إلى عقلاء الشيعة:

 هل من المنطقي أن تصدقوا من يقول إن عليًا يعلم ما كان وما يكون، بينما تروون في كتبكم أنه كان يجهل بعض الأحكام الفقهية الواضحة؟!

يزعم بعض الشيعة الإمامية أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يعلم الغيب، بل يعلم ما كان وما يكون، ويستدلون بذلك على ما يسمونه "الإمامة الإلهية"، حتى قال بعض علمائهم إن الأئمة يعلمون ما في السماوات والأرض حتى قيام الساعة. لكن السؤال الكبير هنا: هل هذه هي صورة علي الحقيقية؟ وهل قال بذلك علي نفسه؟

ماذا تقول كتب الشيعة عن علم علي؟

لنقرأ ما جاء في مصادرهم المعتمدة:

في "الاستبصار" و"تهذيب الأحكام" للطوسي، رُوي أن عليًا سُئل عن امرأة تزوّجت في عدّتها، فقال: "لا أدري، حتى ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم". فهل هذا يُقال عن من يعلم الغيب؟

وفي "الكافي" للكليني، يُنسب لعلي قوله:

"لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه"، مما يدل على أنه لا يتكلم إلا بما بلغه من الشرع، لا بعلمٍ غيبي.

بل يروي الشيعة أنفسهم أن عليًا قال: "سلوني قبل أن تفقدوني، لا تسألوني عن فتنة إلا أنبأتكم بمرشدها"، لكنه لم يقل قط إنه يعلم الغيب المطلق أو يعلم ما في قلوب الناس، أو يعلم آجال الخلق وأقدارهم.

هل علم الغيب خاص بعلي دون النبي؟

إنّ القرآن الكريم صريح في أن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب، يقول تعالى:
﴿قُل لَا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾ [الأنعام: 50]، ﴿قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [النمل: 65]

فكيف يُمنح عليّ علمًا لم يُعطَ للنبي، وهو خير الخلق وسيد ولد آدم؟!
إن القول بأن عليًا يعلم الغيب هو في الحقيقة إما افتراء على علي نفسه، أو غلو يتعارض مع أصل الدين.

من أين جاءت هذه المزاعم؟

هذه المزاعم لم تكن معروفة في عهد علي رضي الله عنه، ولا حتى في القرون الأولى، بل ظهرت لاحقًا نتيجة تسرب أفكار باطنية ومجوسية وغنوصية إلى التشيع. وأول من قال بأن الإمام يعلم الغيب هم الغلاة الذين كفّرهم أئمة أهل البيت أنفسهم.

قال علي رضي الله عنه كما في نهج البلاغة:

"هلك فيّ اثنان: محبٌ غالٍ، ومبغضٌ قالٍ" فلم يكن راضيًا عن الغلو فيه، ولا ادعى علم الغيب لنفسه، بل كان يقول: لو كان لي عدد أصحاب بدر لأقدمت"، هذا شيء لا نعرفه، ننتظر فيه أمر الله".