حفظ الله تعالى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم برجال نقادٍ فقهوا دقائق الأسانيد والمتون، فميزوا الصحيح من السقيم، والحق من الباطل. ومن الأحاديث التي كثر الكلام حولها حديث: «لو دلى أحدكم بحبل لهبط على الله»، وهو حديث يروى عن أبي هريرة رضي الله عنه، ويظهر في متنه غرابة تخالف النصوص الصحيحة الثابتة.
من مقالات السقيفة ذات صلة:
إلزام: إسماعيل لم يكن هو إسماعيل!!!
حجرة السيدة عائشة اطهر بقعه على وجه الأرض بإعتراف الشيعة
الحر العاملي ( لا يكون الربا إلا فيما يكال أو يوزن)
ورغم ضعف سنده، استغله بعض أهل البدع للطعن في عقيدة أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات، فجاءت أقوال الأئمة لتكشف حقيقته وتبين علله.
حدثنا عبد بن حميد وغير واحد والمعنى واحد قالوا:
حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة قال حدث الحسن عن أبي هريرة قال «بينما نبي الله صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون ما هذا؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هذا العنان هذه روايا الأرض يسوقه الله تبارك وتعالى إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه ثم قال: هل تدرون ما فوقكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم.
من مقالات السقيفة ذات صلة:
الإلحاد في أسماء الله تعالى هو الميل بها عما يجب فيها
أصول أهل السنة والجماعة في الصفات
شبهة: إن الله لا يُرى، بل الذي يُرى هو (النور) والرد عليها
قال: فإنها الرقيع، سقف محفوظ وموج مكفوف،
ثم قال: هل تدرون كم بينكم وبينها؟
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: بينكم وبينها مسيرة خمس مائة سنة.
ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟
قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن فوق ذلك سماءين، ما بينهما مسيرة خمسمائة عام حتى عد سبع سماوات، ما بين كل سماءين ما بين السماء والأرض.
ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: فإن فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء بعد ما بين السماءين.
ثم قال: هل تدرون ما الذي تحتكم؟
قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنها الأرض.
ثم قال: هل تدرون ما الذي تحت ذلك؟
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: فإن تحتها أرضا أخرى بينهما مسيرة خمس مائة سنة حتى عد سبع أرضين، بين كل أرضين مسيرة خمس مائة سنة.
ثم قال: والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله.
ثم قرأ ﴿هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم﴾.
قال الترمذي:
«هذا حديث غريب من هذا الوجه. يروى عن أيوب، ويونس بن عبيد وعلي بن زيد، قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة» (سنن الترمذي5/257).
قلت: فهذه إفادة من الترمذي بضعف الحديث.
وعلة التضعيف عنعنة الحسن وهو مدلس.
وقال الذهبي بأنه منكر (العلو ص73).
قال ابن الجوزي:
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن لم يسمع من أبي هريرة وقيل له من أين تحدث هذه الأحاديث فقال من كتاب عندنا سمعته من رجل وكان الحسن يروي عن الضعفاء وقد روى هذا الحديث أبو جعفر الرازي عن قتادة عن الحسن.
(العلل المتناهيه في الاحاديث الواهيه 1/ 14)
ومع ذلك تجد أهل البدع يجعلونه وسيلة التشنيع على أهل السنة.