سماك بن حرب الكوفي من كبار التابعين وأحد الرواة المعروفين في طبقة المحدثين.
وقد وردت عنه روايات تتعلق بذهاب بصره ثم رده، مما أثار نقاشًا بين المحدثين في أسانيد تلك الأخبار، وخاصة في الرواية المنقولة عن طريق مؤمل بن إسماعيل، والتي يظهر فيها تردد المحدثين في توثيقه.
كما أن علي بن المديني رحمه الله نقل رواية أخرى أكثر ضبطًا عن سماك نفسه في قصة رد بصره. هذا المقال يتناول تلك الروايات بالنقل والتحقيق، مع عرض أقوال النقاد في الرواة، ليتضح للقارئ موقف أهل الحديث من هذه المسألة.
نص المقال:
روى مؤمل، عن حماد بن سلمة، عن سماك، قال:
ذهب بصري، فرأيت إبراهيم الخليل عليه السلام في النوم، فقلت: ذهب بصري. فقال: انزل إلى الفرات فاغمس رأسك وافتح عينيك، فإن الله يرد عليك بصرك. ففعلت ذلك، فرد الله علي بصري
من مقالات السقيفة:
حديث "اعرضوه على القرآن" بين التحريف والبطلان حديث «كتاب الله وسنتي» بين التشكيك الشيعي وتوثيق أهل العلم المقدمة |
ونقول: مؤمل بن إسماعيل هو رجل يهم، وقد خالف ما ورد عن ابن المديني. ننظر إلى ترجمته من سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رحمه الله تعالى:
قال أبو حاتم: "صدوق، شديد في السنة، كثير الخطأ".
وقال البخاري: "منكر الحديث".
وأما أبو داود فأثنى عليه وعظمه، ورفع من شأنه، ثم قال: "إلا أنه يهم في الشيء".
وقد خالف في ذلك ابن المديني رحمه الله تعالى، حيث ذكر في سير أعلام النبلاء للإمام محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي رحمه الله تعالى (ج 5، ص 245):
قال علي بن المديني: "له نحو مائتي حديث، وروى حماد بن سلمة عنه: أدركت ثمانين من أصحاب النبي ﷺ، وكان قد ذهب بصري، فدعوت الله تعالى، فرد علي بصري".