يُعَدّ علم الجرح والتعديل من أعظم العلوم التي تميّزت بها الأمة الإسلامية، إذ به يُعرف حال الرواة، ويُحكَم على الأخبار المنقولة بالصحة أو الضعف. ومن بين الرواة الذين كثر الكلام فيهم، واشتدّ النزاع حول مروياتهم، راوٍ عُرف في كتب التاريخ والحديث، وهو سيف بن عمر الضبي الأسيدي التميمي الكوفي. وقد أجمع جمهور العلماء على تضعيفه، بل اتهامه بالكذب والوضع، حتى صار مضرب المثل في ضعف الرواية. وفي هذا المقال نسلّط الضوء على أقوال الأئمة فيه، مع الإشارة إلى بعض المصادر التي نقلت هذه التقييمات، لنقف على حقيقة هذا الرجل ومنزلته في ميزان المحدثين.
مقالات السقيفة ذات صلة |
رواية: سماك بن حرب نزل إلى الفرات وأغمس رأسه فردّ بصره |
النص:
سيف بن عمر: الضبي الأسيدي التميمي الكوفي:
قال عنه الذهبي في ميزان الاعتدال (2/255):
"سيف بن عمر، مصنّف الفتوح والردة وغير ذلك. هو كالواقدي. يروي عن هشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر، وجابر الجعفي، وخلق كثير من المجهولين. كان إخباريًا عارفًا. قال عباس، عن يحيى: ضعيف. وروى مطين، عن يحيى: فِلْسٌ خير منه. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: متروك. وقال ابن حبان: اتُّهم بالزندقة. وقال ابن عدي: عامة حديثه منكر."
وقال عنه النسائي في الضعفاء والمتروكين (1/187) برقم: 256:
"سيف بن عمر الضبي: ضعيف."
وقال عنه آية الله السيد أبو القاسم الخوئي، المرجع الديني الشيعي، في كتابه معجم رجال الحديث (11/207):
"سيف بن عمر الوضاع الكذاب"