حديث الغرانيق من أكثر الروايات إثارة للجدل في التاريخ الإسلامي، لما تضمنه من إلقاء الشيطان في تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم كما يزعم بعضهم، وقد تناقلته كتب التفسير والتاريخ بأوجه مختلفة. ومن بين من أورد هذا الحديث، الطبرسي في تفسيره مجمع البيان، أحد مفسري الفرقة الشيعية الضالة، حيث استدل به على تفسير آية من سورة النجم، وأبدى استحسانه لتأويله نقلاً عن الشريف المرتضى، مما يُعدّ دليلاً على قبوله للحديث أو على الأقل عدم إنكاره له صراحة.
|
نص المقال: |
روى الطبرسي في مجمع البيان عن ابن عباس وغيره: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما تلا سورة (والنجم)، وبلغ إلى قوله تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى﴾ [النجم: 19–20]، ألقى الشيطان في تلاوته: (تلك الغرانيق العُلى وإن شفاعتهنَّ لَتُرجى).
فَسُرَّ بذلك المشركون، فلما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم إلى السجدة سجد المسلمون، وسجد معهم المشركون لما سمعوا ذكر آلهتهم بما أعجبهم.
|
ثم قال الطبرسي: |
"فهذا الخبر إن صح محمول على أنه كان يتلو القرآن، فلما بلغ إلى هذا الموضع، وذكر أسماء آلهتهم، وقد علموا من عادته صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يعيبها، قال بعض الحاضرين من الكافرين: تلك الغرانيق العلى، فألقى ذلك في تلاوته توهّمًا أنه من القرآن، فأضافه الله سبحانه إلى الشيطان لأنه إنما حصل بإغوائه ووسوسته. وهذا أورده المرتضى، قدس الله روحه، في كتاب التنزيه، وهو قول الناصر للحق من أئمة الزيدية، وهو وجه حسن في تأويله."
(تفسير مجمع البيان للطبرسي، الجزء السابع، ص 162 – 163![روى الطبرسي في مجمع البيان عن ابن عباس وغيره: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما تلا سورة (والنجم)، وبلغ إلى قوله تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى﴾ [النجم: 19–20]، ألقى الشيطان في تلاوته: (تلك الغرانيق العُلى وإن شفاعتهنَّ لَتُرجى). فَسُرَّ بذلك المشركون، فلما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم إلى السجدة سجد المسلمون، وسجد معهم المشركون لما سمعوا ذكر آلهتهم بما أعجبهم. ثم قال الطبرسي: "فهذا الخبر إن صح محمول على أنه كان يتلو القرآن، فلما بلغ إلى هذا الموضع، وذكر أسماء آلهتهم، وقد علموا من عادته صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يعيبها، قال بعض الحاضرين من الكافرين: تلك الغرانيق العلى، فألقى ذلك في تلاوته توهّمًا أنه من القرآن، فأضافه الله سبحانه إلى الشيطان لأنه إنما حصل بإغوائه ووسوسته. وهذا أورده المرتضى، قدس الله روحه، في كتاب التنزيه، وهو قول الناصر للحق من أئمة الزيدية، وهو وجه حسن في تأويله." روى الطبرسي في مجمع البيان عن ابن عباس وغيره: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما تلا سورة (والنجم)، وبلغ إلى قوله تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى﴾ [النجم: 19–20]، ألقى الشيطان في تلاوته: (تلك الغرانيق العُلى وإن شفاعتهنَّ لَتُرجى). فَسُرَّ بذلك المشركون، فلما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم إلى السجدة سجد المسلمون، وسجد معهم المشركون لما سمعوا ذكر آلهتهم بما أعجبهم. ثم قال الطبرسي: "فهذا الخبر إن صح محمول على أنه كان يتلو القرآن، فلما بلغ إلى هذا الموضع، وذكر أسماء آلهتهم، وقد علموا من عادته صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يعيبها، قال بعض الحاضرين من الكافرين: تلك الغرانيق العلى، فألقى ذلك في تلاوته توهّمًا أنه من القرآن، فأضافه الله سبحانه إلى الشيطان لأنه إنما حصل بإغوائه ووسوسته. وهذا أورده المرتضى، قدس الله روحه، في كتاب التنزيه، وهو قول الناصر للحق من أئمة الزيدية، وهو وجه حسن في تأويله."](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiosP4hszCysMGJ71ofxFzVMMEVC6TDO4-OdQf5HoXt3eYzBcueOw9xj4oj5IiT3h_kygCUZhDWRXW63Oclxy2RXke1g38cNbP-b0CaojlsUifbn8a7DqKmkORO6YYiKuFjviDjHg-cNmW-1qaSERoSYMic9tKxOlzzMwahgMwZdZS-EMSzetN34OWZOhyU/w640-h290/%D8%B7%D8%A8%D8%B1%D8%B3%D9%8A.jpg)
|
استدلال الطبرسي بحديث الغرانيق شاهد على قبوله الحديث من أوجه: |
1) أن استشهاده بالحديث في تفسير الآية يدل على قبوله له.
2) لم يظهر من كلامه في تفسيره أي إنكار أو تضعيف لهذا الحديث.
3) استحسانه لتأويل الشريف المرتضى للحديث بقوله: "وهو وجه حسن في تأويله"، يدل على ميله لقبوله أو تصحيحه.
|
المصادر: |
♦ الطبرسي، تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن، الجزء السابع، ص 162–163.
♦ الشريف المرتضى، كتاب التنزيه.
♦ القرآن الكريم، سورة النجم، الآيات (19–20).