الإمامة من وجهة نظر أهل السنة
رؤية ابن حجر في الإمامة:
يرى الإمام ابن حجر الهيتمي في سياق عرضه لمفهوم الإمامة من منظور أهل السنة أن الإمامة تُثبت بعدة طرق: إما بالنصّ من إمام سابق يُعيّن فيه من يخلفه، أو بعقد أهل الحل والعقد لمن يرونه أهلًا لذلك، أو بطرق أخرى وردت في كتب الفقهاء.
هل هناك شروط للإمامة:
ويؤكد أنه لا يُشترط في الإمام أن يكون الأفضل بين الناس، بل يجوز تقديم من هو أقل فضلًا إن كان أقدر على إدارة شؤون الأمة، كما اتفقت الأمة بعد الخلفاء الراشدين على إمامة بعض من قريش رغم وجود من هو أفضل منهم. ويستدل على ذلك باختيار عمر بن الخطاب لستة من الصحابة ليكون الخليفة منهم، وكان فيهم عثمان وعلي رضي الله عنهما وهما أفضل أهل زمانهم، ومع ذلك لم يُعيّن عمر أحدهما مباشرة، مما يدل على أن الأفضلية ليست شرطًا لازمًا في التقديم.
بعض معتقدات الشيعة في الإمامة:
كما يُفنّد ابن حجر بعض معتقدات الشيعة، مثل اشتراط العصمة في الإمام أو كونه هاشميًا أو أن تظهر على يديه معجزات تثبت صدقه، ويصف هذه الأقوال بأنها خرافات وجهالات. ويُبيّن أن العصمة ليست شرطًا في الإمامة، لأن غير المعصوم قد يُحفَظ من المعاصي أو يتوب توبة نصوحًا فلا يُعدّ ظالمًا، والآية ﴿لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ لا تشمل من هذا حاله.
ويؤكد أن هذه التأويلات الباطلة لدى بعض الفرق، كادعائهم بأن غير المعصوم لا يصح أن يكون إمامًا، إنما هدفها الطعن في خلافة غير علي بن أبي طالب، ويعدّ هذا عنادًا وضلالًا، ويختم بالدعاء بالسلامة من الفتن.