صلاة الضحى من النوافل التي وردت فيها أحاديث صحيحة كثيرة تثبت مشروعيتها وفضلها، وقد أُشكل على بعض الناس ما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما من قوله: "صلاة الضحى بدعة"، مما ظنه البعض طعنًا في أصل الصلاة. والحق أن كلام ابن عمر رضي الله عنهما قد بيّنه أهل العلم، وحملوه على إظهارها جماعة في المسجد أو على المواظبة عليها خشية أن تفرض، لا على إنكار أصلها. ويأتي هذا المقال لبيان الروايات الواردة، وتحقيق القول في درجتها، وذكر الأدلة الصحيحة على استحباب صلاة الضحى.

حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن منصور عن مجاهد قال: «دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبد الله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة والناس يصلون الضحى في المسجد فسألناه عن صلاتهم؟ فقال بدعة» (رواه مسلم).

التعليق:

هذا الأثر حمله أهل العلم على أن المراد به أن إظهارها في المسجد والاجتماع عليها هو بدعة لا أن أصل صلاة الضحى بدعة. وبهذا يزول الإشكال.

وهذا توجيه النووي رحمة الله تعالى:

قال النووى:

(أَعْلَمُ وَأَمَّا مَا صَحَّ عَنِ بن عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ فِي الضُّحَى هِيَ بِدْعَةٌ فَمَحْمُولٌ عَلَى أَنَّ صَلَاتَهَا فِي الْمَسْجِدِ وَالتَّظَاهُرَ بِهَا كَمَا كَانُوا يَفْعَلُونَهُ بِدْعَةٌ لَا أَنَّ أَصْلَهَا فِي الْبُيُوتِ وَنَحْوِهَا مَذْمُومٌ أَوْ يُقَالُ قَوْلُهُ بِدْعَةٌ أَيِ الْمُوَاظَبَةُ عَلَيْهَا لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُوَاظِبْ عَلَيْهَا خَشْيَةَ أَنْ تُفْرَضَ وَهَذَا فِي حَقِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ ثَبَتَ اسْتِحْبَابُ الْمُحَافَظَةِ فِي حَقِّنَا بِحَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَأَبِي ذَرٍّ أو يقال أن بن عُمَرَ لَمْ يَبْلُغْهُ فِعْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الضُّحَى وَأَمْرُهُ بِهَا)

مقالات ذات صلة من السقيفة:

إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي

شبهة: أنت مني بمنزلة هارون وموسى

شبهة: البدعة بدعتان محمودة ومذمومة

ضعف رواية تسمية محسن بن علي بن أبي طالب

غير أن الإشكال في الرواية الأخرى:

حدثنا علي أنا شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عمر قال: «صلاة الضحى بدعة ونعم البدعة هي» (مسند علي الجعد4/437).

فإن في الرواية شريكا وهو سيء الحفظ وقد اختلط. وهو شريك بن عبد الله القاضي، مدلس وضعيف وما انفرد به منكر كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله (تقريب التهذيب2787).

ولهذا لا يحتج به إذا انفرد. هذا ما عليه عامة أهل الجرح والتعديل. وهو وإن روى له مسلم فإنه لم يحتج به وإنما روى له في المتابعات كما صرح به غير واحد من المحققين. بل ومنهم الذهبي نفسه في الميزان، وكثيرا ما يقع الحاكم والذهبي في مثل هذا الوهم ويصححان أحاديث شريك على شرط مسلم» (معجم أسامي الرواة2/290).

والفرق بينها وبين الرواية الأولى أن الرواية الأولى ليس فيها (ونعمت البدعة هذه) وهي استنكار على من صلى الضحى بجماعة. وأما الثانية فليس فيها بيان سبب قول ابن عمر. وتتضمن الثناء على البدعة.

ادلة اثبات صلاة الضحى:

- كم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الضحى؟

قالت: أربع ركعات. ويزيد ما شاء.

 وفي رواية: مثله.

وقال يزيد: ماشاء الله.

الراوي: عائشة. المحدث: مسلم-المصدر: صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 719 خلاصة حكم المحدث: صحيح.

الحديث الأول:

أوصاني خليلي بثلاث لست بتاركهن، أن لا أنام إلا على وتر، وأن لا أدع ركعتي الضحى، فإنها صلاة الأوابين، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر.
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني المصدر: صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: 664 خلاصة حكم المحدث: صحيح

الحديث الثاني:

يصبح على كل سلامى من أحدكم في كل يوم صدقة، فله بكل صلاة صدقة، وصيام صدقة، وحج صدقة، وتسبيحة صدقة، وتكبيرة صدقة، وتحميدة صدقة، ويجزيء أحدكم من ذلك كله ركعتا الضحى.
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني المصدر: صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 8098 خلاصة حكم المحدث: صحيح.