تُعد آية التطهير من أبرز النصوص التي يدور حولها الجدل بين أهل السنة والشيعة في تحديد المقصود بـ "أهل البيت". ومن أشهر الروايات عند الشيعة رواية نزول الآية في خمسة هم: النبي ﷺ، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين رضي الله عنهم. هذا المقال يعرض الرواية المشهورة، ويتناول دراسة إسنادها على منهج المحدثين، مبيّناً عللها وأسباب ضعفها، مع توضيح مكانة الرواة الواردة أسماؤهم في السند.

مقالات السقيفة ذات صلة:

مظاهر الشرك في العقيدة الشيعية وأثرها على التوحيد

شبهة حديث: نعم المذكر المسبحة

إثبات كفر أبي طالب من كتب الشيعة

شبهة أن ابن عمر كان يقول في الآذان حي على خير العمل

محمد بن المثنى قال ثنا بكر بن يحيى بن زبان العنزي قال ثنا مندل عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نزلت هذه الآية في خمسة في وفي علي رضي الله عنه وحسن رضي الله عنه وحسين رضي الله عنه وفاطمة رضي الله عنها ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجسَ أَهلَ ٱلبَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيرا ﴾ [ الأحزاب، 33] ».

رواه ابن جرير الطبري في (تفسيره20/263) في تفسير سورة الآحزاب.

ضعيف. فيه عطية العوفي عن أبي سعيد الكلبي وليس الخدري.

ويحيى بن زبان العنزي مقبول.

ومندل ضعيف. ضعفه أحمد (الكاشف للذهبي2/294).

بل نقل البخاري عن شريك أنه قال «كذب المندل» (التاريخ الكبير8/73 والتاريخ الصغير2/164).

وقال ابن أبي حاتم «كان البخاري أدخله في كتاب الضعفاء» (الجرح والتعديل8/434).

وقال عنه الحافظ «ضعيف» (تقريب التهذيب2/212).

ومع ذلك فضعفهما خفيف مقارنة بمشكلة عطية العوفي والكلبي. وعطية مشهور بضعفه وتشيعه وتدليسه عند المحدثين (انظر تقريب التهذيب للحافظ ترجمة رقم (4616). وقد وصفه الحافظ بأنه مشهور بالتدليس القبيح (طبقات المدلسين1/50).

ورواها الطبراني:

«حدثنا الحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني بطرسوس حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا عمار بن محمد عن سفيان الثوري عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري...»

قال الطبراني: «لم يروه عن سفيان إلا عمار بن محمد ابن أخت سفيان تفرد به أبو الربيع» (المعجم الصغير1/410).