يُعَدُّ كتاب الكافي من أبرز مصادر الحديث عند الشيعة الإمامية، وقد احتوى على العديد من الروايات التي تتناول قضايا عقدية وفكرية متنوعة. ومن بين هذه الروايات ما جاء في الجزء الثامن حول نشأة الأحلام وعلاقتها بالاحتجاج الإلهي على خلقه. وتعرض هذه الرواية تفسيرًا لظهور الأحلام في البشر بعد أن أنكرت الأقوام السابقة حقيقة البعث والحساب، فجعلها الله وسيلةً لتقريب فهم البعث والنشور إلى عقول الناس.

النص:

57 - بعض أصحابنا، عن عليِّ بن العباس، عن الحسن بن عبد الرحمن، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال:

        مقالات السقيفة ذات الصلة:

«إنَّ الأحلامَ لم تكن فيما مضى في أوَّلِ الخلق، وإنَّما حدثت. فقلتُ: وما العِلَّةُ في ذلك؟ فقال: إنَّ الله عزَّ ذِكرَه بعث رسولًا إلى أهل زمانه، فدعاهم إلى عبادة الله وطاعته، فقالوا: إن فعلنا ذلك فما لنا؟ فوالله ما أنت بأكثرنا مالًا ولا بأعزِّنا عشيرة. فقال: إن أطعتموني أدخلكم الله الجنة، وإن عصيتموني أدخلكم الله النار. فقالوا: وما الجنة والنار؟ فوصف لهم ذلك. فقالوا: متى نصير إلى ذلك؟ فقال: إذا متم. فقالوا: لقد رأينا أمواتنا صاروا عظامًا ورفاتًا. فازدادوا له تكذيبًا وبه استخفافًا. فأحدث الله عزَّ وجلَّ فيهم الأحلام، فأتَوه فأخبروه بما رأوا وما أنكروا من ذلك. فقال: إن الله عزَّ وجلَّ أراد أن يحتجَّ عليكم بهذا، هكذا تكون أرواحكم إذا متم، وإن بَلِيَت أبدانكم تصير الأرواح إلى عقابٍ حتى تُبعَث الأبدان».

المصدر: الكافي للكليني، الجزء الثامن، ص 90