تحاجت الجنة والنار: نقد الأحاديث الشيعية والتصدي للخرافات العقائدية
في دراسة علوم الحديث وعلوم العقيدة، يلاحظ الباحث أن بعض الروايات المنقولة عن الشيعة الإثني عشرية تتضمن ما يخالف العقل وشرع الله، ومنها حديث تحاجت الجنة والنار الذي يظهر في كتبهم مثل بحار الأنوار.
هذه الأحاديث تمثل خرافات عقائدية تحاول تصوير الله تعالى وخلقه بصورة غير لائقة، بما فيها حوار الجمادات مع بعضها البعض، وهو ما يخالف القرآن والسنة الصحيحة.
في هذا المقال، سنستعرض نص الحديث الصحيح عند أهل السنة، ونعرض الروايات الشيعية المنحرفة، مع توضيح الرد على الشبهات العقائدية وتفسير النصوص وفقًا للعقل والشرع الإسلامي.
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال:
«قال النبى e: تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين. وقالت الجنة ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم. قال الله تبارك وتعالى للجنة أنت رحمتى أرحم بك من أشاء من عبادى. وقال للنار إنما أنت عذاب أعذب بك من أشاء من عبادي. ولكل واحدة منهما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول قط قط قط. فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا» (البخاري4850).
هذا الحديث صحيح، فهو من عند الله الذي أنطق السماء والأرض كما في قوله تعالى {ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعي}. وقوله {يوم نقول لجهنم هل امتأت وتقول هل من مزيد}.
قال عبد المخلوق (الحسين) الموسوي:
«هذا الحديث محال ممتنع بحكم العقل والشرع، وهل يؤمن مسلم ينزه الله تعالى بأن لله رجلا؟».
قلت: حدثنا عن التحاور بين كربلاء ومكة وهاكم الرواية:
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري يأتيني الناس من كل فج عميق وجعلت حرم الله وأمنه. فأوحى الله إليها أن كفي وقري ما فضل ما فضلت به فيما أعطيت أرض كربلا إلا بمنزلة الأبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر، ولو لا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا من تضمنه أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرت فقري واستقري وكوني ذنبا (متواضعا) ذليلا مهينا غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلا وإلا سخت بك وهويت بك في نار جهنم» (بحار الأنوار98/107 كامل الزيارة1/417).
فكيف جاز في عقلك أيها الرافضي حوار الجمادات وتدخل الله في هذا الحوار بين بينها وتوجيه الألفاظ غير اللائقة إلى مكة مثل (كوني ذنبا ذليلا مهينا). والأعجب من كل ذلك أن يهدد الله مكة بأن يلقي بها في نار جهنم.
فانظر أيها المنصف كيف يتظاهر هؤلاء بالنقد العقلاني بينما يتجاهلون ما تضمنته مصادرهم من الخرافات التي تطعن في الله تعالى وتنسب إليه التحيز.