الصيام عند الشيعة:

 دراسة نقدية في المفهوم والتطبيق

 

المبحث الأول: مفهوم الصيام واسم "رمضان" في الفكر الشيعي

يختلف مفهوم الصيام عند الشيعة الإمامية اختلافًا واضحًا عن مفهومه في الشريعة الإسلامية كما يقره أهل السنة والجماعة. يُروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: "الصيام اجتناب المحارم كما يمتنع الرجل من الطعام والشراب". وهذا التعريف فضفاض، إذ إن لفظة "المحارم" تحتمل معاني متعددة، ولا يمكن ضبطها، لا سيما أن كثيرًا من المحرمات كالكذب والغيبة لا تفسد الصوم باتفاق جمهور أهل السنة.

كما نجد في مصادرهم تعريفًا آخر للصيام على أنه "حجاب يضربه الله على الجوارح ليستر الإنسان من النار". وهذا التعريف لا يقترب من المفهوم الفقهي الشرعي للصيام، والذي هو الامتناع عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التعبد لله تعالى.

أما عن "رمضان"، فيعدّه الشيعة اسمًا من أسماء الله عز وجل، ولهذا ينهون عن قول "جاء رمضان" أو "انقضى رمضان"، ويشددون على قول "شهر رمضان". ويُروى عن جعفر الصادق: "لا تقولوا جاء رمضان... فإن رمضان اسم من أسماء الله". وقد خالف هذا القول كثير من كبار العلماء، كالإمام البخاري الذي عقد بابًا بعنوان: "هل يقال رمضان أو شهر رمضان؟" واستشهد بأحاديث صحيحة منها: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة...". وقد حكم العلماء، كالألباني وابن الجوزي، على الرواية الشيعية بالبطلان أو الوضع.

المبحث الثاني: أحكام الصيام في الفقه الشيعي

الركن الخامس مشروط بالولاية

يعتبر الشيعة "الولاية" ركنًا من أركان الإسلام، حتى أنهم يجعلون قبول الصيام مشروطًا بالإيمان بولاية الأئمة الاثني عشر، ويُروى عنهم قولهم: "من لا ولاية له لا صيام له". وهذا مناقض لما عليه أهل السنة الذين لم يشترطوا هذا الشرط البدعي.

عدة رمضان ثابتة عند بعضهم بثلاثين يومًا

ورد في أصول الكافي وغيره أن "شهر رمضان لا ينقص أبدًا، وعدته ثلاثون يومًا". ويستدلون بذلك على عدم الحاجة لرؤية الهلال، في مخالفة صريحة للسنة الصحيحة التي أمرت بتحري الهلال.

وقت الإفطار وتأخير يخالف السنة

يفطر الشيعة بعد غروب الشمس بمدة، حتى تزول الحمرة المشرقية، مستندين إلى رواية تقول: "إذا تجاوزت الحمرة قمة الرأس أفطر الصائم". وهذا خلاف لما ورد في الصحيحين عن النبي ﷺ أنه أفطر بمجرد غياب الشمس، وأمر بذلك.

الاغتسال في رمضان

ورد في كتبهم استحباب الاغتسال عند دخول رمضان، وكذلك في ليالي 19 و21 و23، وهي الليالي التي يرجحون أنها ليلة القدر.

نظرتهم لصلاة التراويح

يُعدّ الشيعة صلاة التراويح من محدثات عمر بن الخطاب رضي الله عنه، رغم أن الإمام علي رضي الله عنه حضرها ولم ينكرها. ومن المفارقات أن المجلسي نفسه يروي أحاديث تُثبت أن النبي ﷺ كان يصليها، مما يُظهر التناقض في مصادرهم.

 

المبحث الثالث: المكروهات والمفطرات عند الشيعة

توجد روايات كثيرة متناقضة لديهم حول مفطرات الصيام، منها:

·   من أجنب في الليل ولم يغتسل قبل الفجر: عليه قضاء اليوم والصوم شهرين متتابعين عند بعضهم، ولا شيء عليه عند آخرين.

·  يُعدّ الجلوس في الماء، ولبس الثياب المبللة من المفطرات!

· رواية عن جواز الإتيان في الدبر وعدم فساد الصوم، مع تناقضات أخرى حول التمتع في النهار.

الصيام في السفر

الشيعة يُحرّمون الصيام في السفر، ويعتبرونه غير مُجزئ، بل ويذكرون رواية فيها أن من مات صائمًا في سفر لا يُصلّى عليه!

المبحث الرابع: صيام النوافل والمناسبات الشيعية

صيام بدعي ومناسبات مختلقة

يشرّع الشيعة صيام أيام لم تثبت في السنة، مثل:

· 27 رجب: ذكرى البعثة النبوية.

·    18 ذي الحجة: يوم غدير خم (تنصيب علي للخلافة حسب زعمهم).

·  25 ذي القعدة: يوم بناء الكعبة.

·  1 ذي الحجة: مولد إبراهيم عليه السلام.

ويجعلون لهذه الأيام من الأجور أضعاف ما ورد في السنة، كمن صام 60 شهرًا!

عاشوراء ويوم الاثنين

يتخذ الشيعة موقفًا عدائيًا من صيام عاشوراء، ويدّعون أنه يوم يتشاءم به آل البيت، ويُروى عنهم: "من صامه لقي الله ممسوخ القلب". وفي المقابل، نجد روايات تجيز صيامه مع تأخير الفطر إلى ما بعد العصر، مما يعكس اضطرابًا في المذهب.

الأيام البيض وتعليلها الغريب

تختلف الأيام البيض عند الشيعة عن ما عند أهل السنة، فهم يختارون: أول خميس في الشهر، وأول أربعاء بعد العشر، وآخر خميس، ويزعمون أن العذاب نزل في هذه الأيام على الأمم السابقة!

خلاصة وتقييم نقدي

يمكن تلخيص نظرة الشيعة لعبادة الصيام في النقاط الآتية:

1- الصيام عند الشيعة مشروط بولاية الأئمة، مما يخرجه من دائرة التوحيد إلى الغلو.

2- لا يُبنى الفقه الشيعي على أحاديث النبي ﷺ، بل على أقوال الأئمة، وفيها كثير من التناقضات.

3- طغى الجانب العقدي والسياسي على العبادات عندهم، مما أخرجها عن جادة الشريعة.

4- العديد من المفطرات والمستحبات والمكروهات عندهم لا أصل لها في الشريعة الإسلامية.

5- اختلاق مناسبات ومواسم صيام غير مشروعة، والتقليل من شأن سنن ثابتة، دليل على الخلل المنهجي