تُعتبر قصة طلب موسى عليه السلام رؤية ربه من أعظم المشاهد القرآنية التي تبين عظمة الله سبحانه وتعالى وعجز البشر عن إدراكه في الدنيا. فقد بلغ موسى مقامًا عاليًا بكلام الله له، فاشتاق أن يراه بعينه، فجاء الجواب الإلهي الحاسم: ﴿لَنْ تَرَانِي. وهنا يثور السؤال العقدي: من أي شيء تاب موسى بقوله: ﴿سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ﴾؟

مقالات السقيفة ذات صلة:

الإلحاد في أسماء الله تعالى هو الميل بها عما يجب فيها

أصول أهل السنة والجماعة في الصفات

رواية الشاب الأمرد في كتب الشيعة 

هذا السؤال كان مثار نقاش بين المفسرين وأهل الكلام، فمنهم من قال: تاب من جرأة السؤال وطلب الرؤية في الدنيا، ومنهم من قال: تاب توبة العبد الخاشع المنكسر لما ظهر له عجزه، وليس من ذنب بالمعنى المتعارف. وفي المقابل، لا يستقيم أن تكون التوبة من تبيين الحق لقومه كما يزعم بعض الخصوم، لأن التبيين هدى، ولا يتوب منه أحد.

السؤال:

قال تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)﴾ من أي شيء تاب موسى؟

الجواب:

تاب من طلب الرؤية في الدنيا لأنه يعلم ان الرؤية في الدنيا غير ممكنه وهو يعلم انه لا يرى في الدنيا جهره لما طلب قوم موسى موسى ان يرو الله جهره ولكن الرؤية جائزة فلما كلمه طمع في رؤيته.

مقالات السقيفة ذات صلة:

أن الله كتب التوراة لموسى بيده

الأصل حمل الصفات على الحقيقة (3) 

سؤال وإلزام:

 نعيد مثل السؤال على الخصم من أي شيء تاب موسى عليه السلام؟ إذا قال من السؤال لأجل تبكيت وافحام قومه، فنقول: من أي شيء تاب، وهل يتوب الانسان من تبيين الحق؟ وكيف يريد يبين الحق لقومه وهم بعيد عنه قد غيروا حتى ديانتهم ولما عاد ضرب اخاه هارون عليه السلام؟