من كتاب الوافي الجزء 12 صفحة 506 

"وقد يتفق لبَعض الرواة الغالين في عداوة المبالغين في خلاف المنحرفين عن أهل البيت عليهم السلام، أن يجاوزوا الحد، ويلزموا أمورًا من غير عمد، ليخالفوا أهل الخلاف، تدعوهم بذلك شدة علاقتهم بالتشيع. كما نرى جماعة في الأعصار المتأخرة ينكرون استحباب صوم عاشوراء، مع الاتفاق على استحبابه، ليخالفوا بذلك أهل المخالفين."

ويقصد:

في كتاب الوافي، الجزء الثاني عشر (ص 506)، يُشير المؤلف إلى ظاهرة مثيرة للانتباه بين بعض الرواة المتأخرين من الغالين في الولاء لأهل البيت. إذ قد تدفعهم شدّة الانتماء العاطفي إلى التشيع إلى تجاوزات غير مقصودة، تجعلهم ينكرون أمورًا متفقًا عليها لمجرد مخالفة "أهل الخلاف" - أي المخالفين في المذهب. ومثال ذلك ما نراه لدى بعض المتأخرين الذين أنكروا استحباب صوم يوم عاشوراء، على الرغم من اتفاق المذاهب على فضله، فقط لأن أهل السنة يصومونه.

هذا السلوك يعكس انحرافًا عن المنهج العلمي والشرعي، حيث تتحول المواقف الدينية إلى ردود أفعال طائفية، لا تقوم على الدليل بقدر ما تحركها الرغبة في التمايز والمعارضة.