روايات الكافي عن خلق آدم وأهل اليمين والشمال: دراسة نقدية
من الروايات التي يعرضها كتاب الكافي للكليني، والتي يعتمد عليها الشيعة الإمامية في بناء عقائدهم، ما ورد حول قصة خلق آدم عليه السلام، وتقسيم الله الخلق إلى فريقين: أهل اليمين وأهل الشمال، ودخول النار كابتلاء أولي قبل الخلق البشري. وتكشف هذه الروايات أن النبي ﷺ ـ وفق فهمهم ـ كان أول من دخل النار، وأن من خالف دعوته من البداية لم يكن ليستطيع أن يلتحق بأهل الطاعة والإيمان. ورغم ما تحمله هذه الأخبار من تصوير غيبي وأحداث غير مألوفة، إلا أنها تثير تساؤلات منهجية: هل هذه الروايات موافقة لما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة؟ وهل يمكن بناء العقيدة على قصص لم تثبت نصوصها بدليل قطعي؟ هذا المقال يعرض الروايات كما هي، ثم يضعها في ميزان النقد العلمي.
3 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان عن محمد بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل لما أراد أن يخلق آدم (عليه السلام) أرسل الماء على الطين، ثم قبض قبضة فعركها ثم فرقها فرقتين بيده ثم ذرأهم فإذا هم يدبون، ثم رفع لهم نارا فأمر أهل الشمال أن يدخلوها فذهبوا إليها فهابوها فلم يدخلوها ثم أمر أهل اليمين أن يدخلوها فذهبوا فدخلوها فأمر الله عز وجل النار فكانت عليهم بردا وسلاما، فلما رأى ذلك أهل الشمال قالوا: ربنا أقلنا، فأقالهم، ثم قال لهم: ادخلوها فذهبوا فقاموا عليها ولم يدخلوها، فأعادهم طينا وخلق منها آدم (عليه السلام) وقال أبو عبد الله (عليه السلام): فلن يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء ولا هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء.
مقالات السقيفة ذات صلة: |
شبهة حديث الرؤية والتجلي الإلهي |
قال: فيرون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أول من دخل تلك النار فلذلك قوله عز وجل:﴿قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين﴾.
الكافي للكليني الجزء الثاني ص7
2 - أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن عبد الله بن سنان قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك إني لأرى بعض أصحابنا يعتريه النزق والحدة والطيش فأغتم لذلك غما شديدا وأرى من خالفنا فأراه حسن السمت قال: لا تقل حسن السمت فإن السمت سمت الطريق ولكن قل حسن السيماء، فإن الله عز وجل يقول: ﴿سيماهم في وجوههم من أثر السجود﴾
قال: قلت: فأراه حسن السيماء وله وقار فأغتم لذلك، قال: لا تغتم لما رأيت من نزق أصحابك ولما رأيت من حسن سيماء من خالفك، إن الله تبارك وتعالى لما أراد أن يخلق آدم خلق تلك الطينتين، ثم فرقهما فرقتين، فقال لأصحاب اليمين كونوا خلقا بإذني، فكانوا خلقا بمنزلة الذر يسعى، وقال لأهل الشمال: كونوا خلقا بإذني، فكانوا خلقا بمنزلة الذر، يدرج، ثم رفع لهم نارا فقال: ادخلوها باذني، فكان أول من دخلها محمد (صلى الله عليه وآله) ثم اتبعه أولو العزم من الرسل وأوصياؤهم وأتباعهم،
ثم قال لأصحاب الشمال: ادخلوها بإذني، فقالوا: ربنا خلقتنا لتحرقنا؟ فعصوا، فقال لأصحاب اليمين اخرجوا بإذني من النار، لم تكلم النار منهم كلما، ولم تؤثر فيهم أثرا، فلما رآهم أصحاب الشمال، قالوا: ربنا نرى أصحابنا قد سلموا فأقلنا ومرنا بالدخول، قال: قد أقلتكم فادخلوها، فلما دنوا وأصابهم الوهج رجعوا فقالوا: يا ربنا لا صبر لنا على الاحتراق فعصوا، فأمرهم بالدخول ثلاثا، كل ذلك يعصون ويرجعون وأمر أولئك ثلاثا، كل ذلك يطيعون ويخرجون، فقال لهم: كونوا طينا بإذني فخلق منه آدم، قال: فمن كان من هؤلاء لا يكون من هؤلاء ومن كان من هؤلاء لا يكون من هؤلاء وما رأيت من نزق أصحابك وخلقهم فمما أصابهم من لطخ أصحاب الشمال وما رأيت من حسن سيماء من خالفكم ووقارهم فمما أصابهم من لطخ أصحاب اليمين.
الكافي للكليني الجزء الثاني ص11(باب) * (أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أول من أجاب وأقر لله عز وجل بالربوبية)