يُعَدُّ مفهوم الإمامة عند الشيعة الإمامية من القضايا الجوهرية التي تُمَيِّز عقيدتهم عن جمهور المسلمين، حيث تتجاوز في نظر بعض علمائهم مرتبة النبوة والرسالة، وتُمنَح للأئمة منزلةً أعلى. وقد تَطَرَّق العديد من مصادرهم المعتبرة إلى أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان إمامًا حتى في حياة النبي ﷺ، وأن المؤمن في القبر يُسأل عن إمامه، ويُنتَظَر منه أن يجيب باسم علي رضي الله عنه. هذا المقال يناقش تلك النصوص المروية في مصادر الإمامية ويحلل مدلولاتها العقائدية في ضوء أقوال كبار علمائهم.

 مقالات ذات صلة:

إلزام: لماذا الولاية ليست ضمن أركان الإسلام الخمس

شبهة: رأيت ربي في المنام في صورة شاب موفر في خضر عليه ...

الخوئي وصدر المتألهين: لا مانع من التزام التجسيم الإلهي؟

في دين الشيعة (آية جديدة في سورة مريم)

قال نعمة الله الجزائري:

" أقول يعني الإمامة الرياسة العامة لجميع المخلوقات فهي أفضل من النبوة وأشرف منها " اهـ

قصص الأنبياء - الجزائري - ص 9

وقال الشيرازي:

" فمنزلة الإمامة أسمى مما ذكر بل أسمى من النبوة والرسالة " اهـ

التفسير الامثل ناصر مكارم الشيرازي ج 1 ص 372

وجاء في كتب الامامية ان عليا رضي الله عنه كان اماما في عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , وان المؤمن الذي يموت في عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اذا سأله الملك في قبره عن امامه اجاب بأنه علي رضي الله عنه

قال الصدوق: " ( 17 )

 (باب الاعتقاد في المسألة في القبر)

قال الشيخ - رحمه الله -: اعتقادنا في المسألة في القبر أنها حق لا بد منها، فمن أجاب بالصواب فاز بروح وريحان في قبره، وبجنة نعيم في الآخرة، ومن لم يأت بالصواب فله نزل من حميم في قبره وتصلية جحيم في الآخرة.

وأكثر ما يكون عذاب القبر من النميمة، وسوء الخلق، والاستخفاف بالبول.

وأشد ما يكون عذاب القبر على المؤمن مثل اختلاج العين أو شرطة حجام ويكون ذلك كفارة لما بقي عليه من الذنوب التي لم تكفرها الهموم والغموم والأمراض وشدة النزع عند الموت، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كفن فاطمة بنت أسد في قميصه بعد ما فرغ النساء من غسلها، وحمل جنازتها على عاتقه فلم يزل تحت جنازتها حتى أوردها قبرها، ثم وضعها ودخل القبر واضطجع فيه، ثم قام فأخذها على يديه ووضعها في قبرها، ثم انكب عليها يناجيها طويلا ويقول لها: ابنك ابنك، ثم خرج وسوى عليها التراب، ثم انكب على قبرها، فسمعوه وهو يقول: ( اللهم إني استودعتها إياك ) ثم انصرف. فقال له المسلمون: يا رسول الله، إنا رأيناك صنعت اليوم شيئا لم تصنعه قبل اليوم ؟. فقال: ( اليوم فقدت بر أبي طالب، إنها كانت يكون عندها الشئ فتؤثرني به على نفسها وولدها. وإني ذكرت يوم القيامة يوما وأن الناس يحشرون عراة، فقالت: وا سوأتاه، فضمنت لها أن يبعثها الله كاسية. وذكرت ضغطة القبر، فقالت: واضعفاه، فضمنت لها أن يكفيها الله ذلك. فكفنتها بقميصي واضطجعت في قبرها لذلك، وانكببت عليها فلقنتها ما تسأل عنه.

 وإنما سئلت عن ربها فقالت الله، وسئلت عن نبيها فأجابت، وسئلت عن وليها وإمامها فارتج عليها، فقلت لها: ابنك، ابنك. فقالت ولدي وليي وإمامي، فانصرفا عنها وقالا: لا سبيل لنا عليك، نامي كما تنام العروس في خدرها. ثم إنها ماتت موتة ثانية. وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى قوله: ﴿ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [غافر: 11] " اهـ

الاعتقادات في دين الإمامية - الصدوق - ص 58 59