الكتاب: التَّقِيَّةُ أَسَاسُ دِينِ الشِّيعَةِ الإِمَامِيَّةِ (بحث محكم)
الكاتب: الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
الطبعة: 1442 هـ
الصفحات: 59
النبذة:
يقدم الدكتور عرفة بن طنطاوي في هذا البحث المحكّم دراسة نقدية عميقة لمفهوم "التقيّة" عند الشيعة الإمامية الاثني عشرية، معتبرًا إياه ليس مجرد مفهوم فرعي، بل هو الأساس الذي بُني عليه دينهم وعقيدتهم. يهدف الكتاب إلى كشف حقيقة هذا المفهوم، وبيان أبعاده، وتوضيح الفروقات الجوهرية بينه وبين ما قد يشتبه به من مفاهيم إسلامية كالمداراة، وذلك بهدف تحذير المسلمين مما يصفه الكاتب بخطر العقيدة الشيعية القائمة على "النفاق والكذب".
منهجية الكتاب وهيكله:
يتبع الكاتب المنهج الوصفي التحليلي، حيث يقوم بعرض المفهوم وتعريفه لغةً واصطلاحًا، ثم يحلل أبعاده وتطبيقاته عند كل من أهل السنة والشيعة، معتمدًا على نصوص ومصادر أساسية من كلا الطرفين، ليختتم بمقارنة ونقد وتوضيح للفروق الجوهرية.
ينقسم البحث إلى فصلين رئيسيين، يسبقهما تمهيد وملخص، وتليهما خاتمة جامعة.
الفصل الأول:
تعريف التقية وبيان مفهومها في هذا الفصل، يؤسس الكاتب الإطار النظري لبحثه. يبدأ بتعريف "التقية" في اللغة، موضحًا أنها تدور حول معاني الحذر والوقاية والحيطة. ثم ينتقل إلى تعريفها في الاصطلاح عند علماء أهل السنة، حيث يوضح أنها رخصة شرعية محددة بضوابط صارمة، تُباح عند الضرورة القصوى للخوف على النفس أو العرض أو المال من ضرر محقق، وتكون في الأقوال دون الأفعال، مع بقاء القلب مطمئنًا بالإيمان. ويؤكد الكاتب أن علماء أهل السنة يعتبرونها رخصة وليست عزيمة، وأن تركها والصبر على الأذى في سبيل الله أفضل وأعظم أجرًا.
في المقابل، يعرض الكاتب مفهوم التقية عند الشيعة الإمامية، مستشهدًا بمصادرهم المعتمدة كـ"الكافي" للكليني. يوضح أن التقية لديهم ليست مجرد رخصة، بل هي أصل من أصول الدين، وواجب من واجباته، وأن "لا إيمان لمن لا تقية له". ويذهب إلى أبعد من ذلك، فيبين أن التقية عند الشيعة لا تقتصر على حالة الخوف، بل هي منهج حياة دائم في التعامل مع المخالفين (وهم أهل السنة في منظورهم)، وتُستخدم لإخفاء حقيقة معتقدهم ونشر دعوتهم.
الفصل الثاني:
التقية عند الرافضة وتطبيقاتها يتعمق هذا الفصل في مكانة التقية في الفكر الشيعي، ويصفها الكاتب بأنها "النفاق بعينه". يستعرض نصوصًا من كتبهم ترفع من شأن التقية إلى درجة أنها "تسعة أعشار الدين"، وأن تاركها كتارك الصلاة. كما يوضح الكاتب غلو الشيعة في هذا المبدأ لدرجة أنهم ينسبون ممارستها للأنبياء والرسل زورًا وبهتانًا، لتبرير سلوكهم.
من أهم النقاط التي يثيرها الكاتب:
هو استعمال الشيعة للتقية بشكل خاص مع أهل السنة. فهم يعتبرون أهل السنة كفارًا، ودولتهم "دولة الباطل"، وبالتالي تجوز معاشرتهم بالتقية، أي بإظهار الموافقة والمحبة في الظاهر، مع إبطان العداوة والبغض والكفر بهم في الباطن.
ولكي لا يختلط المفهوم على القارئ، يخصص الكاتب مبحثين مهمين للتمييز بين التقية الشيعية وبين مفهومي المداراة والمداهنة:
المداراة:
يوضح أنها من الأخلاق الإسلامية الرفيعة، وتعني الرفق بالناس ولين الجانب معهم لكسب قلوبهم أو دفع شرهم، وهي بذل للدنيا من أجل صلاح الدين أو الدنيا، وهي محمودة.
المداهنة:
يوضح أنها خلق مذموم، وتعني السكوت عن المنكر ومجاملة أهل الباطل على باطلهم، وهي بذل للدين من أجل صلاح الدنيا، وهي محرمة.
من خلال هذه المقارنة، يخلص الكاتب إلى أن "التقية" الشيعية أقرب إلى المداهنة المحرمة منها إلى المداراة المشروعة، بل هي أسوأ، لأنها تقوم على الكذب والنفاق كعبادة يتقربون بها إلى الله.
خلاصة ورؤية الكاتب:
يختتم الكاتب بحثه بالتأكيد على أن دين الشيعة الإمامية قائم على أساس من النفاق والكذب والغلو، وأن "التقية" هي القناع الذي يخفون به هذه الحقائق. ويرى أن أي دعوة للتقريب بين السنة والشيعة هي دعوة باطلة، لأن الخلاف ليس في الفروع، بل في أصول العقيدة التي لا يمكن التوفيق بينها.