يُعدّ موضوع قراءة القرآن الكريم في أماكن غير مألوفة كـ الحمام من المسائل الفقهية التي أثارت نقاشاً بين العلماء. فقد اهتم المحدّثون والفقهاء ببيان الحكم الشرعي في ذلك، ووردت عدة روايات عن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام توضّح حدود الجواز والضوابط. ومن أبرز ما تناوله العلماء في هذا الباب ما ورد في كتبهم المعتبرة مثل: روضة المتقين، الحدائق الناضرة، ومرآة العقول. وتكشف هذه النصوص عن شرطين أساسيين: الأول ستر العورة بارتداء الإزار، والثاني أن يكون المقصود من التلاوة طلب وجه الله تعالى لا مجرد تحسين الصوت أو التغني به.
«ولا بأس بقراءة القرآن في الحمام ما لم ترد به الصوت»؛ الظاهر أن المراد بالصوت هو الغناء بالترجيعات الكثيرة التي تُخرج القرآن عن القرآنية أو ما يُسمّى غناءً عُرفاً، أو ما لم يكن الغرض من قراءة القرآن إلا محض الصوت والتلذذ به كما يكون في الحمام غالباً، بل ينبغي أن يكون الغرض قُربه ورضاه تعالى
مقالات السقيفة ذات الصلة:
«إذا كان عليك مئزر» شرط آخر لقراءة القرآن، فإنّه إذا قرأ القرآن عرياناً توجّه الناس إليه ونظروا إلى عورته، أو لحرمة القرآن أيضاً.
«وقال عليّ بن يقطين إلخ» صحيح، ويدل على جواز قراءة القرآن في الحمام والجماع فيه.
روضة المتقين لمحمد تقي المجلسي، ج 1 ص 293.
وروى في الكافي في الصحيح عن علي بن يقطين قال: «قلت لأبي الحسن (عليه السلام): أقرأ القرآن في الحمام وأنكح؟ قال: لا بأس».
وعن محمد بن مسلم في الحسن قال: «سألت أبا جعفر (عليه السلام): أكان أمير المؤمنين (عليه السلام) ينهى عن قراءة القرآن في الحمام؟ فقال: لا، إنما نهى أن يقرأ الرجل وهو عريان، فأما إذا كان عليه إزار فلا بأس».
وعن الحلبي في الحسن عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لا بأس للرجل أن يقرأ القرآن في الحمام إذا كان يريد به وجه الله ولا يريد ينظر كيف صوته».
الحدائق الناضرة للبحراني، ج 5 ص 539.
30 - عنه، عن إسماعيل بن مهران، عن محمد بن أبي حمزة، عن علي بن يقطين قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): أقرأ القرآن في الحمام وأنكح؟ قال: لا بأس.
✦ الحديث الثلاثون: صحيح.
31 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن رِبعي بن عبد الله، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام): أكان أمير المؤمنين (عليه السلام) ينهى عن قراءة القرآن في الحمام؟ قال: لا، إنما نهى أن يقرأ الرجل وهو عريان، فأما إذا كان عليه إزار فلا بأس.
الحديث الحادي والثلاثون: حسن.
32 – علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا بأس للرجل أن يقرأ القرآن في الحمام إذا كان يريد به وجه الله ولا يريد ينظر كيف صوته.
الحديث الثاني والثلاثون: حسن.
مرآة العقول للمجلسي، ج 22 ص 405.