من أخطر ما ورد في بعض كتب الشيعة الإمامية ما نُسب زورًا وبهتانًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها. فقد نقل بعض علمائهم روايات لا تليق بمقام النبوة ولا بمقام سيدة نساء العالمين، وهي نصوص تُظهر إفراطًا في الغلو وتتنافى مع مكانة أهل البيت الطاهرة. إن تداول مثل هذه الأخبار لا يسيء فقط إلى مقام النبي صلى الله عليه وسلم، بل يكشف حجم التحريفات التي تسربت إلى التراث الشيعي عبر القرون.
النص:
قال التبريزي في اللمعة البيضاء (ص 235):
«ساطعًا عطر الجنة ورائحتها من بين ثدييها، ورسول الله صلى الله عليه وآله كان يمس وجهه لما بين ثدييها كل يوم وليلة يشمها ويلتذ من استشمامها»
مقالات السقيفة ذات الصلة:
وهؤلاء عن الباقر والصادق أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقبّل عرض وجه فاطمة ويدعو لها، وفي رواية: حتى يقبّل عرض وجنة فاطمة أو بين ثدييها! وفي رواية: حتى يضع وجهه بين ثدييها.
المصادر الشيعية التي نقلت هذه الروايات:
· مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب (3/114)
· بحار الأنوار للمجلسي (43/42، 55، 78)
· مجمع النورين للمرندي (ص 30)
· كشف الغمة للأربلي (3/95)
· اللمعة البيضاء للتبريزي الأنصاري (ص 53)
خطورة هذه الروايات:
هذه النصوص لا يمكن أن يقبلها عقل ولا نقل، فهي تتنافى مع العصمة النبوية، وتسيء إلى مقام الزهراء رضي الله عنها. إنّ غاية هذه الموضوعات هي الغلو في أهل البيت حتى وصل إلى ما يُشبه الطعن في النبي نفسه، إذ كيف يُعقل أن يُنسب إليه مثل هذا القول أو الفعل؟ إنّ الصحيح الثابت عن النبي ﷺ هو حبه البالغ لفاطمة وحرصه عليها ورعايته لها، لا ما تنقله هذه الأخبار الباطلة التي لا تصدر إلا من أعداء الدين أو الغلاة.