مقدمة

تعتبر مسألة البناء على القبور من القضايا الفقهية التي أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الإسلامية، حيث تباينت الآراء حول جوازها أو حرمتها. يهدف هذا المقال إلى استعراض الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام في المصادر الشيعية، والتي تتناول النهي عن البناء على القبور، مع تحليل هذه الروايات وذكر مصادرها المعتبرة. سنقوم بتقديم نبذة موجزة عن كل رواية، مع التركيز على دلالاتها الفقهية، وذلك لتقديم رؤية شاملة حول هذا الموضوع من منظور الفقه الشيعي.

الرواية الأولى: النهي عن بناء المساجد عند القبور

ورد عن سماعة بن مهران أنه سأل الإمام الصادق عليه السلام عن زيارة القبور وبناء المساجد فيها، فأجاب الإمام: (أَمَّا زِيَارَةُ الْقُبُورِ فَلَا بَأْسَ وَلَا يُبْنَى عِنْدَهَا مَسَاجِدُ) [1]. هذه الرواية تؤكد على جواز زيارة القبور مع التحذير من بناء المساجد عليها، مما يشير إلى فصل واضح بين عمل الزيارة الذي هو مستحب، وعمل البناء الذي هو منهي عنه.

مصادر الرواية:

1-   الكافي، للكليني: 3 /228

2-     من لا يحضره الفقيه، للصدوق: 1 /178

3-     منتهى المطلب، للعلامة الحلي: 1 /467

4-     الحدائق الناضرة، ليوسف البحراني: 7 /228

5-     جواهر الكلام، للجواهري: 14 /102

6-     وسائل الشيعة، للحر العاملي: 2 /887

7-     جامع أحاديث الشيعة، للبروجردي: 3 /537، 4 /459

الرواية الثانية: النهي عن اتخاذ القبور قبلة أو مسجداً

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِي قِبْلَةً وَلَا مَسْجِدًا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَعَنَ الْيَهُودَ حِينَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ) [2]. هذه الرواية النبوية الشريفة تحذر من اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبلة للصلاة أو مسجداً، وتعلل ذلك بلعن الله لليهود الذين فعلوا ذلك بقبور أنبيائهم. هذا يدل على خطورة هذا الفعل وأنه من الأفعال المذمومة التي قد تؤدي إلى الشرك أو الغلو.

مصادر الرواية:

1-     علل الشرائع، للصدوق: 2 /358

2-     من لا يحضره الفقيه، للصدوق: 1 /178

3-     الخلاف، للطوسي: 1 /497، 727

4-     تذكرة الفقهاء، للحلي: 2 /108، 405

5-     منتهى المطلب، للحلي: 4 /317

6-     نهاية الإحكام، للحلي: 2 /285

7-     .ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة، لشهيد الأول: 1 /410، 2 /37

8-     .كشف اللثام، للفاضل الهندي: 3 /303

9-     الحدائق الناضرة، ليوسف البحراني: 4 /140، 7 /217

10-      .غنائم الأيام، للميرزا القمي: 2 /221

11-      مناهج الأحكام، للميرزا القمي: 102

12-      .مستند الشيعة، للنراقي: 4 /435

13-      جواهر الكلام، للجواهري: 8 /352، 354

14-      مصباح الفقيه، لآقا رضا الهمداني: 2 ق 1 /190

15-      كتاب الصلاة، لعبد الكريم الحائري: 110

16-      المكاسب المحرمة، للخميني: 1 /171

17-      الينابيع الفقهية، لعلي أصغر مرواريد: 27 /190، 347

18-      دراسات في المكاسب المحرمة، للمنتظري: 2 /597(ش)

19-      وسائل الشيعة، للحر العاملي: 2 /888، 3 /455

20-      بحار الأنوار، للمجلسي: 79 /20، 56، 80 /313، 97 /128

21-      جامع أحاديث الشيعة، للبروجردي: 4 /383

22-      معالم المدرستين، لمرتضى العسكري: ج 1 /52

الرواية الثالثة: النهي عن الصلاة على القبر أو القعود عليه أو البناء عليه

روى يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله (الإمام الصادق) عليه السلام أنه قال: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَنْ يُصَلَّى عَلَى قَبْرٍ أَوْ يُقْعَدَ عَلَيْهِ أَوْ يُبْنَى عَلَيْهِ) [3]. هذه الرواية الشريفة توسع دائرة النهي لتشمل الصلاة على القبر، والقعود عليه، والبناء عليه، مما يؤكد على حرمة هذه الأفعال لما قد تسببه من غلو أو مخالفة للسنة النبوية الشريفة.

مصادر الرواية:

1-     ذخيرة المعاد، للسبزواري: 1 ق 2 /333

2-     الحدائق الناضرة، ليوسف البحراني: 4 /130، 7 /217

3-     مستند الشيعة، للنراقي: ج 4 /436

4-     مصباح الفقيه، لآقا رضا الهمداني: 1 ق 2 /426

5-     كتاب الصلاة، لعبد الكريم الحائري: 109

6-     كتاب الطهارة، للخوئي: 9 /123(ش)

7-     الينابيع الفقهية، لعلي أصغر مرواريد: 1 /41

8-     فقه الصادق (ع)، لمحمد صادق الروحاني: 4 /256(ش)

9-     تهذيب الأحكام، للطوسي: 1 /461، 3 /20

10-      بحار الأنوار، للمجلسي: 78 /382

11-      جامع أحاديث الشيعة، للبروجردي: 4 /381

الرواية الرابعة: النهي عن البناء على القبور وتصوير سقوف البيوت

عن جراح المدايني عن أبي عبد الله (الإمام الصادق) عليه السلام أنه قال: (لَا تَبْنُوا عَلَى الْقُبُورِ وَلَا تُصَوِّرُوا سُقُوفَ الْبُيُوتِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ كَرِهَ ذَلِكَ) [4]. هذه الرواية تربط بين النهي عن البناء على القبور والنهي عن تصوير سقوف البيوت، وكلاهما مكروه عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. هذا يشير إلى أن النهي عن البناء على القبور ليس مجرد مسألة فقهية معزولة، بل يندرج ضمن رؤية أوسع تهدف إلى تجنب المظاهر التي قد تؤدي إلى الغلو أو الشرك أو التفاخر.

مصادر الرواية:

1-     مختلف الشيعة، للحلي: 2 /315

2-     ذخيرة المعاد، للسبزواري: 1 ق 2 /343

3-     الحدائق الناضرة، للبحراني: 4 /130

4-     مصباح الفقيه، لآقا رضا الهمداني: 1 ق 2 /426

5-     المكاسب المحرمة، للخميني: 1 /174

6-     دراسات في المكاسب المحرمة، للمنتظري: 2 /562(ش)، 571(ش)

7-     تهذيب الأحكام، للطوسي: 1 /461

8-     وسائل الشيعة، للحر العاملي: 2 /870، 3 /562

9-     جامع أحاديث الشيعة، للبروجردي: 3 /445

10-      موسوعة أحاديث أهل البيت (ع)، لهادي النجفي: 6 /167

الرواية الخامسة: هدم القبور وكسر الصور

عن ابن القداح عن أبي عبد الله (الإمام الصادق) عليه السلام قال: "قال أمير المؤمنين (الإمام علي) عليه السلام: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله في هدم القبور وكسر الصور" [5]. هذه الرواية تؤكد على أن هدم القبور وكسر الصور كان من المهام التي كلف بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين عليه السلام. هذا يدل على أن هذه الأفعال كانت جزءاً من سياسة إزالة المظاهر التي قد تؤدي إلى الشرك أو الغلو في الدين.

مصادر الرواية:

1-     الكافي، للكليني: 6 /528

2-     وسائل الشيعة، للحر العاملي: 5 /305، 2 /870

3-     جواهر الكلام، للجواهري: 4 /335

4-     مصباح الفقيه، لآقا رضا الهمداني: 1 ق 2 /426

5-     المكاسب المحرمة، للخميني: 1 /170، 194

6-     مصباح الفقاهة، للخوئي: 1 /357

7-     دراسات في المكاسب المحرمة، للمنتظري: 2 /596(ش)، 641(ش)

8-     المحاسن، لأحمد بن محمد بن خالد البرقي: 2 /614

9-     جامع أحاديث الشيعة، للبروجردي: 3 /445

10-      موسوعة أحاديث أهل البيت (ع)، لهادي النجفي: 6 /164

الرواية السادسة: محو الصور وتسوية القبور وقتل الكلاب

عن الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: "قال أمير المؤمنين عليه السلام: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة فقال لا تدع صورة إلا محوتها ولا قبراً إلا سويته ولا كلباً إلا قتلته" [6]. هذه الرواية تؤكد على استمرارية النهج النبوي في إزالة كل ما يمكن أن يؤدي إلى الشرك أو الغلو، سواء كان ذلك صوراً أو قبوراً مرتفعة أو كلاباً ضالة قد تكون سبباً في الأذى أو النجاسة. هذا يدل على أن تسوية القبور كانت جزءاً من مهمة شاملة لتطهير المجتمع من المظاهر التي تتعارض مع التوحيد الخالص.

مصادر الرواية:

1-     المهذب البارع، ابن فهد الحلي: 5 /398(ش)

2-     كشف اللثام، الفاضل الهندي: 2 /395

3-     رياض المسائل، السيد علي الطباطبائي: 2 /232، 8 /61

4-     غنائم الأيام، الميرزا القمي: 3 /545

5-     مستند الشيعة، المحقق النراقي: 14 /110

6-     جواهر الكلام، الشيخ الجواهري: 4 /316، 22 /43

7-     كتاب المكاسب، الشيخ الأنصاري: 1 /192(ه‍)

8-     مصباح الفقيه، آقا رضا الهمداني: 1 ق 2 /426

9-     المكاسب المحرمة، السيد الخميني: 1 /170

10-      كتاب الطهارة، السيد الخوئي: 9 /209(ش)

11-      1مصباح الفقاهة، السيد الخوئي: 1 /357(ه‍)

12-      1دراسات في المكاسب المحرمة، الشيخ المنتظري: 2 /641

13-      1فقه الصادق (ع)، السيد محمد صادق الروحاني: 14 /240(ش)

14-      1منهاج الفقاهة، السيد محمد صادق الروحاني: 1 /296(ش)

15-      1المحاسن، أحمد بن محمد بن خالد البرقي: 2 /614

16-      1الكافي، الشيخ الكليني: 6 /528

17-      1وسائل الشيعة (الإسلامية)، الحر العاملي: 2 /869، 3 /562، 8 /389

18-      1عوالي اللئالي، ابن أبي جمهور الأحسائي: 3 /660

19-      1الفصول المهمة في أصول الأئمة، الحر العاملي: 2 /43

20-      20.بحار الأنوار، العلامة المجلسي: 61 /267، 62 /62

21-      2جامع أحاديث الشيعة، السيد البروجردي: 3 /445

22-      2مستدرك سفينة البحار، الشيخ علي النمازي الشاهرودي: 6 /392، 9 /143

23-      2درر الأخبار، حجازي، خسرو شاهي: 446

24-      2موسوعة أحاديث أهل البيت (ع)، الشيخ هادي النجفي: 6 /165

25-      2منتقى الجمان، الشيخ حسن صاحب المعالم: 1 /88(ه‍)

الرواية السابعة: من جدد قبراً أو مثل مثالاً فقد خرج من الإسلام

عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: (مَنْ جَدَّدَ قَبْرًا أَوْ مَثَّلَ مِثَالًا فَقَدْ خَرَجَ مِنَ الْإِسْلَامِ) [7]. هذه الرواية تحمل تحذيراً شديد اللهجة، حيث تربط بين تجديد القبور (بنائها أو تزيينها) وتمثيل الأمثلة (الصور أو التماثيل) وبين الخروج من الإسلام. هذا يدل على أن هذه الأفعال تعتبر من الكبائر التي قد تخرج صاحبها من دائرة الإسلام، لما فيها من غلو وتجاوز للحدود الشرعية، وقد تؤدي إلى الشرك بالله.

مصادر الرواية:

1-     المعتبر، المحقق الحلي: 1 /304

2-     تذكرة الفقهاء، العلامة الحلي: 2 /106

3-     مختلف الشيعة، العلامة الحلي: 2 /315

4-     روض الجنان (ط.ق)، الشهيد الثاني: 319

5-     مسالك الأفهام، الشهيد الثاني: 1 /103(ش)

6-     مجمع الفائدة، المحقق الأردبيلي: 2 /497(ش)

7-     مدارك الأحكام، السيد محمد العاملي: 2 /150(ش)

8-     ذخيرة المعاد (ط.ق)، المحقق السبزواري: 1 ق 2 /343

9-     الحدائق الناضرة، المحقق البحراني: 4 /132

10-      جواهر الكلام، الشيخ الجواهري: 4 /337

11-      1مصباح الفقيه، آقا رضا الهمداني: 1 ق 2 /426

12-      1جامع المدارك، السيد الخوانساري: 3 /14

13-      1دراسات في المكاسب المحرمة، الشيخ المنتظري: 2 /545(ش)

14-      1المحاسن، أحمد بن محمد بن خالد البرقي: 2 /612

15-      1من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق: 1 /189

16-      1تهذيب الأحكام، الشيخ الطوسي: 1 /459

17-      1وسائل الشيعة (الإسلامية)، الحر العاملي: 3 /562

18-      1الفصول المهمة في أصول الأئمة، الحر العاملي: 2 /43

19-      1بحار الأنوار، العلامة المجلسي: 79 /16

20-      .جامع أحاديث الشيعة، السيد البروجردي: 3 /447

21-      2مستدرك سفينة البحار، الشيخ علي النمازي الشاهرودي: 8 /375

22-      2مجمع البحرين، الشيخ الطريحي: 1 /349