في كتابه تنزيه الأنبياء، صرّح الشريف المرتضى، وهو من أعمدة الفكر الإمامي، بأن إبراهيم عليه السلام لم يكن عارفًا بربه منذ البداية، وإنما حصلت له المعرفة لاحقًا بالاكتساب بعد بلوغ عقله وكمال نظره. وهذا القول يهدم أصلًا عقديًا محوريًا عند الشيعة، إذ كيف يُعصم من لا يعرف ربه؟! وما فائدة العصمة إذا كان الجهل بالإله ذاته يقع من نبي من أولي العزم؟! هذا التناقض يُظهر هشاشة مفهوم العصمة كما يطرحه الفكر الإمامي.

قال الشريف المرتضى:

(( فإن قال قائل: فما معنى قوله تعالى حاكيا عن إبراهيم عليه السلام: ﴿  َلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَآىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَآىَ الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَآىَ الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78)﴾ [الأنعام، 7678] أوليس ظاهر هذه الآية يقتضي أنه عليه السلام كان يعتقد في وقت من الأوقات الإلهية للكواكب، وهذا مما قلتم إنه لا يجوز على الأنبياء عليهم السلام.

(الجواب):

قيل له في هذه الآية جوابان:

 أحدهما أن إبراهيم عليه السلام إنما قال ذلك في زمان مهلة النظر، وعند كمال عقله وحضور ما يوجب عليه النظر بقلبه وتحريك الدواعي على الفكر والتأمل له، لأن إبراهيم عليه السلام لم يخلق عارفا بالله تعالى، وإنما اكتسب المعرفة لما أكمل الله تعالى عقله وخوفه من ترك النظر بالخواطر والدواعي ))

تنزيه الأنبياء - الشريف المرتضى - ص 39

وللرد على الشريف المرتضى:

  قال هنا ان ابراهيم عليه السلام لم يكن عارفا بالله منذ خلقه الله تعالى انما حصلت له المعرفة بالاكتساب. فهل يتناسب هذا مع تعريف الرافضة للعصمة وانها منذ الولادة الى الممات؟!!! ما هي فائدة العصمة اذا كان ابراهيم عليه السلام لا يعرف ربه اصلا؟!!!.