مقدمة: كشف الأسرار وفضح المخططات

عندما نتحدث عن "الشيعة الصفوية"، فإننا نعني تحديداً طائفة الإثني عشرية، أصحاب عقيدة "ولاية الفقيه" في إيران، والذين يُعرفون اليوم بـ "الشيعة". أما وصفهم بـ "الصفوية"، فهو نسبة إلى الدولة الصفوية التي أسسها الشاه إسماعيل الصفوي، والتي حولت إيران من بلد سني إلى معقل للتشيع الإثني عشري بالقوة والقسر.

جديد مقالات الثقيفة:

التقية عند الرافضة دين ومعتقد

الخضر عند الصوفية: غلوّ في الأولياء وعقائد باطنية منحرفة

مصادر الشيعة الإثني عشرية

كيف أصبحت الإثنا عشرية منبعاً لفرق الغلو والزندقة؟

قم.. المدينة المقدسة عند الشيعية الصفوية

تاريخ الفرق الإسلامية وغلاة الشيعة الإثنا عشرية

قد يتساءل البعض:

ما هي خطط هذه الطائفة تجاه أقدس مقدسات المسلمين، الحرمين الشريفين؟

 الجواب:

 يكمن في مصادرهم المعتمدة ونصوصهم المقدسة التي يتواصون بكتمانها، والتي تشكل "سنة المعصومين" وفقاً للدستور الإيراني. هذه النصوص لم تكن يوماً للنقاش العام، بل كانت سراً يتداولونه فيما بينهم، محاطاً بوصايا مشددة بالكتمان.

دين السر والتقية: "من كتمه أعزه الله ومن أذاعه أذله الله"

إن المتتبع لمصادر الشيعة يجد أن عقيدتهم قامت على السرية والكتمان. فقد امتلأت كتبهم بوصايا منسوبة لأئمتهم تحث على إخفاء حقيقة مذهبهم، ومن ذلك قولهم:

◙  "إن أمرنا سر في سر، وسر مستسر، وسر لا يفيده إلا سر، وسر على سر، وسر مقنع بسر".

◙  "إنكم على دين من كتمه أعزه الله، ومن أذاعه أذله الله".

ولأنهم يدركون أن كثيراً من رواياتهم تصدم العقل المسلم السوي، فقد أوصوا أتباعهم بالتدرج في نشرها، فقالوا:

◙   "إن حديثنا تشمئز منه القلوب، فمن عرف فزيدوهم ومن أنكر فذروهم".

وقد استخدموا لتحقيق ذلك سلاح "التقية"، التي هي في حقيقتها النفاق بعينه، وليست التقية الشرعية المعروفة في قوله تعالى: ﴿إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً (آل عمران: 28). لقد جعلوا من التقية ركناً أساسياً في دينهم حتى قالوا: "لا دين لمن لا تقية له". وبسبب هذا المنهج القائم على الكتمان والنفاق، ظلت كثير من عقائدهم الخطيرة خافية عن علماء المسلمين لقرون طويلة. حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية، مع سعة اطلاعه، لم يقف على كتابهم الأقدس "الكافي" للكليني، ولذلك نسب بعض عقائدهم، كالقول بتحريف القرآن، إلى فرق الباطنية والقرامطة، بينما هي في صميم عقيدة الإثني عشرية.

المخطط الأول: القتل في بيت الله الحرام

تتضمن مصادرهم المعتمدة نصوصاً صادمة تدعو صراحة إلى ارتكاب مجازر دموية في أطهر بقاع الأرض، وتعد أتباعها بتحقيق ذلك على يد مهديهم المنتظر.

◙  جاء في "بحار الأنوار" للمجلسي: "كأني بحمران بن أعين وميسر بن عبدالعزيز يخبطان الناس بأسيافهما بين الصفا والمروة". هذا النص ليس مجرد رواية، بل هو أمنية دفينة ووعد لأتباعهم بقتل الحجاج والمعتمرين الساعين بين الصفا والمروة. ومع أنهم ينسبون هذا الفعل لمهديهم الغائب، إلا أن عقيدة "ولاية الفقيه" الخمينية قد نقلت جميع صلاحيات المهدي إلى "الولي الفقيه"، مما يعني أن هذه النصوص تحولت من أماني مؤجلة إلى خطط عمل قابلة للتنفيذ.

◙  كما يخصون القائمين على خدمة الحرمين بالقتل والتمثيل، فتقول نصوصهم: "إذا قام المهدي... قطع أيدي بني شيبة وعلقها بالكعبة وكتب عليها: هؤلاء سراق الكعبة". وفي نص آخر: "أول ما يبدأ ببني شيبة فيقطع أيديهم ويعلقها في الكعبة، وينادي مناديه: هؤلاء سراق الله". إن هذا الحقد على خدام بيت الله يكشف عن رغبة دفينة في إشاعة الفوضى وتفريق جموع المسلمين، لأنهم يرون في الكعبة المشرفة منافساً لمشاهدهم وأضرحتهم في كربلاء وقم.

المخطط الثاني: هدم الحرمين الشريفين

لا يتوقف الأمر عند القتل، بل يصل إلى أمنية هدم المقدسات نفسها.

◙  تقول نصوصهم بوضوح: "إن القائم [مهديهم] يهدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه، ومسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى أساسه". إنهم يتمنون هدم بيوت الله التي أسست على التوحيد، لأنهم يريدون إعادة تأسيسها على الشرك والوثنية التي تمثلها مشاهدهم. وقد صرح أحد مراجعهم المعاصرين، محمد الصدر، بأن مهديهم سيقوم "بتقليص حجم المسجد الحرام" و "منع الطواف المستحب"، والهدف كما قال هو "تقليص عدد الطائفين بالبيت إلى حد كبير". فالغاية هي محاربة مقدسات المسلمين والكيد لزوارها.

المخطط الثالث: سرقة الحجر الأسود ونبش القبور

تمتد أحلامهم المريضة إلى محاولة سرقة الحجر الأسود ونقله إلى مشاهدهم في العراق.

◙  تقول رواياتهم مخاطبة أهل الكوفة: "ولا تذهب الأيام والليالي حتى ينصب الحجر الأسود فيه [أي في مسجد الكوفة]". وهذا ليس بجديد عليهم، فقد فعلها أسلافهم القرامطة حين اقتلعوا الحجر الأسود عام 317هـ وبقي في حوزتهم قرابة 22 عاماً.

أما حقدهم على رسول الله ﷺ وصاحبيه، فيتجلى في أبشع صوره في أمنيتهم بنبش قبريهما.

◙  جاء في أخبارهم أن مهديهم سيقول: "وأجيء إلى يثرب، فأهدم الحجرة، وأخرج من بها وهما طريّان، فآمر بهما تجاه البقيع وآمر بخشبتين يصلبان عليهما". هذا النص يكشف عن مستوى لا مثيل له من الحقد على خير الأمة بعد نبيها، أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.

مخططات معاصرة: "سنحرر القبلتين!"

قد يظن البعض أن هذه مجرد نصوص تاريخية، لكن الواقع المعاصر يثبت أنها عقائد حية.

◙  فبعد الثورة الخمينية، صرح أحد شيوخهم في احتفال رسمي بأن "مكة المكرمة يحتلها شرذمة أشد من اليهود"، وتوعد بالانتقال إليها بعد تثبيت ثورتهم.

◙  كما نشرت مجلة "الشهيد" الإيرانية، لسان حال علماء قم، صورة للكعبة والمسجد الأقصى وبينهما بندقية، مع تعليق يقول: "سنحرر القبلتين".

خاتمة: وعد الله حق

برغم ضخامة هذا الكيد وخبث هذه المخططات، فإننا كمسلمين نؤمن بوعد الله الحق في حفظ بيته ودينه. قال رسول الله ﷺ يوم فتح مكة: "لا تُغزى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة". وأخبرنا أن جيشاً سيخسف به لأنه يغزو الكعبة. وقد حمى الله بيته من أبرهة الأشرم بطير أبابيل، وهو قادر على حمايته من أحفاد القرامطة والصفويين. وستبقى هذه النصوص السوداء عاراً أبدياً على هذه الطائفة، تكشف حقيقة ما تضمره صدورهم، وتفضح أهدافهم العدوانية تجاه الإسلام والمسلمين.

المصادر:

 الدستور الإيراني.

 الكليني، "الكافي".

 المجلسي، "بحار الأنوار".

 النعماني، "الغيبة".

 الطوسي، "الغيبة".

 المفيد، "الإرشاد".

 ابن تيمية، "منهاج السنة النبوية" و "الصارم المسلول".

 محمد جواد مغنية، "الشيعة في الميزان".

 محمد الصدر، "تاريخ ما بعد الظهور".

 حسين الخراساني، "الإسلام على ضوء التشيع".

 عبد الله الغنيمان، "مختصر منهاج السنة".

 ناصر بن عبد الله القفاري، "بروتوكولات آيات قم حول الحرمين الشريفين".

 صحيح البخاري وصحيح مسلم.