مقدمة

من المسائل العقدية الخطيرة التي أثارت جدلاً واسعًا بين أهل السنة وبعض طوائف الشيعة، مسألة "تحريف القرآن". وقد حاول العديد من علماء الشيعة المتأخرين نفي هذه العقيدة عن مذهبهم، لكن أقوال السابقين منهم، بل وبعض المعاصرين، تكشف عن إيمانهم بتحريف وقع في النص القرآني، لا سيما ما يتعلق بإسقاط ذكر "آل محمد" و"بني هاشم" من آيات كثيرة.

اخترنا لكم أهم مقالات السقيفة:

تحريف الشيعة لمعاني القرآن بتأويلات باطنية تخدم عقيدة الولاية

القول بتحريف القرآن عند الشيعة الإمامية

طعن الشيعة في السنة النبوية وموقفهم من الصحابة

طعن الشيعة في القرآن الكريم

 

أقوال بعض المعاصرين من علماء الشيعة القائلين بالتحريف

1- الخوئي ومحاولة الإنكار التي تكشف الإقرار:

قال الخوئي، رغم إنكاره الظاهري لمسألة التحريف:

"إلا أن كثرة الروايات تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين، ولا أقل من الاطمئنان بذلك، وفيها ما روي بطريق معتبر" (البيان في تفسير القرآن، ص226).

وهذا تصريح واضح بأن لديه اطمئنانًا بصحة بعض روايات التحريف.

2-الخميني والتصريح بتحريف الصحابة للقرآن:

قال الخميني:

"ولعلَّ القرآن الذي جمعه - أي: علي عليه السلام - وأراد تبليغه إلى الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو القرآن الكريم مع جميع الخصوصيات الدخيلة في فهمه، المضبوطة عنده بتعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم... وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن بلغ الأحكام حتى أرش الخدش، لكن من لم يفت منه شيء هو أمير المؤمنين، في حين فات من القوم كثير منها لقلة اهتمامهم بذلك." (كشف الأسرار: 114)

وقال صراحة:

"إن الصحابة الذين لم يكن يهمهم إلا الدنيا والحكم قد سهل عليهم إخراج تلك الآيات من كتاب الله - أي الدالة على خلافة علي - وكذلك تحريف الكتاب السماوي... إن تهمة التحريف التي يوجهونها إلى اليهود والنصارى إنما هي ثابتة عليهم." (المصدر نفسه)

3-دعاء صنمي قريش ودلالته:

الخميني والخوئي يوثقان دعاء صنمي قريش، المليء بالاتهامات الصريحة للصحابة وتحريف القرآن، ما يدل على إيمانهم الضمني بمضامينه.

 

نماذج من آيات ادُعي حذف "آل محمد" و"بني هاشم" منها حذف "بني هاشم:

عن الصادق:

"ولو نشاء لجعلنا من بني هاشم ملائكة في الأرض يخلفون... فقال الراوي: ليس في القرآن بني هاشم؟ فقال أبو عبد الله: محيت والله فيما محي." (البرهان: 4/151)

حذف "آل محمد:

عن الأمير عليه السلام:

"سلام على يس... لعلمه بأنهم يسقطون قول الله: سلام على آل محمد، كما أسقطوا غيره." (الاحتجاج: 253، البحار: 92/46)

عن الباقر:

"نزل جبرئيل بهذه الآية: فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم..." (البرهان: 4/34)

عن الصادق:

"إن الله اصطفى آدم ونوحاً... وآل محمد على العالمين، هكذا نزلت... فمحوها وتركوا آل إبراهيم." (الكافي: 1/424، البرهان: 1/104)

عن أمير المؤمنين:

"ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون لآل محمد، فحذفوا آل محمد." (القمي: 1/108)

عن الصادق:

"نزلت: إن الذين ظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم." (البرهان: 1/428)

عنه أيضًا:

"يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم في آل محمد..." (تأويل الآيات: 1/290)

عنه:

"ولا يزيد الظالمين آل محمد حقهم إلا خساراً." (البرهان: 3/44)

عنه:

"وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلماً لآل محمد، كذا نزلت." (البرهان: 3/156)

عن الباقر:

"وقال الظالمون لآل محمد حقهم: إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً." (تفسير فرات: 1/291)

عن الصادق:

"وسيَعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون، هكذا والله نزلت." (البرهان: 4/143)

عن الباقر:

"ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم آل محمد حقهم أنكم في العذاب مشتركون." (الصافي: 4/392)

 

خاتمة:

تكشف هذه النصوص بما لا يدع مجالًا للشك أن عقيدة تحريف القرآن كانت، ولا تزال، حاضرة في تراث كثير من علماء الشيعة. وقد حاول بعض المتأخرين منهم إنكارها أو التخفيف من وقعها، إلا أن تواتر الروايات، وتوثيق أعلامهم لها، بل تصريح بعض المعاصرين بالإيمان بها، يدل على عمق التجذر لهذا الاعتقاد. وتبقى هذه المسألة شاهدًا على خطر التأويل الباطني ومخالفة ظاهر النصوص، ومثارًا دائمًا لضرورة الرجوع إلى القرآن الكريم كما أنزله الله، دون زيادة أو نقصان.

 

المصادر:

 البيان في تفسير القرآن (الخوئي)

 كشف الأسرار (الخميني)

 دعاء صنمي قريش

 الكافي (الكليني)

 البرهان في تفسير القرآن (البحراني)

 الصافي في تفسير القرآن (الكاشاني)

 تأويل الآيات (شرف الدين الاسترآبادي)

 تفسير القمي

 تفسير فرات الكوفي

 نور الثقلين

 فصل الخطاب (النوري الطبرسي)

 البحار (المجلسي)

 جوامع الجامع، أمالي الشيخ، التبيان، مجمع البيان، المناقب، كنز الفوائد، محجة  العلماء، وغيرها من مصادر الشيعة المعتمدة.