرافضة بحديث صحيح مسلم: «أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ»، ويزعمون أن فيه طعنًا في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، لأنها – بزعمهم – متأثرة بالشيطان، وهذا دليل على نقصان إيمانها (كما يدّعون). |
الرد العلمي المفصل:
الجواب من نفس الحديث:
الحديث صريح بأن لكل إنسان شيطانًا قرينًا –وهذا يشمل البشر كلهم – وقد بيّن النبي ﷺ أن الشيطان الذي معه خضع وأسلم.
فالمعنى: تأثير الوسوسة البشرية الطبيعية، وليس طعنًا ولا ذمًّا.
الغيرة طبيعة بشرية
الرواية تتحدث عن غيرة زوجية طبيعية، وهي صفة مدح عند العرب، وهي من حبّ المرأة لزوجها.
والنبي ﷺ أقرّ غيرتها كما أقرّ غيرة سائر زوجاته.
نفس المفهوم موجود عند الشيعة
بل في مصادرهم أشدّ من ذلك، ومنها:
غيرة فاطمة رضي الله عنها حتى تغيّر لونها (علل الشرائع – الصدوق).
◘ تأثير الشيطان عليها حتى تصدق رؤيا مكذوبة فيها موت النبي ﷺ وعلي والحسنين (تفسير القمي).
◘ قولهم بأن غيرة المرأة كفر! (نهج البلاغة).
◘ غيرة سارة وأذاها لإبراهيم عليه السلام (تفسير القمي).
◘ تسلط الشيطان على آدم عليه السلام وذريته (الكافي – مرآة العقول).
فلو التزموا بما رموا به عائشة للزمهم:
◘ الطعن في فاطمة،
◘ والطعن في سارة،
◘ والطعن في هاجر،
◘ والطعن في الأنبياء،
◘ والطعن في الأئمة أنفسهم!
وهذا لا يقوله مسلم.
أهل السنة لا يعارضون نصًّا بنصّ
بينما الرافضة يردّون الصحيح بالموضوع، ويتركون كتبهم المليئة بما هو أشد مما اعترضوا عليه.
الحديث يدل على فضل النبي ﷺ
لأنه الوحيد الذي أسلم قرينه، وفيه دلالة على شرفه، لا على الطعن في زوجته.