سورة التحريم من السور المدنية التي تناولت جانباً من الحياة الخاصة للنبي ﷺ وعلاقته بأزواجه أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، فجاءت لتضع ضوابط واضحة وتوجيهات ربانية تحفظ مقام النبوة وقدسية البيت النبوي. غير أن الشيعة الإمامية استغلوا هذه السورة، فأوردوا في تفاسيرهم ورواياتهم أخباراً موضوعة تطعن في عرض النبي ﷺ، وتتهم أمهات المؤمنين عائشة وحفصة رضي الله عنهما بالكفر والخيانة والتآمر على رسول الله ﷺ، بل وصل الأمر إلى اتهامهما بمحاولة تسميمه. وقد أوردت هذه الأكاذيب في كتبهم التفسيرية والحديثية، كـ "تفسير القمي"، و"تفسير الصافي"، و"بحار الأنوار"، مما يظهر بجلاء المنهج الذي اعتمدته عقيدتهم في الطعن في الصحابة وأهل بيت النبوة الأطهار، الذين أثنى الله عليهم في كتابه الكريم. ويهدف هذا المقال إلى إبراز تلك الروايات المكذوبة، وبيان مصادرها، وكشف تناقضها مع نصوص القرآن الكريم والسنة الصحيحة.

من مختارات السقيفة:

¨   شبهة أن ابن عمر كان يقول في الآذان حي على خير العمل

¨   موقف عمر سهم أهل البيت من الخمس

¨   نظرية الخُمس بين الفقيه والإمام الغائب

¨   روايات الشيعة التي تنقض عصمة النبي صلى الله عليه وسلم

¨   كل راية قبل القائم طاغوت

¨   من هم الشيعة الاثنا عشرية؟

¨   موقف أهل البيت من الصديق

¨   معنى الرجعة عند الامامية

 

 

سورة التحريم

مدنية، عدد آياتها اثنتا عشرة.

قال الله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ، وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ، قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ، وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ، وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ [التحريم: 1-2].

روايات الشيعة حول سبب النزول

أخرج تفسير القمي (ج2 ص375376) عن علي بن إبراهيم أنه قال:

كان سبب نزولها أخبرنا أحمد بن إدريس قال حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن سيار عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ﴾، قال اطلعت عائشة وحفصة على النبي صلى الله عليه وآله وهو مع مارية، فقال النبي صلى الله عليه وآله والله ما أقربها، فأمره الله أن يكفر يمينه.

 قال علي بن إبراهيم كان سبب نزولها أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان في بعض بيوت نسائه وكانت مارية القبطية تكون معه تخدمه وكان ذات يوم في بيت حفصة فذهبت، فدخلت مارية القبطية فواقعها النبي ﷺ، فغضبت حفصة وقالت: "يا رسول الله، في يومي وعلى فراشي!" فاستحيا النبي ﷺ وقال: "حرّمت مارية على نفسي، ولا أطؤها أبداً، وأنا أفضي إليك سراً، فإن أفشيته فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".

ثم قال لها: "إن أبا بكر يلي الخلافة بعدي، ثم أبوك"، فأفشت حفصة السر لعائشة، فأخبرت عائشة أباها، فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له إن عائشة أخبرتني عن حفصة بشيء ولا أثق بقولها فاسأل أنت حفصة، فجاء عمر إلى حفصة، فقال لها ما هذا الذي أخبرت عنك عائشة، فأنكرت ذلك قالت ما قلت لها من ذلك شيئا، فقال لها عمر إن كان هذا حقا فاخبرينا حتى نتقدم فيه، فقالت نعم قد قال رسول الله ذلك فاجتمع..... على أن يسموا رسول الله فنزل فانتشر الخبر حتى وصل إلى عمر، فاجتمعوا على مؤامرة ضد النبي ﷺ، فنزل قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ.

وأورد تفسير الصافي للفيض الكاشاني (ج5 ص194) رواية مشابهة، تذكر اطلاع حفصة وعائشة على النبي ﷺ مع مارية، وغضبهما مما حدث، فنزلت الآيات.

اتهام حفصة وعائشة بالكفر والتآمر

روى الحسين بن علوان والديلمي عن الصادق في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا﴾ [التحريم: 3] أنها حفصة، وأن قولها: "مَن أنبأك هذا؟" كفر.

قال الصادق (عليه السلام):

كفرت في قولها: "من أنبأك هذا" وقال الله فيها وفي أختها: ﴿إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾ أي زاغت، والزيغ: الكفر.

وجاء في بحار الأنوار للمجلسي (ج22 ص246، ج31 ص640641) أن حفصة أفشت سر النبي ﷺ لعائشة، فأخبرت أباها أبا بكر، فأخبر عمر، فاجتمعوا وتآمروا على رسول الله ﷺ حتى وصل الأمر بمحاولة تسميمه. فنزل قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ﴾ [التحريم: 7].

المصادر:

تفسير القمي، الجزء الثاني، ص375 376.

تفسير الصافي للفيض الكاشاني، الجزء الخامس، ص194.

بحار الأنوار للمجلسي، الجزء 22 ص246، الجزء 31 ص640 641.