يا سلمان من كان وصي موسى؟

وإن وصيي وأعلم أمتي بعدي علي بن أبي طالب

كثرت الروايات التي يستدل بها الشيعة الإمامية لإثبات دعوى الوصاية لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد النبي ﷺ، ومن ذلك استشهادهم بروايات تُشبّه وصاية علي بوصاية يوشع بن نون لموسى عليه السلام. غير أن هذه الروايات جاءت في كتبهم وفي بعض المصادر الأخرى بأسانيد ضعيفة أو موضوعة، كما أنها تعارض بعضها بعضًا، مما يكشف اضطراب الاستدلال بها، فضلاً عن مخالفتها للثابت تاريخيًا ونصًا. ويأتي هذا المقال لعرض إحدى هذه الروايات، وبيان حكم المحدثين عليها، والكشف عن تناقض الاستدلال الشيعي بين الروايات المختلفة.

« عن سلمان الفارسي قال:

 سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من وصيك؟ فإن لكل نبي وصي من أمته؟! قال: لم تسم لي بعد يا سلمان

مقالات السقيفة ذات صلة:

مظاهر الشرك في العقيدة الشيعية وأثرها على التوحيد

شبهة حديث: نعم المذكر المسبحة

إثبات كفر أبي طالب من كتب الشيعة

شبهة أن ابن عمر كان يقول في الآذان حي على خير العمل

قال (سلمان): فمكثت بعد ما شاء الله ثم دخلت المسجد فدعاني رسول الله فقال: (يا سلمان) إنك سألتني من وصيي فهل تعلم من كان وصيي موسى بن عمران؟ قال سلمان:

قلت: كان يوشع بن نون فتاه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صدقت وهل تدري لم أوصى إليه؟ قلت: الله ورسوله أعلم.

قال: أوصى إليه أنه كان أعلم بني إسرائيل وإن وصيي وأعلم أمتي بعدي علي بن أبي طالب.

مناقب الإمام أمير المؤمنين (ع) - محمد بن سليمان الكوفي - ج ١ - الصفحة ٣٨٦

موضوع.

وهكذا قاله السيوطي في اللآلىء1/358 وابـن الجـوزي1/374. فيه:

1- محمد بن أبي عمر الدوري: مجهول لا تعرف له رواية عند أهل الجرح والتعديل.

2- جعفر بن أبي زياد: مطر بن ميمون الإسكاف أبو خالد المحاربي. متروك.

 قال البخاري منكر الحديث (التاريخ الكبير7/1758) وذكره الدارقطني في الضعفاء والمتروكين (530).

وفي الرواية تناقص.

 فإن الرافضة تارة يستدلون بحديث «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي». مع أن هارون مات قبل موسى. وتارة يستدلون بمثل هذه الرواية على أن يوشع هو الوصي بعد موسى. فأي الروايتين أصلح للاحتجاج؟