الدعاء هو صلة العبد بربه، وملاذه عند الشدائد، ومظهر من مظاهر العبودية الخالصة لله سبحانه وتعالى.

فهو ليس مجرد كلمات تُتلى على اللسان، بل هو انعكاس لافتقار الإنسان إلى خالقه، وتعبير عن يقين بأن خزائن السماوات والأرض بيده وحده. وقد حفلت كتب التراث الإسلامي ونهج البلاغة وروايات الأئمة عليهم السلام بنصوص عظيمة تبيّن منزلة الدعاء، وتؤكد أن الله جل وعلا فتح لعباده باب الرجاء، ووعدهم بالإجابة، من غير حاجز أو وسيط. ومن أبلغ ما ورد في ذلك خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث جمع بين الحثّ على الدعاء وبيان أنه شرف العبد ووسيلته إلى رضا الله ورحمته.

اخلاص الدعاء عند آل البيت موقع السقيفة https://alsaqifh.com

110 - ومن خطبة له عليه السلام إن أفضل ما توسل به المتوسلون إلى الله سبحانه الايمان به وبرسوله والجهاد في سبيله، فإنه ذروة الاسلام، 

وكلمة الاخلاص فإنها الفطرة.

 وإقام الصلاة فإنها الملة.

 وإيتاء الزكاة فإنها فريضة واجبة.

وصوم شهر رمضان فإنه جنة من العقاب.

وحج البيت واعتماره فإنهما ينفيان الفقر ويرحضان الذنب.

 وصلة الرحم، فإنها مثراة في المال، ومنسأة في الاجل.

 وصدقة السر فإنها تكفر الخطيئة.

وصدقة العلانية فإنها تدفع ميتة السوء.

 وصنائع المعروف فإنها تقي مصارع الهوان أفيضوا في ذكر الله فإنه أحسن الذكر.

وارغبوا فيما وعد المتقين فإن وعده أصدق الوعد.

واقتدوا بهدى نبيكم فإنه أفضل الهدى.

 واستنوا بسنته فإنها أهدى السنن.

وتعلموا القرآن فإنه أحسن الحديث،

وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب،

واستشفوا بنوره فإنه شفاء الصدور.

وأحسنوا تلاوته فإنه أحسن القصص،

 فإن العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله، بل الحجة عليه أعظم، والحسرة له ألزم، وهو عند الله ألوم.

نهج البلاغة ج1 ص215-216

واعلم أن الذي بيده خزائن السماوات والارض قد أذن لك في الدعاء وتكفل لك بالإجابة، وأمرك أن تسأله ليعطيك وتسترحمه ليرحمك، ولم يجعل بينك وبينه من يحجبه عنك، ولم يلجئك إلى من يشفع لك إليه، ولم يمنعك إن أسأت من التوبة، ولم يعاجلك بالنقمة،..... فإذا ناديته سمع نداءك، وإذا ناجيته علم نجواك فأفضيت إليه بحاجتك، وأبثثته ذات نفسك، وشكوت إليه همومك، وأستكشفته كروبك، واستعنته على أمورك، وسألته من خزائن رحمته ما لا يقدر على إعطاء غيره من زيادة الاعمار وصحة الابدان وسعة الارزاق.

نهج البلاغة ج3 ص47-48

حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضى الله عنه قال: حدثنا علي ابن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبى الحسن الرضا " ع " قال: سمعت أبى عبد الله " ع " يحدث عن أبيه عليه السلام انه قال: اتخذ الله عزوجل إبراهيم خليلا لأنه لم يرد أحدا ولم يسأل أحدا غير الله عزوجل.

كتاب علل الشرائع للصدوق ج1 ص34

4 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه قال: شكا الابرش الكلبي إلى أبي جعفر عليه السلام أنه لا يولد له فقال له: علمني شيئا قال: استغفر الله في كل يوم وفي كل ليلة مائة مرة، فإن الله يقول: " استغفروا ربكم إنه كان غفارا إلى قوله: ويمددكم بأموال وبنين.

كتاب الكافي ج6 ص8

(الحديث الرابع)

 (5): حسن.

مرآة العقول ج21ص16

 

قول علي رضي الله عنه في الأموات:

((فهم جيرة لا يجيبون داعيا، ولا يمنعون ضيما، ولا يبالون مندبة)).

نهج البلاغة ج1 ص220

حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضى الله عنه قال: حدثنا علي ابن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبى الحسن الرضا "ع" قال: سمعت أبى عبد الله "ع" يحدث عن أبيه عليه السلام انه قال: اتخذ الله عزوجل إبراهيم خليلا لانه لم يرد أحدا ولم يسأل أحدا غير الله عزوجل. كتاب علل الشرائع للصدوق ج1 ص34