ندم عائشة بعد حرب الجمل من المصادر السنية
كثرت الأحاديث والروايات التي يروّجها الشيعة الروافض حول الصحابة الكرام، وخاصة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، في محاولات متكررة لتشويه سيرتها الطاهرة والنيل من مكانتها الرفيعة بين المسلمين. وكالعادة، يعتمدون في ذلك على روايات موضوعة وضعيفة السند، أو على نصوص صحيحة يُسيئون فهمها، لتخدم أغراضًا مذهبية وسياسية.
لكن الحقيقة الثابتة في كتب أهل السنة والجماعة أن عائشة رضي الله عنها كانت مؤمنة مجتهدة صادقة النية، خرجت يوم الجمل تطلب الإصلاح بين المسلمين بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولم تخرج لقتال، بل ندمت على ذلك أشد الندم، كما ثبت في كتب الحديث والتاريخ المعتمدة.
هذا المقال يقدّم توضيحًا علميًا موثّقًا لروايات ندم أم المؤمنين عائشة بعد وقعة الجمل، مع بيان ضعف الروايات الملفقة التي يستعملها أعداء الصحابة للطعن فيها، وإثبات مكانتها في الإسلام كما ورد في الصحيحين وأقوال العلماء الثقات.
ثبت عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قوله ان الندم توبة، قال الامام احمد:
"3568 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُقَرِّنٍ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "النَّدَمُ تَوْبَةٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ، وَقَالَ: مَرَّةً سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "النَّدَمُ تَوْبَةٌ"
فالتائب محبوب لله تعالى، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة:222].
|
بكاؤها عند قراءة هذه الآية من القرآن: |
أحمد بن حنبل - زهد - زهد عائشة:
◘ 920 - حدثنا: عبد الله، حدثنا: أبي، حدثنا: عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، حدثنا: من سمع عائشة تقرأ: وقرن في بيوتكن، فتبكي حتى تبل خمارها.
تفسير القرطبي - وقرن في بيوتكنّ ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى - الأحزاب:
◘ ذكر الثعلبي وغيره: أن عائشة (ر) كانت إذا قرأت هذه الآية تبكي حتى تبل خمارها، وذكر أن سودة قيل لها: لم لا تحجين ولا تعتمرين كما يفعل أخواتك ؟، فقالت: قد حججت واعتمرت، وأمرني الله أن أقر في بيتي، قال الراوي: فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت جنازتها رضوان الله عليها.
◘ قال إبن عطية: بكاء عائشة (ر): أنما كان بسبب سفرها أيام الجمل، وحينئذ قال لها عمار: إن الله: قد أمرك أن تقري في بيتك.
|
ثانيًا: ندمها الصريح على الخروج: |
في المستدرك (3/119):
مستدرك الحاكم - كتاب معرفة الصحابة (ر) - ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (ع):
◘ 4586 - حدثنا: الحسن بن يعقوب العدل، ثنا: محمد بن عبد الوهاب، ثنا: جعفر بن عون أبا إسماعيل بن أبي خالد، عن هشام، وقيس، عن عائشة قالت: وددت أني كنت ثكلت عشرة مثل الحارث بن هشام، وأني لم أسر مسيري مع إبن الزبير.
في المنتظم لابن الجوزي:
علي بن الجوزي - المنتظم في التاريخ:
◘ أخبرنا: أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا: أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا: أبو عبد الله محمد بن أحمد الدقاق قال: أخبرنا: أحمد بن عثمان الأدمي قال: حدثنا: محمد بن سويد قال: حدثنا: سفيان بن محمد المصيصي قال: حدثنا: يوسف بن إسباط قال: حدثنا: سفيان الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: ما ذكرت عائشة مسيرها قط إلاّ بكت حتى تبل خمارها، وتقول: ليتني كنت نسياً منسياً .
◘ أخبرنا: زاهر بن طاهر قال: أخبرنا: أحمد بن الحسين البيهقي قال: أخبرنا: أبو عبد الله الحاكم قال: أخبرني: ليث بن طاهر المنادي قال: أخبرنا: محمد ين يعقوب قال: حدثنا: محمد بن جعفر الرافعي قال: حدثنا: عبد الله بن خلاد قال: حدثنا: عبيد الله بن عمر الرقي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عائشة (ر): أنها كانت تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ولم أكن خرجت على علي (ر) كان أحب إلي: من أن يكون لي: من رسول الله (ص) عشرة كلهم مثل أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
إبن أبي شيبه - كتاب الجمل - كتاب الجمل وصفين والخوارج: حدثنا: يعلي بن عبيد، قال:، أخبرنا: إسماعيل بن أبي خالد، عن علي بن عمرو الثقفي، قال: قالت عائشة: لأن أكون جلست عن مسيري، كان أحب إلي: من أن يكون لي عشرة من رسول الله مثل ولد الحارث بن هشام.
في مصنف ابن أبي شيبة (15/280):
ابن أبي شيبه - كتاب الجمل - كتاب الجمل وصفين والخوارج 8/718:
◘ حدثنا: وكيع، عن جرير بن حازم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، قال: قالت عائشة: وددت أني كنت غصناً رطباً ولم أسر مسيري هذا.
حلية الأولياء - عائشة زوج الرسول صلى الله عليه وسلم.
1515 - قال: وحدثني: من، سمع عائشة (رضي الله عنها) تقرأ: وقرن في بيوتكن، فتبكي حتى تبل خمارها.
محمد بن سعد - الطبقات الكبرى - الجزء: (8) - رقم الصفحة: (81)
◘ أخبرنا: محمد بن عمر، حدثنا: سفيان الثوري، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير قال:، حدثني: من سمع عائشة (رضي الله عنها) إذا قرأت هذه الآية: وقرن في بيوتكن، بكت حتى تبل خمارها.
محمد بن سعد - الطبقات الكبرى - الجزء: (8) - رقم الصفحة: (74)
◘ أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا عيسى بن دينار قال سألت أبا جعفر عن عائشة فقال: استغفر الله لها أما علمت ما كانت تقول يا ليتني كنت شجرة يا ليتني كنت حجرا يا ليتني كنت مدرة؟ قلت: وما ذاك منها؟ قال: توبة.
◘ 67 - حدثنا: إسحاق بن إسماعيل، حدثنا: أبو معاوية، حدثنا: إسماعيل، عن قيس، قال: قالت عائشة (رضي الله عنها): لوددت أني كنت ثكلت عشرة كلهم مثل عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأني لم أسر مسيري الذي سرت.
ابن أبي الدنيا – المتمنين:
◘ 68 - حدثنا: إسحاق، حدثنا: يعلي بن عبيد، حدثنا: إسماعيل بن أبي خالد، عن علي بن عمرو الثقفي، قال: قالت عائشة (رضي الله عنها): لأن أكون جلست عن مسيري، أحب إلي: من أن يكون لي عشرة من رسول الله (ص)، مثل ولد الحارث بن هشام.
البيهقي - الاعتقاد - باب استخلاف أبي الحسن (ع):
[النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد]
◘ 359 - ثنا: الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان إملاءً، أنا: أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن علي الدقاق، أنا: عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن المديني، ثنا: إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، في مسنده، ثنا: عبدة بن سليمان، ثنا: سالم المرادي أبو العلاء، قال: سمعت الحسن، يقول:.... وروي أنها ما ذكرت مسيرها قط إلاّ بكت حتى تبل خمارها، وتقول: يا ليتني كنت نسياً منسياً.
في دلائل النبوة للبيهقي (6/ 411):
البيهقي - دلائل النبوة - جماع أبواب غزوة تبوك:
◘ 2713 - أخبرنا: محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا: الحسن بن يعقوب العدل، حدثنا: محمد بن عبد الوهاب العبدي، حدثنا: جعفر بن عون، أخبرنا: إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عائشة، قالت: وددت أني ثكلت عشرة مثل ولد الحارث بن هشام، وأني لم أسر مسيري الذي سرت.
الذهبي - سير أعلام النبلاء - الجزء: (2) - رقم الصفحة (177):
◘ الجمل، وما ظنت أن الأمر يبلغ ما بلغ، فعن عمارة بن عمير، عمن سمع عائشة: إذا قرأت: وقرن في بيوتكن، (الأحزاب: 33) بكت حتى تبل خمارها)
إسحاق بن راهويه - مسند إبن راهويه - الجزء: (2) - رقم الصفحة: (41)
◘ وكانت (ر) إذا قرأت الآية: وقرن في بيوتكن... (الأحزاب: 33) بكت حتى تبل دموعها خمارها.
◘ وجاء عن عائشة (ر): أنها قالت: إذا مر إبن عمر (ر) فأرونيه، فلما مر بها قيل لها هذا إبن عمر، فقالت: يا أبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسيري، قال: رأيت رجلاًًً قد غلب عليك يعني إبن الزبير، فكل هذه الروايات تدل على ندامة عائشة (ر) ندامة كاملة وحتى إعتبرت مسيرها حدثاًً في حياتها، وكانت من نيتها أولاًً أن تدفن في بيتها ثم إنصرفت، عن ذلك فقال: أني أحدثت فأوصت أن تدفن في البقيع (ر).
◘ وكذا كانت إذا قرأت الآية: وقرن في بيوتكن، بكت بكاء شديداًًً حتى تبل خمارها.
البلاذري - أنساب الأشراف - رقم الصفحة (266):
◘ 345 - حدثنا: محمد بن حاتم بن ميمون، وروح بن عبد المؤمن، قالا، حدثنا: عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى قال:، حدثني: من سمع عائشة تقرء: وقرن في بيوتكن، (الأحزاب: 33 ) فتبكي حتى تبل خمارها.
سعيد أيوب (شيعي) - زوجات النبي (ص) - رقم الصفحة (53):
◘ وعن عمارة بن عمير قال: كانت عائشة إذا قرأت هذه الآية: وقرن في بيوتكن، بكت حتى تبل خمارها.
◘ قال الامام ابن ابي شيبة: " 38973- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: قالَتْ عَائِشَةُ: وَدِدْت أَنِّي كُنْت غُصْنًا رَطْبًا وَلَمْ أَسِرْ مَسِيرِي هَذَا "
المصنف – عبد الله بن محمد ابن أبي شيبة - ج 15 ص 280:
وقال الامام البيهقي: "أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: وَدِدْتُ أني ثكلت عَشَرَةً مِثْلَ وَلَدِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَأَنِّي لَمْ أَسِرْ مَسِيرِيَ الَّذِي سِرْتُ."
دلائل النبوة – ابو بكر احمد بن الحسين البيهقي – ج 6 ص 411 – 412:
وقال العلامة أكرم ضيء العمري: " ولم تكن الحسرة على ما حدث تخص بعلي رضي الله عنه، فهذه عائشة رضي الله عنها تقول: " وددت أني كنت غصنا رطبا ولم أسر مسيري هذا ". وتقول: " وددت أني كنت قد ثكلت عشرة مثل الحارث بن هشام، وأني لم أسر مسيري مع ابن الزبير ".
عصر الخلافة الراشدة – اكرم ضياء العمري - ج 1 ص 459:
وقال الامام الذهبي: " إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ - وَكَانَتْ تُحَدِّثُ نَفْسَهَا أَنْ تُدْفَنَ فِي بَيْتِهَا - فَقَالَتْ: إِنِّي أَحْدَثْتُ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدَثاً، ادْفِنُوْنِي مَعَ أَزْوَاجِهِ.
فَدُفِنَتْ بِالبَقِيْعِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا -.
ثالثًا: شهادات العلماء على ندمها وتوبتها:
قُلْتُ: تَعْنِي بِالحَدَثِ: مَسِيْرَهَا يَوْمَ الجَمَلِ، فَإِنَّهَا نَدِمَتْ نَدَامَةً كُلِّيَّةً، وَتَابَتْ مِنْ ذَلِكَ، عَلَى أَنَّهَا مَا فَعَلَتْ ذَلِكَ إِلاَّ مُتَأَوِّلَةً، قَاصِدَةً لِلْخَيْرِ، كَمَا اجْتَهَدَ طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَالزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الكِبَارِ - رَضِيَ اللهُ عَنِ الجَمِيْعِ -.
رَوَى: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بنِ العَلاَءِ المَازِنِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيْقٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِذَا مَرَّ ابْنُ عُمَرَ، فَأَرُوْنِيْهِ.
فَلَمَّا مَرَّ بِهَا، قِيْلَ لَهَا: هَذَا ابْنُ عُمَرَ.
فَقَالَتْ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا مَنَعَكَ أَنْ تَنْهَانِي عَنْ مَسِيْرِي؟
قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلاً قَدْ غَلَبَ عَلَيْكِ -يَعْنِي: ابْنَ الزُّبَيْرِ "
سير أعلام النبلاء – محمد بن احمد الذهبي - ج 2 ص 193:
وقال الحافظ ابن عساكر: " كتب إلي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم أنبأ سهل بن بشر قالا أنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الطفال أنا القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله نا محمد بن عبدوس هو ابن كامل نا سليمان بن عمر الرقي نا إسماعيل بن علية عن أبي سفيان بن العلاء أخي أبي عمرو بن العلاء عن ابن أبي عتيق قال قالت عائشة لابن عمر ما منعك أن تنهاني عن مسيري قال رأيت رجلا قد استولى على أمرك وظننت أنك تخالفيه يعني ابن الزبير قالت أما أنك لو نهيتني ما خرجت "
تاريخ دمشق – علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر – ج 31 ص 110:
وقال شيخ الاسلام: " فَإِنَّ عَائِشَةَ لَمْ تُقَاتِلْ وَلَمْ تَخْرُجْ لِقِتَالٍ، وَإِنَّمَا خَرَجَتْ لِقَصْدِ الْإِصْلَاحِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، وَظَنَّتْ أَنَّ فِي خُرُوجِهَا مَصْلَحَةً لِلْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ تَبَيَّنَ لَهَا فِيمَا بَعْدُ أَنْ تَرْكَ الْخُرُوجِ كَانَ أَولَى، فَكَانَتْ إِذَا ذَكَرَتْ خُرُوجَهَا تَبْكِي حَتَّى تَبُلَّ خِمَارَهَا.
وَهَكَذَا عَامَّةُ السَّابِقِينَ نَدِمُوا عَلَى مَا دَخَلُوا فِيهِ مِنَ الْقِتَالِ، فَنَدِمَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - أَجْمَعِينَ، وَلَمْ يَكُنْ يَوْمَ الْجَمَلِ لِهَؤُلَاءِ قَصْدٌ فِي الِاقْتِتَالِ "
منهاج السنة النبوية – احمد بن عبد الحليم بن تيمية - ج 4 ص 170:
◘ ولقد ثبت عن علي رضي الله عنه وصف نفسه بأنه قد أحدث بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، قال الامام احمد: " 926 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَامَ عَلِيٌّ فَقَالَ: " خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَإِنَّا قَدْ أَحْدَثْنَا بَعْدَهُمْ أَحْدَاثًا يَقْضِي اللهُ تَعَالَى فِيهَا مَا شَاءَ"
◘ فهذا الاثر فيه ندم علي رضي الله عنه، ووصف فعله بالحدث، فلو كان قول الشخص اني احدثت حدثا يدل على الطعن به، فيلزم من هذا الطعن بعلي بن ابي طالب رضي الله عنه، وهذا باطل قطعا.
◘ وورد عن علي رضي الله عنه الندم على ما حدث في الجمل، كما نقل الامام ابن ابي شيبة حيث قال: " 38990- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ أبي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ الْخُزَاعِيُّ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: أَعْذِرْنِي عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّمَا مَنَعَنِي مِنْ يَوْمِ الْجَمَلِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَقَالَ الْحَسَنُ: لَقَدْ رَأَيْته حِينَ اشْتَدَّ الْقِتَالُ يَلُوذُ بِي وَيَقُولُ: يَا حَسَنُ، لَوَدِدْت أَنِّي مِتُّ قَبْلَ هَذَا بِعِشْرِينَ حِجَّةً " المصنف – عبد الله بن ابي شيبة – ج 15 ص 287
◘ وقال العلامة العمري: " قال الحسن بن علي يصور الحالة النفسية لعلي رضي الله عنه: " لقد رأيته حين اشتد القتال يلوذُ بي ويقول: يا حسن لودِدتُ أني مت قبل هذا بعشرين حجة- أو سنة- ".
◘ ولقد وردت الاثار بالشهادة لام المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالجنة، قال الامام ابن حبان: " ذِكْرُ خَبَرٍ ثَالِثٍ يُصَرِّحْ بِأَنَّ عَائِشَةَ تَكُونُ فِي الْجَنَّةِ زَوْجَةَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
◘ 7096 - أَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ الْمَاجِشُونِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَزْوَاجُكَ فِي الْجَنَّةِ قَالَ: "أَمَا إِنَّكِ مِنْهُنَّ" قَالَتْ فَخُيِّلَ إِلَيَّ أَنَّ ذَاكَ أَنَّهُ لم يتزوج بكرا غيري" صحيح ابن حبان – ابو حاتم محمد بن حبان البستي – ج 16 ص 8، وقال الشيخ شعيب الارناؤوط على الحديث في تحقيق صحيح ابن حبان – اسناده صحيح على شرط مسلم، وقال الامام الالباني في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان – صحيح – ج 10 ص 181، وذكره الامام الالباني في السلسلة الصحيحة ج 7 ص 12، واخرجه ابو عبد الله الحاكم في المستدرك ج 4 ص 14، وقال عنه - صحيح الاسناد ولم يخرجاه، ووافقه الامام الذهبي على التصحيح في التلخيص. وكذلك اخرجه ابو القاسم الطبراني في المعجم الكبير ج 23 ص 39.
◘ وقال الامام البخاري: " حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَرْيَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ الأَسَدِيُّ، قَالَ: لَمَّا سَارَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ إِلَى البَصْرَةِ، بَعَثَ عَلِيٌّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، فَقَدِمَا عَلَيْنَا الكُوفَةَ، فَصَعِدَا المِنْبَرَ، فَكَانَ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَوْقَ المِنْبَرِ فِي أَعْلاَهُ، وَقَامَ عَمَّارٌ أَسْفَلَ مِنَ الحَسَنِ، فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ، فَسَمِعْتُ عَمَّارًا، يَقُولُ: «إِنَّ عَائِشَةَ قَدْ سَارَتْ إِلَى البَصْرَةِ، وَوَاللَّهِ إِنَّهَا لَزَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ابْتَلاَكُمْ، لِيَعْلَمَ إِيَّاهُ تُطِيعُونَ أَمْ هِيَ» " صحيح البخاري - بَابُ الفِتْنَةِ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ البَحْرِ – ج 9 ص 55
◘ وقال الامام احمد: " 1647 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَرِيبِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: رَأَى عَمَّارٌ يَوْمَ الْجَمَلِ جَمَاعَةً، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: رَجُلٌ يَسُبُّ عَائِشَةَ وَيَقَعُ فِيهَا، قَالَ: فَمَشَى إِلَيْهِ عَمَّارٌ، فَقَالَ: «اسْكُتْ مَقْبُوحًا مَنْبُوحًا، أَتَقَعُ فِي حَبِيبَةِ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّهَا لَزَوْجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ».
◘ وقال ابو جعفر البختري: " 49 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السَّيْلَحِينِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ أن عمارا رضي الله عنه سمع رجلاً يقع في عائشة، فقال: اسكت مقبوحا منبوحا، فَأَشْهَدُ أَنَّهَا زَوْجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَنَّةِ " مجموع فيه مصنفات أبي جعفر ابن البختري - أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري - ج 1 ص 133.