❖ المقدمة
في زمن كثرت فيه الفتن واختلطت المفاهيم، أصبح لزامًا على المسلم أن يميز بين الحلال والحرام، وأن يعرف عقيدة من يخالطه، خاصة في أمور تتعلق بالنكاح وأكل الذبائح. وقد ورد سؤال من أحد المسلمين المقيمين في المناطق الحدودية الشمالية للمملكة العربية السعودية، حيث تختلط بعض القبائل السنية بقبائل شيعية وافدة من العراق تمارس طقوسًا شركية مثل دعاء الأموات والاستغاثة بعلي والحسين رضي الله عنهما.
وهذا المقال يعرض حكم الشريعة في أكل ذبائح هؤلاء، ومدى مشروعية التزاوج معهم، استنادًا إلى فتوى موثقة من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
❖ نص السؤال: |
أنا من قبيلة تسكن في الحدود الشمالية، ومختلطون مع قبائل من العراق، مذهبهم شيعة، يقومون بعبادة القبور، ويدعون الحسن والحسين وعليًا، ويستغيثون بهم، ويقولون عند قيامهم: (يا علي، يا حسين). وقد خالطهم بعض الناس في النكاح وفي كل الأمور، وقد نصحتهم ولم يستجيبوا. فهل أكل ذبائحهم حلال؟ وما الواجب تجاههم؟" |
الجواب الشرعي والتفصيلي:
أجابت اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة كبار العلماء، وعلى رأسهم الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – بما يلي:
إذا كان هؤلاء القوم – كما ورد في السؤال – يدعون غير الله من الأموات كعلي والحسن والحسين، ويستغيثون بهم، وينذرون لهم، ويطلبون منهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات، فهم مشركون شركًا أكبر مخرج من ملة الإسلام، ولا يجوز التعامل معهم كما يُتعامل مع المسلم.
وبناءً على ذلك:
1)❌لا يجوز أكل ذبائحهم؛ لأن الذبائح لا تحل إلا من يدين بالإسلام الصحيح، وقد قال الله تعالى:
﴿وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾ [الأنعام: 121].
2)❌ لا يجوز تزويج المسلمات منهم، ولا الزواج من نسائهم؛ لأنهم يعتبرون مشركين شركًا أكبر، وقد قال الله تعالى:
﴿وَلا تُنكِحُوا المُشْرِكَاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ... وَلا تُنكِحُوا المُشْرِكِينَ حَتّى يُؤْمِنُوا﴾ [البقرة: 221].
3)✅ يجب على المسلم أن يعتزلهم ولا يخالطهم في الدين أو العقيدة، إلا بنية الدعوة والنصح، وأن يحذر الناس من شركهم.
4)✅ الواجب على المسلم تجاه هؤلاء هو التحذير منهم وبيان حالهم للناس، لا بغرض إثارة الفتنة، بل حماية لعقيدة المسلم وتوحيده، كما أمر الله تعالى.
•لماذا لا تؤكل ذبائحهم؟
لأن الذبائح عبادة، وشرط صحتها أن تقع من موحد مسلم، أما إذا ذبحها من يستغيث بالأموات ويدعوهم من دون الله، فإن الذبيحة تكون مردودة، إذ لا يُشترط فقط الذبح بآلة حادة وذكر اسم الله، بل أيضًا أن يكون الذابح ممن يصح منه التذكية، والمشرك لا تُقبل تذكيته.
•من هم الرافضة المقصودون؟
الرافضة هم الشيعة الإمامية الاثنا عشرية الذين يغلون في آل البيت حتى يجعلونهم أندادًا لله في التصرّف في الكون، والغيب، والنفع والضرّ، ويجعلون الإمامة أصلًا من أصول الدين، ويتوسلون بالأموات، ويطعنون في الصحابة، ويكفرون جمهور المسلمين، وهذه كلها نواقض من نواقض الإسلام بإجماع أهل السنة والجماعة.
🧾 المصدر العلمي:
📚 «فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء»
الجزء الثاني / الصفحة 264 رقم الفتوى ضمن المجلد الخاص بالعقيدة والعبادات.
خلاصة الحكم:
من ثبت عليه أنه يدعو غير الله من الأموات ويستغيث بهم، فحكمه أنه مشرك شركًا أكبر، لا تؤكل ذبيحته، ولا يُزوج ولا يُتزوج منه، ولا يُجالس إلا على سبيل النصح والدعوة.