✍️ المقدمة:
لم تكن مأساة كربلاء مأساة تاريخية عابرة، بل كانت كاشفة لحقيقة مرة: أن من شارك في قتل الحسين بن علي رضي الله عنه كانوا من شيعته ومحبيه وأهل الكوفة الذين بايعوه وكتبوا له، ثم انقلبوا عليه فكانوا من أول من رفع السيف عليه. هذه الحقائق الصادمة لا نرويها من كتب أهل السنة فقط، بل من أمهات المصادر الشيعية المعتمدة، مما يُعري الدعوات الزائفة التي تحاول إلصاق الجريمة بأهل السنة.
❶ شمر بن ذي الجوشن الضبابي
يُعد شمر أحد أبرز قادة جيش الكوفة الذين قاتلوا الحسين رضي الله عنه، وكان من الضالعين في قتله. وعلى الرغم من بشاعة أفعاله، إلا أن كتب الشيعة تقرّ بأنه كان من شيعة علي بن أبي طالب، بل ومن المقاتلين بين يديه في صفين.
🔸 تقول "سفينة البحار" للرافضي عباس القمي (1/714) :
"كان رجلاً شيعيًا شجاعًا، شارك في معركة صفين إلى جانب أمير المؤمنين عليه السلام. ثم سكن الكوفة ودأب على رواية الحديث عن الأئمة."
🔸 كما ورد في سفينة البحار ج4 ص492:
"كان في جيش أمير المؤمنين عليه السلام يوم صفين."
🔸 ويذكر الشاهرودي في "مستدركات علم رجال الحديث" (ج4 ص220) أنه:
"تولّد من الزنا. وكان يوم صفين في جيش أمير المؤمنين عليه السلام. وقضاياه في كربلاء معروفة. أخذه المختار وقتله وأغلى له دهنا في قدر، فقذفه فيها فتفسخ."
❷ زحر بن قيس وشبث بن ربعي
كان زحر بن قيس أيضًا ممن شارك مع علي بن أبي طالب في الجمل وصفين، وهو ذاته الذي قاتل الحسين عليه السلام في كربلاء، ومثله شبث بن ربعي.
🔸 ورد في أعيان الشيعة لمحسن الأمين (ج1/ص326):
"زحر هذا شهد مع علي عليه السلام الجمل وصفين، كما شهد صفين معه شبث بن ربعي وشمر بن ذي الجوشن الضبابي، ثم حاربوا الحسين عليه السلام يوم كربلاء، فكانت لهم خاتمة سوء، نعوذ بالله من سوء الخاتمة."
🔸 أما في رجال الطوسي ص65 فنجد أن:
"زحر بن قيس، رسوله عليه السلام إلى جرير بن عبد الله إلى الري." وهو من أصحاب علي عليه السلام.
🔸 وفي أعيان الشيعة (ج7/ص69) نجد تأكيدًا على أن اسمه "زحر" بالحاء المهملة، وعدّه الشيخ الطوسي من أصحاب علي عليه السلام.
❸ شبث بن ربعي
أحد أعيان الكوفة، وقد كان أيضًا من أصحاب الإمام علي عليه السلام، ثم انضم إلى الخوارج، وكتب إلى الحسين يطلب منه القدوم إلى الكوفة، لكنه كان من أبرز من خالفه وشارك في حربه!
🔸 يقول الخوئي في "معجم رجال الحديث" (ج10/ص14):
"من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، رجع إلى الخوارج، كاتب الحسين (عليه السلام)، وطلب منه القدوم إلى الكوفة، ولكنه خالف وكان من المحاربين."
❹ حجار بن أبجر، يزيد بن الحارث، عزرة بن قيس، عمرو بن الحجاج، محمد بن عمير
هؤلاء جميعًا كانوا من شيعة الحسين، ومن الموقعين على الرسائل التي أرسلت إليه تدعوه إلى القدوم للكوفة، ثم انقلبوا عليه وشاركوا في معركة كربلاء، وكانوا من قادة الجيش الذي حاصره وقتله.
🔸 جاء في الإرشاد للمفيد (ج2 ص38):
"كتب حجار بن أبجر، ويزيد بن الحارث بن رويم، وعزرة بن قيس، وعمرو بن الحجاج الزبيدي، ومحمد بن عمير التميمي، إلى الحسين بن علي من شيعته من المؤمنين والمسلمين: أما بعد، فحي هلا، فإن الناس ينتظرونك لا رأي لهم غيرك، فالعجل العجل...".
🔸 كما يؤكد محسن الأمين في أعيان الشيعة (ج1/ص584):
"كل هؤلاء خرجوا لقتال الحسين عليه السلام، وهم من أعيان الكوفة ووجوهها."
📚 المصادر المعتمدة:
• سفينة البحار – عباس القمي
• مستدركات علم رجال الحديث – الشاهرودي
• أعيان الشيعة – محسن الأمين
• الإرشاد – الشيخ المفيد
• رجال الطوسي – الشيخ الطوسي
• معجم رجال الحديث – السيد الخوئي
📌 الخاتمة:
تكشف هذه النقول من كتب الشيعة أنفسهم حقيقة مرة: أن كبار قتلة الحسين كانوا من شيعة علي وأهل الكوفة، وقد شهدوا معه الجمل وصفين، ثم خانوا ابنه وشاركوا في مأساته، بعد أن دعوه وراسلوه. هذه الحقائق التاريخية الموثقة تُسقط الدعوى التي تروج أن أهل السنة مسؤولون عن تلك الفاجعة، وتُظهر حجم التناقض داخل الرواية الشيعية نفسها.