ورد في بعض كتب الحديث أخبارٌ تتعلق بقصة موسى عليه السلام، منها ما جاء في صحيح البخاري وغيره أن بني إسرائيل اتهموه بعيبٍ في جسده، فأراد الله تعالى تبرئته، فجعل ثوبه على حجر، فلما ذهب ليأخذه جرى الحجر حتى رآه الناس عريانًا فعلموا بطلان دعواهم. وقد علّق جماعة من أهل الحديث بأن هذا لا استبعاد فيه بعد ورود الخبر الصحيح، إذ لم يكن موسى عليه السلام متعمدًا لذلك ولا قاصدًا أن يراه الناس.

غير أنّ بعض كتب الشيعة أضافت تفاصيل غريبة، منها ما نسبوه إلى الإمام جعفر الصادق عن وفاة هارون قبل موسى عليهما السلام، بل وذكروا أنّ ابني هارون كانا يدعيان شبيرًا وشبرًا، أي الحسن والحسين بالعربية، وهو إسقاط واضح على رموزهم. هذه الإضافات تكشف عن أسلوب الرافضة في تحوير الروايات وربطها بمعتقداتهم لإضفاء مشروعية مذهبية على عقائدهم، مع أنّ القرآن الكريم لم يذكر شيئًا من ذلك، بل اكتفى بذكر مقام النبوة والرسالة لموسى وأخيه هارون عليهما السلام

مقالات السقيفة ذات صلة:

وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ:

 لَا اسْتِبْعَادَ فِيهِ بَعْدَ وُرُودِ الْخَبَرِ الصَّحِيحِ، وَأَنَّ رُؤْيَتَهُمْ لَهُ عَلَى ذَلِكَ الْوَضْعِ الَّذِي لَمْ يَتَعَمَّدْهُ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ أَحَدًا يَنْظُرُ إِلَيْهِ أَمْ لَا، وَإِنَّ مَشْيَهُ عُرْيَانًا لِتَحْصِيلِ ثِيَابِهِ مُضَافًا إِلَى تَبْعِيدِهِ عَمَّا نَسَبُوهُ إِلَيْهِ، لَيْسَ مِنَ الْمُنَفِّرَاتِ.

وَسُئِلَ الصَّادِقُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ):

أَيُّهُمَا مَاتَ قَبْلُ، مُوسَى أَمْ هَارُونُ؟ قَالَ: "هَارُونُ مَاتَ قَبْلَ مُوسَى (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا)".

وَسُئِلَ: أَيُّهُمَا كَانَ أَكْبَرَ؟

قَالَ: "هَارُونُ". وَكَانَ اسْمُ ابْنَيْ هَارُونَ: شَبِيرًا وَشَبَّرًا، وَتَفْسِيرُهُمَا بِالْعَرَبِيَّةِ: الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ.

قصص الأنبياء لنعمة الله الجزائري ص250