مقدمة: من هم الرافضة؟
عندما نتحدث عن "الرافضة"، فإننا نعني تحديداً طائفة الإثني عشرية، وهي أكبر الطوائف المنتسبة للتشيع في عصرنا، والتي تتخذ لنفسها ألقاباً متعددة مثل "الجعفرية" و"الإمامية". ورغم محاولاتهم تزيين لقب "الرافضة"، إلا أن مصادرهم المعتمدة، مثل "بحار الأنوار" للمجلسي، تقر بهذه التسمية وتزعم زوراً أنها اسم قديم لأتباع موسى المخلصين، ثم انتقل إليهم.
جديد مقالات الثقيفة:
الخضر عند الصوفية: غلوّ في الأولياء وعقائد باطنية منحرفة
كيف أصبحت الإثنا عشرية منبعاً لفرق الغلو والزندقة؟
قم.. المدينة المقدسة عند الشيعية الصفوية
تاريخ الفرق الإسلامية وغلاة الشيعة الإثنا عشرية
إن المتأمل في مصادر هذه الطائفة يكتشف حقيقة صادمة، وهي أنها تؤسس لعلاقة مع المسلمين (الذين تسميهم المخالفين) تقوم على الخداع والمكر والنفاق، تحت ستار عقيدة "التقية".
حقيقة التقية: "أن تقول أو تفعل غير ما تعتقد"
يعرّف أحد أبرز مراجعهم المعاصرين، محمد جواد مغنية، التقية بقوله: "التقية أن تقول أو تفعل غير ما تعتقد". إذن، هي ليست مجرد إخفاء للمعتقد، بل هي ممارسة فعلية للكذب والنفاق، يتظاهر فيها الشيعي أمام المسلمين بما يخالف حقيقة دينه، لا عن خوف أو إكراه، بل كعبادة يتقرب بها إلى الله.
إن هذا المفهوم لا مثيل له في تاريخ البشرية. فالكذب والخداع يعتبر في كل الشرائع والأعراف سبة وعاراً، ولا يُلجأ إليه إلا في أضيق حالات الضرورة. أما أن يصبح الكذب ديناً، والنفاق عبادة، والخداع منهج حياة، فهذا ما لا تجده إلا في دين الرافضة.
وقد جعلوا لهذه العقيدة منزلة تفوق كل تصور، حتى أصبحت هي الدين كله، ومن تركها فلا دين له.
تقول مصادرهم المعتمدة:
♦ "التقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم، فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله وعن دين الإمامية".
♦ "لا دين لمن لا تقية له"، و "لا إيمان لمن لا تقية له".
♦ "تسعة أعشار الدين في التقية".
♦ "تارك التقية كتارك الصلاة".
بل يزعمون أن التقية هي أفضل ما يُعبد به الله، وأنها سنة الأنبياء، وأن الله لم يفضل الأنبياء على سائر خلقه إلا "بحسن تقيتهم لأعداء الله".
التقية في الممارسة: "خالطوهم بالبرانية وخالفوهم بالجوانية"
تأمر نصوصهم أتباعهم بأن يعيشوا بين المسلمين بأجسادهم وألسنتهم، بينما قلوبهم وأعمالهم معادية لهم. تقول وصاياهم: "خالطوا الناس بألسنتكم وأجسادكم، وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم".
وفي نص آخر: "خالطوهم بالبرانية [العلانية]، وخالفوهم بالجوانية [السر]".
فالشيعي، بموجب هذه العقيدة، مدعو لأن يصلي خلف المسلمين، ويصوم بصيامهم، ويشاركهم في عباداتهم، بينما هو في باطنه يكفرهم ويتبرأ منهم ومن أعمالهم. وتصل بهم الجرأة إلى أن يرووا: "من صلى خلف المنافقين [يعنون المسلمين] تقية كمن صلى خلف الأئمة".
إن هذه العقيدة الخطيرة مدونة في أصح كتبهم. ففي كتاب "الكافي"، الذي هو بمنزلة صحيح البخاري عند أهل السنة، يوجد "باب التقية" و"باب الكتمان"، وفي "بحار الأنوار" يوجد "باب التقية والمداراة" الذي يضم 109 روايات تؤسس لهذا النفاق الممنهج.
نماذج صادمة من أساليب الخداع
تقدم كتب الرافضة نماذج عملية لكيفية ممارسة التقية، وهي نماذج تكشف عن عقلية لا تتورع عن أي مستوى من الكذب والخداع.
النموذج الأول:
تفضيل الخلفاء تقيةً يروي شيخهم الطوسي قصة أحد كبار زعمائهم، الحسين بن روح، الذي كان في مجلس فيه سنة وشيعة، فتناظر اثنان حول المفاضلة بين الصحابة. فقال ابن روح لحسم الجدال: "الذي اجتمعت الصحابة عليه هو الصديق، ثم بعده الفاروق، ثم بعده عثمان ذو النورين، ثم علي الوصي، وأصحاب الحديث على ذلك، وهو الصحيح عندنا..
يقول الراوي: "فبقي من حضر المجلس متعجباً... وكاد العامة (أهل السنة) يرفعونه على رؤوسهم... فوقع عليّ الضحك". وعندما عاتبه ابن روح لاحقاً على ضحكه الذي كاد يفضحه، هدده بالهجر إن عاد لمثلها. هذا النموذج يظهر كيف يمكن لزعيم شيعي أن يظهر معتقد أهل السنة كاملاً، وهو في باطنه يكفر به، ويعتبر ذلك منتهى الحكمة والدين.
النموذج الثاني:
لعن مبغض الصحابة توريةً في حوار آخر، سأل سنيٌّ رافضياً: "ما تقول فيمن أبغض العشرة من الصحابة؟" فأجاب الرافضي: "من أبغض العشرة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين". ففرح السني وقبّل رأسه واعتذر له عن اتهامه بالرفض. لكن إمامهم كشف عن حقيقة هذه الخدعة لأتباعه قائلاً: إن صاحبكم لم يكذب، فهو قصد بـ "العشرة" علياً فقط، فمن أبغض علياً (وهو واحد منهم) فعليه اللعنة. أما البقية فلا يدخلون في مراده.
النموذج الثالث:
القسم الكاذب والاحتيال اللفظي تصل أساليبهم إلى تعليم أتباعهم كيفية الحلف كذباً أمام القضاة. فإذا طُلب من الشيعي أن يحلف، فإنه يستخدم التورية اللفظية.
• يُسأل: "أتقول إن أبا بكر إمام حق عدل؟" فيجيب: "نعم"، وهو يقصد بـ "نعم" الأنعام (الإبل والبقر).
• يُطلب منه أن يقول: "خير الناس بعد رسول الله أبو بكر"، فيقولها، لكنه يقصد أنه ينادي أبا بكر (يا أبا بكر) وليس إخباراً بأفضليته.
• يُطلب منه أن يقسم: "والله"، فيقولها، لكنه يقصد "ولي" في أمر كذا. فإن طُلب منه إظهار الهاء، رفعها (واللهُ) فلا تكون يميناً.
إن هذه الحيل الشيطانية لا تُعتبر ذنوباً، بل هي قمة الدين والعبادة التي يثاب عليها فاعلها أعظم الثواب.
التقية ليست كالتقية الشرعية
من مكرهم أنهم سموا هذا النفاق "تقية" ليلبسوا على الناس، ويوهموهم أنها التقية الشرعية المذكورة في القرآن. لكن الفرق بينهما كالفرق بين الإيمان والكفر.
التقية الشرعية في الإسلام:
رخصة مؤقتة في حالة الإكراه والخوف من الكفار، وهي في الظاهر فقط مع بقاء القلب مطمئناً بالإيمان. قال تعالى: ﴿إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً﴾ (آل عمران: 28). وهي لا تكون إلا مع الكفار، ويرى بعض السلف أنه لا تقية بعد عزة الإسلام.
تقية الرافضة:
هي دين دائم، ومنهج حياة، وعقيدة واجبة، تُمارس اختياراً مع المسلمين، وهي كذب ونفاق صريح في الظاهر والباطن.
لهذا، يرى شيخ الإسلام ابن تيمية أن أصحاب هذه العقيدة شر من المنافقين، لأن المنافق يعلم أن كفره باطل، أما هؤلاء فيعتقدون أن نفاقهم هو الحق والدين.
خاتمة: دين قائم على الخداع
إن عقيدة التقية بهذا المفهوم الرافضي هي حجر الزاوية الذي يكشف حقيقة هذا المذهب. فهي ليست مجرد مسألة فقهية فرعية، بل هي أساس العلاقة مع الآخر، وهي التي تفسر قدرتهم على التلون والعيش داخل المجتمعات الإسلامية مع إضمار العداء لها. إنها عقيدة تهدم كل أسس الثقة، وتجعل من الكذب عبادة، ومن النفاق ديناً، وهذا وحده كافٍ للحكم على بطلان أي مذهب يقوم عليه.
المصادر:
♦ الكليني، "أصول الكافي".
♦ المجلسي، "بحار الأنوار".
♦ ابن بابويه القمي (الصدوق)، "الاعتقادات" و "الخصال".
♦ الطوسي، "الأمالي" و "الغيبة".
♦ المفيد، "مجالس المفيد".
♦ محمد جواد مغنية، "الشيعة في الميزان".
♦ محمد الصدر، "تاريخ الغيبة الصغرى".
♦ ابن تيمية، "منهاج السنة النبوية".
♦ تفسير الطبري، وتفسير ابن كثير.