"تفصيل الشبهة":

تعتمد هذه الشبهة على عدة حجج، منها:

"عدم ذكر ابن سبأ في بعض المصادر التاريخية المبكرة":

يرى المنكرون أن غياب ذكر عبد الله بن سبأ في بعض كتب التاريخ القديمة، مثل كتاب البلاذري، يدل على عدم وجوده، وأنه شخصية مختلقة.

  "اتهام سيف بن عمر التميمي باختلاق الشخصية":

 يزعم بعض الباحثين، وخاصة مرتضى العسكري وعبد الله فياض، أن سيف بن عمر التميمي هو من اخترع قصة عبد الله بن سبأ لأسباب سياسية أو دينية، وأن الروايات التي تذكره كلها تعود إليه.

شخصيةعبد الله بن سبأ: حقيقة مثبتة في كتب الشيعة وتناقضات من ينكرها

عبدالله بن سبأ: ونشاة فرق الغلاة والمتطرفين

أقوال العلماء والمؤرخين في عبد الله بن سبأ

  "اعتبار قصته أقرب إلى الخرافات":

 يرى البعض، مثل محمد كامل حسين، أن قصة ابن سبأ لا تعدو كونها خرافة لا تستند إلى دليل.

"القول بأن ابن سبأ هو عمار بن ياسر":

 ذهب علي الوردي وكامل الشيبي إلى أن شخصية ابن سبأ ما هي إلا رمز لعمار بن ياسر، وأن قصة ابن سبأ اختلقتها قريش لتشويه صورة عمار.

"الرد المفصل على الشبهة":

"عدم الذكر لا يعني العدم":

 إن غياب ذكر شخصية أو حدث في بعض المصادر التاريخية لا يعني بالضرورة عدم وجودها. فالمؤرخون يختلفون في مناهجهم واهتماماتهم، وقد يذكر أحدهم ما لا يذكره الآخر. والأهم من ذلك أن العديد من المصادر التاريخية الموثوقة، من السنة والشيعة على حد سواء، قد ذكرت عبد الله بن سبأ ودوره، مما يؤكد وجوده.

"تعدد طرق الروايات عن ابن سبأ":

 دعوى اختلاق سيف بن عمر لشخصية ابن سبأ غير صحيحة، حيث توجد العديد من الروايات التي تثبت وجوده من غير طريق سيف بن عمر. وقد ذكر المقال السابق أمثلة على هذه الروايات من أبي نعيم الأصبهاني، والبخاري، وابن أبي الدنيا. هذا التعدد في طرق الرواية يقوي من صحة وجود الشخصية ويدحض دعوى الاختلاق.

"تواتر ذكر ابن سبأ في كتب السنة والشيعة":

 لقد تواتر ذكر عبد الله بن سبأ في كتب السنة والشيعة القديمة والحديثة. واتفق القدماء من علماء الفريقين على اعتباره حقيقة واقعية وشخصية تاريخية. وهذا التواتر يجعل من الصعب إنكار وجوده.

"الفرق الواضح بين ابن سبأ وعمار بن ياسر":

 القول بأن ابن سبأ هو عمار بن ياسر هو رأي يرده العقل والنقل والتاريخ.

فالعقائد التي نُسبت لابن سبأ (مثل الغلو في علي وتأليهه) لا يمكن أن تلصق بعمار بن ياسر رضي الله عنه، وهو من كبار الصحابة المعروفين بصدقهم وإيمانهم. كما أن كتب الجرح والتعديل والرجال الموثقة عند السنة والشيعة تفرق بوضوح بين ترجمة عمار بن ياسر وعبد الله بن سبأ، وتذكر ابن سبأ باللعنة بينما تمدح عمارًا.

هذا التمييز الواضح بين الشخصيتين في المصادر المعتمدة ينفي تمامًا كونهما شخصًا واحدًا.