الحمد لله الذي قيّض لهذه الأمة علماء نبهاء، يتفحصون المرويات، ويكشفون الأباطيل، وينفون الكذب عن رسول الله ﷺ.
ومن الأحاديث التي انتشرت بين الناس حديث باطل يُروى بلفظ: «من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم ترمد عينه». وقد تصدى أئمة الحديث لهذا النص، فحكموا عليه بالوضع والضعف الشديد، وبيّنوا علله وسقوط نسبته إلى النبي الكريم ﷺ.
فقد رواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق جويبر بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس، وعلّق عليه الحافظ ابن حجر بأنه إسناد واهٍ. كما حكم السيوطي في اللآلئ المصنوعة بأنه من الأحاديث الموضوعة، وأكد أن البيهقي نفسه ضعفه جدًّا.
وذكر البخاري أن جويبر ضعيف جدًا، وأدرجه في كتابه الضعفاء، بل قال الحاكم: «أنا أبرأ إلى الله من عهدة جويبر».
كما أدرج ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات، وعدّه الشوكاني أيضًا من الأحاديث الباطلة.
وهكذا تكاتف العلماء، من المتقدمين والمتأخرين، على بيان أن هذا الحديث لا يصح بأي حال من الأحوال، وأن نسبته إلى رسول الله ﷺ افتراء محض. وقد حذّر الأئمة من الترويج لمثل هذه الأباطيل التي يستغلها بعض المبتدعة – وعلى رأسهم الرافضة – لنشر خرافاتهم بين الناس. والحمد لله أن الأمة الإسلامية، بعلمائها وحفاظها، وقفت سدًّا منيعًا أمام هذه الأكاذيب، وحمت السنة النبوية من الدسّ والتحريف.
شبهة: «من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم ترمد عينه»:
موضوع. قال السيوطي «أخرجه البيهقي وضعفه بمرة» (الدر المنثور8/500 فيض القدير6/82).
وأدرجه السيوطي من جملة الأحاديث الموضوعة (اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة2/94).
مقالات السقيفة ذات صلة: |
شبهة حديث "لا إيمان لمن لا تقية له" شبهة حول حديث لطمة موسى لملك الموت |
وفيه جويبر بن سعيد البلخي عن الضحاك. ذكر البخاري أن يحيى بن معين ضعفه (التاريخ الكبير2/257).
ولهذا أدرجه البخاري في ضعفائه (1/27).
قال الحافظ ابن حجر «أخرجه البيهقي في الشعب في الثالث والعشرين منه من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رفعه من أكتحل بالإثمد يوم عاشوراء ولم يرمد أبدا. وهو إسناد واه» (الدراية في تخريج أحاديث الهداية1/280).
قال الحاكم «أنا أبرأ إلى الله من عهدة جويبر» (الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة1/92 للشوكاني الموضوعات2/116 لابن الجوزي).
فالحمد لله هذه الأمة يقظة لا يكاد يلقى فيها حديث مكذوب إلا سارعت إلى كشفه والتحذير منه، ولا تنتظر من أحدا من الرافضة أن ينتقدها.
فليكحل الشيعة أعينهم بهذا الرد فإنه خير لهم من الإثمد.