أنظري يا حميراء أن لا تكوني أنت.. (فارفق بها)
تستند الفرقة الضالة من الرافضة إلى جملة من الروايات الضعيفة لتأصيل تصوراتٍ مسبقة عن علاقة النبي ﷺ بأزواجه، وعن موقفه من عليٍّ رضي الله عنه، وتُحمِّل هذه الروايات ما لا تحتمل من دلالات سياسية ومذهبية. ومن ذلك حديث: «انظري يا حميراء أن لا تكوني أنت… فإن وليت من أمرها شيئًا فارفق بها»، الذي يُروَّج له على أنه صحيح على شرط الشيخين.
ويهدف هذا المقال إلى فحص هذه الرواية فحصًا حديثيًّا دقيقًا، وبيان عللها السندية، وسبب خطأ تصحيح الحاكم لها، مع توضيح موقف أئمة النقد من رجال الإسناد، وإبراز المنهج العلمي لأهل السنة في قبول الأخبار وردّها، بعيدًا عن الهوى المذهبي والتأويل المتكلف.
نص الرواية:
حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحفيد ثنا أحمد بن نصر ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا عبد الجبار بن الورد عن عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد عن أم سلمة رضي الله عنها قالت ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم خروج بعض العالمين المؤمنين فضحكت عائشة فقال انظري يا حميراء أن لا تكوني أنت ثم التفت إلى علي فقال إن وليت من أمرها شيئا فارفق بها.
قال الحاكم:
«صحيح على شرط الشيخين» (المستدرك3/129 ح4610).
وتعقبه الذهبي قائلا:
« قلت: عبد الجبار (يعني ابن الورد) لم يخرجا له».
على أن ابن الورد ليس بشديد الضعف وإنما في حفظه لين. فقد وثقه قوم وذكر البعض الآخر علة له وهي كونه يأتي بالمخالفات في بعض رواياته. قال البخاري:
« يخالف في بعض حديثه». فيبقى مما اختلف في صحة رواته.
وفيه عمار بن معاوية الدهني: صدوق يتشيع (تقريب التهذيب1/708).
الحديث ضعيف كما أشار إليه محقق المستدرك (3/1345 للشيخ سعد الحميد).
فكيف يكون صحيحا على شرط الشيخين كما ادعى الحاكم؟