يتناول هذا المقال الحديث المشهور عن النبي ﷺ في بيان فضل سبعة أصناف من الناس يظلهم الله في ظله يوم القيامة، ويستعرض الخلاف بين العلماء في تفسير معنى "ظل الله" المذكور في النصوص، هل هو ظل عرش الله أم ظل يخلقه الله تعالى يوم القيامة؟ مع عرض الأدلة من الروايات الصحيحة وبيان منهج السلف في الوقوف عند النصوص دون الخوض في ما لم يأت به الدليل.
مقالات ذات صلة:
شبهة: (ثم استوى على العرش) دون تأويل باطل أو تشبيه
التفسير الشيعي لآية ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾
شبهة حديث «رأيت ربي في صورة شاب له وفرة»
تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ .....﴾ على منهج أهل السنة
آية التطهير: في ضوء تفسيرات الألوسي والشوكاني
الحديث المشهور:
رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وقد اختلف بعض أهل العلم حول الظل المضاف إلى الله تعالى. فقال بعضهم بأن المقصود به ظل العرش. مستدلين بما ورد من روايات أخرى صحيحة الإسناد أن النبي e قال «سبعة يظلهم الله في ظل عرشه» (رواه عبد الرزاق في مصنفه11/201). غير أن هذه الرواية لا تخلو من ضعف.
وقد ورد ما هو أصح منها بألفاظ أخرى منها:
عن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله e قال: «من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله». (أخرجه الترمذي ح رقم1321 وصححه الألباني في صحيح الترمذي حديث رقم1052).
ويلاحظ في هذا الحديث:
ورود لفظ ظل الله وظل العرش في سياق واحد. وهذا ما يرجح والله أعلم أن يكون الظل عائدا على عرش الله وليس ما عندنا علم تفصيل ذلك.
والله قال: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ [الإسراء: 36]. ولو أن الله فصل لنا لفصلنا وتكلمنا فإننا لسنا مفوضة ولكننا نقف حيث أوقفنا ربنا ولا نخوض مع الخائضين.
وقد خالف الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في ذلك وشدد على أنه يلزم من ذلك أن يكون الله تحت ظل الشمس. وأن الظل في هذا النص هو ظل يخلقه الله يوم القيامة.
والراجح:
ما تقدم من أن ظل الله هو ظل عرشه كما بينها سياق الألفاظ الأخرى.