المقدمة:

رؤية الله تعالى يوم القيامة هي من أعظم النعم التي وعد الله بها عباده الصالحين، وهي عقيدة ثابتة عند أهل السنة والجماعة، دل عليها الكتاب والسنة، واتفق عليها الصحابة والتابعون. غير أن الشيعة الإمامية قد خالفوا هذا الأصل، وذهبوا إلى نفي إمكانية رؤية الله مطلقًا، سواء في الدنيا أو في الآخرة، بحجة أن الله لا يُدرَك ولا يُرى.

لكن المفاجأة أن كتب الشيعة أنفسهم، وتحديدًا الروايات المعتمدة في تفسير القمي وبحار الأنوار، تنقل نصوصًا صريحة في إثبات رؤية الله في الآخرة، بل بأسانيد صحيحة على طريقتهم، وروى ذلك كبار ثقاتهم مثل عبد الرحمن بن أبي نجران وعاصم بن حميد عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام. وقد أقر الخوئي وغيره بصحة طرق هؤلاء المشايخ وثقتهم.

في هذا المقال، نعرض الأدلة النصية من كتب الشيعة التي تؤكد إمكان الرؤية، ونكشف محاولات تحريف بعض عبارات الروايات بإقحام زيادات تفسيرية من المحققين، ليست من كلام الأئمة، مما يكشف التناقض بين العقيدة المعلنة وبين النصوص المروية لديهم.

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ{22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ{23}

والنظر هنا يعنى تمام الرؤية وكتبكم الموثوق بها تؤكد ذلك تؤكد ذلك.

تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي ج 2 ص 168:

وقوله: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}

فانه حدثني أبي عن عبد الرحمان بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

ما من عمل حسن يعمله العبد إلا وله ثواب في القرآن إلا صلاة الليل

فإن الله لم يبين ثوابها لعظم خطرها عنده فقال:

{ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ إلى قوله - يعملون }

روى القمي هذه الرواية:

«فإذا اجتمعوا تجلى لهم الرب تبارك وتعالى فإذا نظروا إليه أي إلى رحمته - خروا سجدا).

هذه الزيادة إلى رحمته - من محقق الكتاب وليست عن المعصوم عندكم .

والدليل على هذا أن الرواية:

وضعها المجلسي في كتابه بحار الأنوار  نقلآ عن تفسير القمي بدون هذه الزيادة والتحريف !!!!!

وقد حكم الخوئي بصحة جميع روايات مشايخ القمي في تفسيره (معجم رجال الحديث1/49).

عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

«.. فإذا اجتمعوا تجلى لهم الرب تبارك وتعالى، فإذا نظروا إليه خروا سجدا...).

رجال الإسناد: علي بن إبراهيم القمي: قال النجاشي (ثقة في الحديث ثبت معتمد صحيح المذهب) (معجم رجال الحديث12/212).

عبد الرحمن بن أبي نجران:

قال النجاشي: (ثقة ثقة معتمدآ على ما يرويه له كتب كثيرة)

(معجم رجال الحديث10/328).

عاصم بن حميد:

قال النجاشي (ثقة، عين، صدوق) (معجم رجال الحديث10/197).

وبالتالي يلزم الشيعة بصحة هذه الرواية المثبتة لرؤية