من الشخصيات العظيمة التي خلدها التاريخ الإسلامي الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما، الذي جمع بين العبادة والشجاعة والسياسة والفصاحة. ومن الأخبار التي وردت في تراثنا ما نُقل عن قدراته اللغوية المدهشة، حيث قيل إنه كان يخاطب مئة غلام، كلٌّ بلغة مختلفة، فيكلم كل واحد منهم بلغته. ورغم ما في الخبر من غرابة، إلا أنه يسلط الضوء على ما اشتهر به ابن الزبير من ذكاء وفطنة وحضور بديهة، حتى عدَّه البعض آية في رجاحة العقل وسداد الرأي.
يتناول المقال رواية نادرة وردت في المستدرك للحاكم عن ابن الزبير رضي الله عنه، وأنه كان يتحدث بمئة لغة مع غلمانه. ويستعرض المقال سند الرواية، حيث جاء من طريق أبي حامد بن جبلة الذي لم تثبت له ترجمة، مما يضعف الاعتماد على الرواية. كما يناقش المقال القيمة المعنوية لهذه الأخبار، التي تكشف مكانة ابن الزبير وما كان له من حزم في أمور الدنيا، وعبادة وزهد في أمور الآخرة، كما وصفه الرواة. ويبين المقال أن مثل هذه الروايات – وإن لم تصح سندًا – فهي تعكس صورة إعجاب الناس بشخصية ابن الزبير ومكانته في قلوب المسلمين.
اخترنا لكم من موقع السقيفة:
العباس والفضل وعلي بن أبي طالب موجودون برزية الخميس
العباس والفضل وعلي بن أبي طالب موجودون برزية الخميس
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: " كَانَ لابْنِ الزُّبَيْرِ مِائَةُ غُلامٍ يَتَكَلَّمُ كُلُّ غُلامٍ مِنْهُمْ بِلُغَةٍ أُخْرَى، فَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يُكَلِّمُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِلُغَتِهِ، فَكُنْتُ إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِ دُنْيَاهُ، قُلْتُ: هَذَا رَجُلٌ لَمْ يُرِدِ اللَّهَ طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَإِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِ آخِرَتِهِ قُلْتُ: هَذَا رَجُلٌ لَمْ يُرِدِ الدُّنْيَا طَرْفَةَ عَيْنٍ " .
ذكر الطريق عند المستدرك وسكت عنه الذهبي رحمه الله
وابو حامد بن جبلة مجهول لم أجد له ترجمة