يُعدّ القرآن الكريم كتاب هداية وتشريع، أنزله الله تعالى للعالمين جميعًا، رجالًا ونساءً، صغارًا وكبارًا، دون أي تمييز. فقد أمر الله تعالى بتلاوته وتدبّره والاتعاظ بما فيه، إذ قال سبحانه: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ص: 29]. ومع ذلك، نجد في بعض كتب الشيعة الإمامية روايات غريبة لا أصل لها، تزعم أنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبعض أئمتهم نهوا عن تعليم النساء سورة يوسف، بحجّة أنّها تثير الفتنة بما فيها من ذكر قصة العشق. هذه النصوص، التي علّق عليها محمد تقي المجلسي في كتابه روضة المتقين، تمثل نموذجًا صارخًا لما دخل إلى التراث الشيعي من خرافات وأوهام تتنافى مع مقاصد الشريعة الإسلامية ومكانة القرآن الكريم.

النهي عن تعليم النساء سورة يوسف:

كبارًا وصغارًا، وقد أمر الله بتلاوته وتدبّره للجميع دون استثناء. غير أن بعض روايات الشيعة حملت أفكارًا غريبة تخالف هذا الأصل، ومن أبرزها ما نُسب إلى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وإلى بعض أئمتهم من النهي عن تعليم النساء سورة يوسف، بدعوى أنّها تثير الفتنة لما فيها من ذكر قصّة العشق. هذه الروايات التي علّق عليها المجلسي في روضة المتقين تكشف مدى ما دخل في تراث الشيعة من خرافات وأوهام لا يقرّها الشرع ولا العقل، إذ لا يُعقل أن يُمنع نصف المجتمع من قراءة سورة كاملة من كتاب الله المنزل للعظة والاعتبار.

         مقالات السقيفة ذات الصلة:

 قال محمد تقي المجلسي:

«ولا تعلّموهنّ سورة يوسف (عليه السلام)، فإنّ فيها حكاية العشق. وعلّموهنّ المغزل؛ أي الغزل أو عمله، والمغزل مثلثة الميم، ما يُغزل به، وأقل مراتبه التأسي بسيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام. و(سورة النور) فإنّ فيها حدّ الزنا وآيات الحجاب وما يناسبهنّ.

ولعلّ عدم تعليم سورة يوسف وتعليم سورة النور مختصّان بالعرب، وبمن يعرف معانيهما.

 ويؤيّده ما رواه الكليني في القوي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:

 لا تعلّموا نساءكم سورة يوسف ولا تقرئوهنّ إياها فإنّ فيها الفتن، وعلّموهنّ سورة النور فإنّ فيها المواعظ.

ورُوي في القوي، عن ابن القدّاح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يُركب سرج بفرج.

وفي القوي عن الحارث الأعور قال:

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تحملوا الفروج على السروج فتهيّجوهنّ للفجور، ولعلّ لمس السرج على الفرج مدخلاً عظيماً في ميلهنّ إلى الجماع، ويمكن أن لا يحصل الحلال فيطمعن في الحرام، أو لعلّة مخفيّة».

روضة المتقين – محمد تقي المجلسي – ج 8 ص 375 – 376.