عقيدة الرجعة عند الرافضة وموقف علماء الشيعة
بعد أن اتضح من النقول السابقة أن عقيدة الرجعة اخترعها عبد الله بن سبأ وتبعه عليها أتباعه السبئية، تجدر الإشارة إلى اعترافات علماء الشيعة بعقيدة الرجعة.
- أهم المقالات في موقع السقيفة:
شخصيةعبد الله بن سبأ: حقيقة مثبتة في كتب الشيعة وتناقضات من ينكرها
عبدالله بن سبأ: ونشاة فرق الغلاة والمتطرفين
دحض شبهة اعتراف علماء أهل السنة بولادة المهدي المنتظر (1)
اعترافات علماء الشيعة بعقيدة الرجعة:
"النوبختي:
" [12] من أعلام الشيعة في القرن الثالث الهجري، ذكر وهو يتحدث عن السبئية ومؤسسها أنهم قالوا: "إن عليًا لم يُقتل ولم يمت ولا يُقتل ولا يموت حتى يسوق العرب بعصاه ويملأ الأرض عدلًا وقسطًا كما ملئت ظلمًا وجورًا وهي أول فرقة قالت في الإسلام بالوقف [13] بعد النبي صلى الله عليه وسلم وأول من قال بالغلو، وهذه الفرقة تسمى 'السبئية' أصحاب عبد الله بن سبأ..." [14].
وقال أيضًا: "ولما بلغ عبد الله بن سبأ نعي عليٍّ بالمدائن، قال للذي نعاه: كذبتَ لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة وأقمت على قتله سبعين عدلًا لعلمنا أنه لم يمت ولم يُقتل ولا يموت حتى يملك الأرض" [15].
"الأشعري القمي الرافضي:
" [16] نص على ذلك أيضًا [17].
"ابن أبي الحديد:
" [18] شارح نهج البلاغة، قال في تقرير ذلك: "فلما قُتل أمير المؤمنين عليه السلام أظهر ابن سبأ مقالته، وصارت له طائفة وفرقة يصدقونه ويتبعونه، وقال لما بلغه قتل علي: والله لو جئتمونا بدماغه في سبعين صرّة لعلمنا أنه لم يمت، ولا يموت حتى يسوق العرب بعصاه، فلما بلغ ابن عباس ذلك قال: لو علمنا أنه يرجع لما تزوجنا نساءه ولا قسمنا ميراثه" [19].
هذه الأقوال من علماء الشيعة أنفسهم تؤكد أن مؤسس فكرة الرجعة هو عبد الله بن سبأ اليهودي الماكر.
فبم يحكم المنصفون من الشيعة على هذه الفكرة؟!
يُلاحظ مما تقدم أن ابن سبأ كان يقصر فكرة الرجعة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، بينما أتباعه السبئية هم الذين قالوا برجعة غيرهما من الأموات دون تحديد. وقد تلقف هذه المقالة جابر الجعفي في أوائل المائة الثانية ونشرها، إلى أن جاء القرن الثالث الهجري، فقرر أهل المائة الثالثة من الروافض رجعة الأئمة وشيعتهم وأعدائهم، تسلية لقلوبهم بهذا الخيال الفاسد.
بعد هذا الاستعراض الموجز لهذه المقالة ومن أحدثها، نود أن نوضح كيف تم صب هذه الفكرة في قالب عقيدة شيعية رافضية على ألسنة الأئمة بغيًا وعدوانًا، وكيف حرّف هؤلاء الزنادقة لأجلها العديد من الآيات القرآنية، وكيف طوروها حتى صارت أصلًا من أصول مذهبهم، بل ضرورة من ضرورياته... حيث فاقوا بذلك عبد الله بن سبأ مؤسس الفكرة.
كل ذلك سيأتي الحديث عنه في المبحث القادم، وسيرتكز الحديث عن النقاط التالية:
♦ مفهوم عقيدة الرجعة عند الرافضة، وأصناف الراجعين عندهم.
♦ أهداف هذه العقيدة ومقاصدها عندهم.
♦ منزلة هذه العقيدة في دينهم.
♦ أدلتهم وشبهاتهم على إثبات هذه العقيدة.
♦ موقف علماء الحنفية من هذه العقيدة الفاسدة.
المصادر والمراجع
[1] العهد القديم والعهد الجديد، ص 1021 (الإصحاح السادس والعشرون، فقرة: 19)، وص 1072 (الإصحاح السادس والستين، فقرات: 12/14). وللاستزادة: بذل المجهود في إثبات مشابهة الرافضة باليهود، 1/276.
[2] معجم البلدان، 5/137، وألف مدينة إسلامية، ص 506.
[3] تاريخ الطبري، 2/647.
[4] مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، ص 18.
[5] الإمام الفقيه الأصولي أبو المظفر شهفور بن طاهر بن محمد الإسفراييني ثم الطوسي الشافعي، صاحب (التبصير في الدين)، كان أحد الأعلام، توفي بطوس في سنة (471هـ). انظر: سير أعلام النبلاء، 18/401، ومعجم المؤلفين، 4/310.
[6] التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين، ص 103-104.
[7] أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أحمد الشهرستاني، شيخ أهل الكلام والحكمة، وصاحب التصانيف التي منها: الملل والنحل، ونهاية الإقدام في علم الكلام، برع في الفقه الشافعي، وقرأ الأصول، ومات في شعبان سنة (548هـ). انظر: سير أعلام النبلاء، 20/286، ووفيات الأعيان، 4/273، والأعلام، 3/179.
[8] الملل والنحل، ص 74.
[9] البداية والنهاية، 7/162.
[10] شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني الدمشقي الحنبلي، ولد سنة 661هـ وتوفي سنة 728هـ. من أبرز علماء المسلمين في التاريخ الإسلامي.
[11] منهاج السنة النبوية، 2/510.
[12] أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي، من كبار متكلمي الشيعة الإمامية في القرن الثالث الهجري، توفي سنة 310هـ.
[13] الوقف: أي وقف الخلافة على علي رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
[14] فرق الشيعة، ص 40.
[15] المرجع السابق.
[16] سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي، من كبار محدثي الشيعة الإمامية في القرن الثالث الهجري، توفي سنة 301هـ.
[17] المقالات والفرق، ص 21.
[18] عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن محمد بن أبي الحديد المدائني، معتزلي، أديب، مؤرخ، من أئمة اللغة والأدب، ولد سنة 586هـ وتوفي سنة 656هـ.
[19] شرح نهج البلاغة، 5/7.