ملخص الحلقة:
المناظرة التي جرت بين الشيخ السنّي والشيخ الشيعي دارت حول مفهوم "الولاية التكوينية" لأهل البيت، وهل هو من العقيدة الإسلامية أو أنه شرك أكبر يناقض التوحيد.
تعريف الشيعي الولاية التكوينية:
هي سلطة إلهية منحها الله لبعض عباده كعيسى وأصف بن برخيا، وقد منحها أيضًا لأهل البيت، وهي سلطة على الكون ولكن ليست استقلالًا عن الله، بل بإذنه وقدرته.
استشهد بالقرآن (مثل عيسى الذي يحيي الموتى) وبأحاديث متواترة مثل حديث الثقلين لإثبات مكانة أهل البيت.
قارن بين كرامات الأولياء التي أثبتها ابن تيمية نفسه (كقصة سارية والجدار وخالد بن الوليد) وبين الولاية التكوينية، وقال إنهم من نفس الباب.
لكن الشيخ فراج يقول...
حكم الولاية التكوينية:
اعتبر الاعتقاد بها شركًا أكبر لأنه يعطي لغير الله صفات الربوبية كالتصرف المطلق في الكون، والإحياء والإماتة والرزق. استشهد بآيات عديدة تثبت أن الله وحده يدبر الأمر ويرزق ويحيي ويميت قال إن عيسى وأصف لم يتصرفا باستقلال، بل دعوا الله فاستجاب لهم.
بحسب علماء الشيعة، فإن مفهوم الولاية التكوينية ليس من بنات أفكارهم، بل هو – حسب قولهم – مبدأ قرآني مثبت في سيرة الأنبياء مثل عيسى عليه السلام الذي "يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص" بإذن الله، وأصف بن برخيا الذي جاء بعرش بلقيس في طرفة عين. ويُستدلّ على ذلك بآيات قرآنية، وأحاديث تُفيد بأن أهل البيت، بصفتهم أوصياء للنبي، قد ورثوا هذه القدرة كرامة لا استقلالًا.
اعتراضات الطرف الآخر
في المقابل، يرى خصوم هذا المبدأ – خاصة من أهل السنة – أن القول بسيطرة الأئمة على ذرات الكون يدخل في باب الشرك الأكبر، لأنه يُسند صفات ربوبية لغير الله. واستُشهد في النقاش بآيات كثيرة تُؤكد أن الله وحده هو المدبّر والخالق، مثل:
"قل لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًا إلا ما شاء الله" (الأعراف: 188).
كما اعتبروا مقارنة الأئمة بالأنبياء أو أولياء الله كأصف بن برخيا أو الخضر أو عيسى، قياسًا باطلًا، لأن ما جرى لهم هو من باب المعجزة أو الكرامة، لا من باب التفويض المطلق.
الفرق بين الكرامة والولاية التكوينية
أكد المنتقدون أن هناك فرقًا جوهريًا بين الكرامة التي قد يُمنحها الله لبعض عباده الصالحين، وبين مفهوم الولاية التكوينية الذي يعني التحكم الكامل بالكون، وهو ما لا يملكه نبي أو ولي إلا بمقدار ما يأذن الله به. واستُشهد بأقوال لعلماء من الشيعة أنفسهم مثل ميرزا محمد البحراني الذي ميّز بين المعجزة والولاية التكوينية، وقال إن الثانية تشمل التصرف حتى بعد الموت.
الموقف من كلام ابن تيمية
دافع الفريق الشيعي عن موقفه بالاستشهاد بكلام ابن تيمية في ذكره للكرامات العديدة التي نُسبت إلى الصحابة وأولياء الأمة، واعتبروه اعترافًا ضمنيًا بالولاية التكوينية، وهو ما رفضه الطرف السني، معتبرًا أن الكرامة شيء، والسيطرة المطلقة على الكون شيء آخر.