نماذج من أقوال بعض المعاصرين القائلين بتحريف القرآن:

من المثير للدهشة أن عدد القائلين بتحريف القرآن في الفكر الشيعي في ازدياد، إذ لم يتمكن المتأخرون منهم من إخفاء هذه العقيدة رغم حرصهم على التقية.

فعلى سبيل المثال، نلاحظ أن الخوئي، رغم محاولته نفي هذه العقيدة، قد اعترف بها ضمنيًا حينما واجه الكم الهائل من روايات التحريف في كتب الشيعة، فقال: "إلا أن كثرة الروايات تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين، ولا أقل من الاطمئنان بذلك، وفيها ما روي بطريق معتبر" (البيان في تفسير القرآن: 226).

اخترنا لكم أهم مقالات السقيفة:

تحريف الشيعة لمعاني القرآن بتأويلات باطنية تخدم عقيدة الولاية

القول بتحريف القرآن عند الشيعة الإمامية

طعن الشيعة في السنة النبوية وموقفهم من الصحابة

طعن الشيعة في القرآن الكريم

أما الخميني، فقد أشار صراحة إلى أن القرآن الذي جمعه الإمام علي عليه السلام بعد وفاة النبي كان يتضمن خصائص وتفسيرات لم يتم نقلها لعامة المسلمين، حيث قال: "ولعلَّ القرآن الذي جمعه علي عليه السلام وأراد تبليغه إلى الناس هو القرآن الكريم مع جميع الخصوصيات الدخيلة في فهمه، المضبوطة عنده بتعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وأكد أن ما فات الناس من أحكام لم يفته هو، لأن القوم لم يهتموا بجمعها كما فعل علي عليه السلام ([كشف الأستار: 114]).

وفي موضع آخر، يصرح الخميني بأن الصحابة أخرجوا آيات من القرآن دالة على خلافة علي، حيث قال:

"الذين لم يكن يهمهم إلا الدنيا والحكم، قد سهل عليهم إخراج تلك الآيات من كتاب الله، وتحريف الكتاب السماوي... إن تهمة التحريف التي يوجهونها إلى اليهود والنصارى إنما هي ثابتة عليهم" ([البيان: 198، 199، 247، 257]).

كما أن الخميني والخوئي يعدّان من الموثقين لدعاء صنمي قريش، وهو الدعاء الذي يتضمن عبارات تشير إلى وقوع التحريف في القرآن.

وإن كنا لا نهدف في هذا الموضع إلى تناول المسألة تفصيليًا، فإن غرضنا من عرض هذه الأقوال هو بيان الأسباب التي دفعتهم للاعتقاد بالتحريف. علمًا أننا قمنا بجمع مئات الروايات والنصوص من كتب القوم، وهي صالحة لتأليف كتاب مستقل، نسأل الله أن ييسّر له الخروج للنور.

 

نماذج من الآيات التي زُعم حذف كلمة "بني هاشم" أو "آل محمد" منها:

فيما يلي بعض النماذج من الآيات التي ادعى بعض الشيعة حذف كلمات منها تتعلق بـ"بني هاشم" و"آل محمد"، وهي روايات واردة في مصادرهم:

عن الصادق في تفسير قوله تعالى: ﴿ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون﴾ قال: "من بني هاشم"، فلما قيل له إنها غير موجودة في النص، قال: "محيت والله فيما محي" ([البرهان: 4/151]، [فصل الخطاب: 328]).

في تفسير قوله: ﴿سلام على يس﴾، قال الأمير عليه السلام: "إنهم أسقطوا قول الله: سلام على آل محمد، كما أسقطوا غيره" ([الاحتجاج: 253]، [البحار: 92/46]، [البرهان: 4/34]).

عن الباقر: "نزل جبرئيل بهذه الآية: ﴿فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم قولاً غير الذي قيل لهم﴾، فأنزل الله الرجز عليهم" ([الكافي: 1/424]، [الصافي: 1/136]، [البرهان: 1/104]).

عن الصادق: ﴿إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين﴾، وقال إنها هكذا نزلت، إلا أنهم حذفوا "آل محمد".

في قوله تعالى: ﴿ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون﴾، قال الإمام: "ظالمون لآل محمد، فحذفوا آل محمد" ([القمي: 1/108]، [البرهان: 1/277]).

﴿إن الذين ظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم﴾ ([البحار: 93/27]).

﴿يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم في آل محمد وأنتم تعلمون﴾ ([فصل الخطاب: 270]).

﴿ولا يزيد الظالمين آل محمد حقهم إلا خساراً﴾ ([كنز الفوائد: 140]، [الصافي: 3/213]).

﴿وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلماً لآل محمد﴾ ([البرهان: 3/156]).

﴿وقال الظالمون لآل محمد حقهم إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً﴾ ([الصافي: 4/57]، [البرهان: 3/194]).

﴿وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون﴾ ([البيان: 233]، [البرهان: 3/44]).

﴿ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم آل محمد حقهم أنكم في العذاب مشتركون﴾ ([البرهان: 4/143]، [فصل الخطاب: 328]).

وهذه النماذج تمثل غيضًا من فيض مما هو مدوَّن في كتبهم، حيث جمع المؤلفون مئات من هذه الروايات والنقول التي تؤكد زعمهم بوقوع التحريف.

 

أهم المصادر المذكورة:

البيان في تفسير القرآن.

الكافي.

الصافي.

البرهان.

البحار.

تأويل الآيات.

فصل الخطاب.

كشف الأستار.

كنز الفوائد.

نور الثقلين.

تفسير فرات.

جوامع الجامع.

أمالي الشيخ.

الاحتجاج.

القمي.

العياشي.

 

ملاحظة:

المقال يعكس عرضًا نقديًا للروايات الشيعية حول التحريف ويستند إلى مصادرهم. وهو يُكتب ليكون مرجعًا موثوقًا للباحثين والمهتمين بقضية تحريف القرآن في الفكر الشيعي.